كشف الدكتور أحمد العيساوي، أستاذ جامعي وباحث جزائري، أنه عرف “الجماعة منذ قرابة عقد من الزمان، حوالي سنة 2012. تعرفت عليهم، وذهبت إلى مقرهم، ورأيت منهجهم، واطلعت على ثقافتهم وعلى منهجهم وطريقتهم، تعرفت على قياداتهم من الطبقة الأولى والثانية والثالثة، تعرفت على نخبهم ومثقفيهم ومتعلميهم، تعرفت على المفكرين فيهم والكتاب والأدباء والباحثين. تعرفت على الجماعة من خلال ملتقياتها ومؤتمراتها، ومن خلال أيامها الدراسية، والأيام التي يعقدونها سنويا بمناسبة ذكرى وفاة الشيخ المجدد المصلح عبد السلام ياسين رحمه الله سبحانه وتعالى وأسكنه فسيح جناته”.
وأضاف، وهو يحكي في كلمة نشرتها قناة الشاهد الإلكترونية ضمن سلسلة “قالوا عن الجماعة في ذكراها الأربعين” عن علاقته بأبناء الجماعة: “ذهبت إلى مقرهم في مدينة سلا عندما زرت المغرب مرتين أو ثلاث، وجلست في غرفة الإمام، ورأيت آثار جلسته التي حفرت في الأرض بعد أن فرضت عليه الإقامة الجبرية”.
وتأسيسا على هذه المعرفة وجد المتحدث الجماعة “جماعة دعوية؛ تدعو إلى الله سبحانه وتعالى. جماعة إرشادية؛ ليس لها وظيفة سوى حمل الناس وتعريفهم بالإسلام الصحيح في زخم التيارات الإلحادية والعلمانية… في زخم الثقافات المتناحرة والمتدافعة التي تتعرض للعقل المسلم”.
وجدها “ينطبق عليها قول الله سبحانه وتعالى: فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ“.
وأشاد الدكتور العيساوي بكون “الجماعة تسد ثلمة وثغرة من ثغور الإسلام”، وبالنظر إلى ما يعيشه الإسلام اليوم من حصار وتضييق داخل أوطان العرب والمسلمين وفي الغرب، فإن “هذه الجماعة من خلال نشاطها وبرامجها ومخططاتها، ومن خلال الأهداف التي رسمتها داخليا وخارجيا؛ محليا تعمل على التعريف بالإسلام وهداية الشباب، وحملهم من الضلالات والفجور والانحراف إلى جادة الإسلام”، أما خارجيا فيقول المتحدث “هي جماعة كما رأيتها وعرفتها وخبرتها لا تتلقى تمويلا خارجيا… كما أنها تعتمد على إطاراتها ومثقفيها للتعريف بمشروع الجماعة، الذي يمكننا معرفته من خلال كتب الشيخ رحمه الله سبحانه وتعالى، الذي ترك تراثا ومنهجا، ومكتبة استطاعت أن تختزل الكثير من المعارف والعلوم، استطاعت أن تنقد وتنكث التراث الإسلامي فتخرج منه ما لا يفيد في هذا العصر، وتحاول أن تقدم الإسلام برؤية ميسرة وسطية سهلة لينة، تحمل تعاليم الإسلام لتعرف الناس أن هذا هو الدين الذي يمكن أن يجيب على كل إشكالات الحضارة والمدنية، أن يجيب على كل ما أفلست عن الإجابة عنه المدنيات والفلسفات المادية والوضعية والإلحادية، يحاول أن يقدم هذا الدين تقديما طيبا حسنا سليما”.