د. الجوري: طرق التعليم لا تنمّي لدى المتعلم كفايات التعامل مع وضعيات ومعطيات مختلفة

Cover Image for د. الجوري: طرق التعليم لا تنمّي  لدى المتعلم كفايات التعامل مع وضعيات ومعطيات مختلفة
نشر بتاريخ

اعتبر الدكتور منير الجوري، الباحث في التخطيط التربوي، أن أسئلة امتحانات البكالوريا لهذا الموسم غير معهودة، موضحا أن ما يحدث في هذه الامتحانات؛ “هو خلخلة للمنظومة التعليمية برمتها، وتعرية لواقعها، ولمناهجها وطرق تعليمها”.

وأشار الجوري، في تدوينة له في صفحته بفيسبوك، إلى أننا هذه السنة “لسنا أمام امتحانات خارجة عن دفتر التحملات وعن الأطر المرجعية للمواد الدراسية، ولسنا أمام امتحانات صعبة، بل نحن ببساطة أمام امتحانات أسئلتها غير معهودة”.

ومعنى ذلك، يقول الجوري؛ “لو أن هذه الأسئلة عرضت على التلاميذ من قبل وتمرنوا عليها مرارا وتكرارا وتكرارا وتكرارا لحفظوها ولصارت في المتناول. كما أن الأسئلة التي كانوا ينتظرونها ويعتبرونها في المتناول، هي في الحقيقة ليست سهلة ولكنها معهودة واعتيادية، والذي جعلها في المتناول هو أنها مكررة مرارا ومرارا وتكرارا”.

ويكمن الإشكال من وجهة نظر المستشار في التوجيه التربوي في أن “طرق التعليم لا تنمي لدى المتعلم كفايات التعامل مع وضعيات تعليمية مختلفة، بمعطيات مختلفة، وزوايا علاج مختلفة، حيث لا يكون الثابت إلا المعرفة والمفاهيم، أما توظيف تلك المعرفة والمفاهيم فالأصل فيه التنوع والتغيير الذي يمتحن قدرات المتعلم الحقيقية في التفكير والتحليل والتوظيف والاستدلال وليس التكرار”.

في حين أن “الإشكال الأكبر الغامض”، يضيف الكاتب، هو عندما سنجد بعد كل هذه الشكاوى من صعوبة الامتحان، ومن تقارير تدني التحصيل الدراسي، “نجد أن نسبة الحاصلين على البكالوريا يتجاوز الخمسين أو الستين في المئة في الدورة العادية، ليحطم الثمانين في المئة بعد الدورة الاستدراكية، عندها علينا أن نصمت، علينا أن نلملم كل أدوات تحليلنا ونضعها تحت إبطنا ثم نغادر في صمت”.