دعم المقاومة ومناهضة التطبيع.. مطلبان ملحان لمسيرتي طنجة والبيضاء

Cover Image for دعم المقاومة ومناهضة التطبيع.. مطلبان ملحان لمسيرتي طنجة والبيضاء
نشر بتاريخ

من المطالب الرئيسية والملحة والآنية التي برزت بقوة في مسيرتي طنجة والرباط صباح اليوم 26 نونبر، واتخذت أشكالا متنوعة؛ حيث رفعتها اللافتات عاليا فوق الرؤوس، ونطقت بها الشعارات والكلمات والتصريحات، وجسدتها إبداعات مختلفة؛ مطلبا دعم المقاومة المسلحة وإسقاط التطبيع وفك جميع الاتفاقيات المنبثقة عنه، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني الغاصب وغلق مكتب التواصل معه وطرد سفيره بالرباط..

مطلبان ينبئان عن يقظة الفاعلين وأطياف كبيرة من الشعب المغربي بما تمثله اتفاقيات التطبيع من خطورة ليس فقط بالنسبة لفلسطين ومقدساتها التي تعد ملكا للأمة الإسلامية جمعاء يضع على عاتق حكام دولها الذود عنها والوقوف في وجه المحتل لا مهادنته وتشجيعه على جرائمه الفظيعة، ولكن أيضا بما تحمله من أضرار على الدول المطبعة مع الكيان الاحتلالي، حكومات وشعوبا، وهي المعروفة بتدخلها في شؤون المنطقة منذ نشوئها عام 1948، وشن الاعتداءات على دول عربية (من بينها مصر والعراق والأردن ولبنان..)، وقد أثبتت تجارب التطبيع مع دول سابقة أنها تجلب الخراب والدمار على جميع المستويات وأن المستفيد الوحيد من هذه الاتفاقيات هو الكيان وحده.. وأنه لا بديل عن المقاومة المسلحة لاسترداد الحق المسلوب.

شعار إسقاط التطبيع تقدم المسيرتين، عند الرجال والنساء، في لافتات كبيرة كتب عليها بخط غليظ “لا للتطبيع” و”فلسطين أمانة والتطبيع خيانة” و”اطردوا ممثل الكيان الصهيوني” وغيرها. نفس الشعارات وأخرى حملها مشاركون في لافتات أصغر مختلفة الأحجام، وعرضتها صورة إبداعية جميلة في مسيرة طنجة تظهر شابا يضع على وجهه قناعا بصورة نتنياهو يجر بخيوط شابا آخر يحمل قناع جو بايدن وهو مبتسم، تعبيرا عن فرحه ورضاه بجرائم من يجره، لتتفرع هذه الخيوط المجرورة والمكبلة لأيدي أشخاص يحملون أقنعة رؤساء الدول العربية.. كما صدحت بالمطلب ذاته الأصوات عاليا: “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، “قتلة مجرمون.. المطبعون والصهيون”، “المطبع يا جبان فلسطين لا تهان”..

وفي المقابل شددت الشعارات المنطوقة (يا قسام يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب..) والمكتوبة (انظر الصور) والكلمات والتصريحات أيضا على دعم المقاومة الفلسطينية، وتم التمثيل لذلك رمزيا في ختم وقفة طنجة حيث أشعل النار في علم “إسرائيل” شخص يشد الكوفية بطريقة المقاومين.. هذه المقاومة المسددة التي فطنت للغاية التي دفعت العدو الصهيوني للتطبيع مع الدول العربية فأفشلت مخططاته وضربته في مقتل وأثبتت للعالم ضعفه وفشله وحقيقته الإجرامية التي عرت الحرب الأخيرة على غزة ما كان قد بقي منها مخفيا، وباتت وحشيته بادية للعيان وسقطت سردياته التي كانت تملأ آفاق الإعلام الغربي، بل ومجمل الإعلام العربي الرسمي أيضا.. مقاومة أظهرت للعالم أن صمودها وبسالتها في مواجهة المستعمر أكبر من الآليات “فائقة التقدم” للصهاينة ودول الاستكبار العالمي التي تقف خلفه، والتي لم تنفعه سوى في دك الأرض وقتل المدنيين وجلهم من الأطفال والنساء سعيا لإبادة شعب استعصى على كل طرق التدجين، كما أظهرت التفاف الفلسطينيين قاطبة حولها؛ لأن تاريخهم الطويل تحت نير الاستعمار أثبت لهم أنه لا طريق للتحرير إلا بالمقاومة المسلحة وأن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترجع إلا بالقوة..

في هذا الصدد أكد هشام الشولادي، عضو المكتب الوطني للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، في تصريح لبوابة العدل والإحسان أن “مسيرة البيضاء هي مسيرة الصمود والإباء، هي رسالة إلى إخواننا المرابطين والمرابطات في ثغور غزة العزة وفي فلسطين الإباء. مسيرة تؤكد أن الشعب المغربي شعب مناضل مكافح، يرفض التطبيع بجميع أشكاله ويدعم خيار المقاومة، ويحيي أهلنا في غزة وفي فلسطين الذين يؤدون عنا اليوم ضريبة ما بعدها ضريبة، يحفظون تلك الأرض الطيبة المباركة، ويحفظون ماء وجه العرب الذين أدارت حكوماتهم ظهرها لهذا الشعب الأبي”.

من مسيرة طنجة عبر محمد القرقري، عضو اللجنة المحلية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بالقصر الكبير، للبوابة عن دعمه ودعم الحاضرين في هذه التظاهرة الحاشدة “لكل فصائل المقاومة، خصوصا كتائب عز الدين القسام في مواجهة طغيان المحتل”، وأدان التطبيع ودعا السلطات المغربية “إلى إيقافه وطرد ممثل الكيان الصهيوني في بلادنا”، بعدما شجب الهجوم الجبان للآلة الحربية للكيان الصهيوني على المباني المدنية، بيوتا ومستشفيات ودور عبادة..

نفس المطالب أكدها عبد الرحمان الحمدوني، عضو اللجنة المحلية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بطنجة، معتبرا أنها “مطالب أساسية وملحة وآنية”، صائحا: “أوقفوا العدوان، اطردوا ممثل الكيان، أغلقوا مكتب التطبيع، افتحوا معبر رفح”. ودعا المطبعين “أن يقدموا الاعتذار للشعب المغربي لأنهم بتطبيعهم اعترفوا بكيان قاتل للأطفال والنساء والشيوخ، ومدنس للأرض”.