حيا الدكتور صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام المصري الأسبق، فضيلة الأستاذ محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان ومجلس إرشادها وسائر أعضائها وأنصارها ومحبيها. واعتبر التوجه بكلمة للجماعة في مناسبة إحياء ذكرى تأسيسها الأربعين من دواعي سعادته وشرفه.
وقال، في كلمة مرئية نشرتها قناة الشاهد الإلكترونية ضمن سلسلة “قالوا عن الجماعة في ذكراها الأربعين”، عن الجماعة أنها “شبّت عن الطوق، وبلغت أشدها، وقوي عودها، وتعمقت جذورها، وأينعت أغصانها بفضل الله سبحانه وتعالى”.
وحمد الله سبحانه وتعالى أن وفق الجماعة “إلى الثبات على طريق الهدى والنور، وبقيت تدعو إلى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة، وجمعت في مواجهتها لتحديات الطريق بين الشجاعة والجسارة، وبين اللين والرفق، ونأت بنفسها عن دعوات العنف أو التكفير، والتزمت بأمر الله تعالى: ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ. واتسمت الجماعة خلال مسيرتها بالصدق مع الناس، والثبات على المبدأ، والصدع بالحق والتضحية في سبيل الله”.
وأشاد الدكتور عبد المقصود بموقف الإمام وأبناء الجماعة، فـ“رغم ما تعرض له مؤسسها ومرشدها الإمام الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله من اضطهاد وتنكيل، ورغم ما تعرض له أبناؤها من ظلم واضطهاد، إلا أنهم بقوا ثابتين على منهجهم، متمسكين برسالتهم في الدعوة والإصلاح بالتي هي أحسن، رافضين لمسالك العنف أو التكفير”.
واستغل المتحدث هذه المناسبة كي “نستذكر شيخنا مرشد الجماعة الإمام الأستاذ عبد السلام ياسين، ونترحم عليه، وندعو الله أن يجزيه على ما قدم لدينه ودعوته خير الجزاء”. وشهد له أنه “عاش عاملا للإسلام، باذلا للنصيحة لأولي الأمر وعامة المسلمين، داعيا إلى وحدة العاملين للإسلام. عاش صادعا بالحق لا يخشى في الله لومة لائم ولا يأبه بعواقب الأمر بالمعروف والنصيحة لله، وكلما واجهته محنة كان لسان حاله: سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة في سبيل الله”.
وكشف الأستاذ عبد المقصود أنه سعد بزيارة الإمام “في المغرب والتزود من علمه والنظر في وجهه المشرق. تعرفت عليه عن قرب بعد أن عرفته قبلها بسنوات طويلة عبر مؤلفاته وكتاباته وتلاميذه ومريديه الذين كنت ألتقيهم في العديد من المؤتمرات والندوات التي تناقش قضايا الأمة، وفي القلب منها قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك”.
واسترسل في وصفه للإمام: “كان الأستاذ الإمام نموذجا في الثبات والتضحية وإيثار ما عند الله على ما عند الناس، تعرض لصنوف المحن والتضييق فلم يزدد إلا قوة في الحق وثباتا على المنهج. لا زلت أذكر كلماته ووصفه للحصار الذي فرض عليه والإقامة الجبرية التي وضع فيها، بأنها كانت منحة من الله جعلته يتفرغ للعبادة والذكر وقراءة القرآن وصيام كل أيام فترة الحصار التي امتدت لعشر سنوات دون انقطاع. لقد استثمر هذه السنوات في الذكر والكتابة والتأليف وكان رحمه الله يقول إن معظم ما وفقه الله إلى كتابته كان من بركات ذلك الحصار”.
وفي ختام كلمته توجه للإخوة والأخوات في جماعة العدل والإحسان بقوله: “أرجو الله أن يوفقكم لمواصلة العمل في سبيل الله، وخدمة الإسلام والمسلمين، ونصرة قضايا الأمة وعلى رأسها قضية المسلمين الأولى فلسطين الأسيرة التي يسعى المتآمرون لتصفيتها والقضاء عليها.. وأدعو الله أن يجعل يومنا خيرا من أمسنا، وغدنا خيرا من يومنا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين”.