خواطر في ذِكرى الإمام

Cover Image for خواطر في ذِكرى الإمام
نشر بتاريخ

لا تلُمني في غَزيرِ الدمعِ أسكبُه
قد كنتُ قبل اليومِ عنكَ أكْتُمهُ
لا تلمني في أنِينِ الشَّوقِ تَسمعُه
ضاقَ الفؤادُ بِه فاليومَ ينشرُهُ
لا تلمني في القَصيدِ الآن أَقرِضُه
ذِكرى الحبيبِ لا بُّد تُلهِمهُ
لا تلمني في كِساءِ الصَّبرِ فَتَّقَهُ
فَقدُ الحبيبِ، وبالكادِ اليوم أرتُقُه


أستغفر الله مالي وَدمعَ العينِ أسكبُه
دُموعُ القلبِ سُحّاً لا تُؤَّبِّنُه
أستغفر الله مالي وَدمعَ العينِ أسكبُه
لو كان البحرُ دمعاً جَفَّ حِينَ أذْرِفُه
عَفواً ما جِئتُ اليَوْمَ أبكِيه لكني بالفخر أمدحُه
صيتُ العظامِ هيهاتَ للموتِ يحجُبه
ما ماتَ من كلُّ النّاسِ بالخيرِ تَذكُره
ما ماتَ من شُمُّ الجِبالِ تَقصُرُه
ما ماتَ من دينُ الإلهِ جَدَّدَهُ
ما ماتَ من أُنُفُ الرِّجالِ صَنعَتُه
تعلو بمنهاج الرّسولِ في العلياءِ ترفَعُه
بماءِ العدلِ تَسقيهِ وبالإحسانِ تَكنُفُه
فيؤتِي أُكُلاً كلّ حينٍ رَبُّه يبارِكُه
ويُشرِقُ صُبحاً أنوارُ غَيبٍ تُؤيِّدُه
ويقصِفُ جَبراً طوفانُ الإسلامِ يجرِفُه
ما ماتَ من نافِعُ العِلمِ ورَّثهُ
ما ماتَ من صالحُ الأجيالِ يذكُرهُ
يدعو له كم إلى الخيراتِ أَرشَدهُ
مَا مات من منهاج الرسول بعدَ الطَّيِّ أنشَرَهُ
عشرٌ خِصَالٌ يا حِبُّ كالعِقْدِ تَنْظِمُه
الصُّحْبة أُسٌّ والجماعةُ لحمةٌ والجِهادُ ذِروَتُهُ
والعِلمُ نورٌ بالأعمالِ قيمتُه
والبذلُ برهانٌ والسَّمتُ زينَتُه
والذِكرُ أنوارٌ تُحيِي شِغافَ القلبِ تَجْمعُه
والصِّدقُ رُوحٌ في كلِّ الخِصالِ مَوطِنُه
والتُّودَةُ أنَاةٌ تُربِّي الشّعبَ تَرْحَمُه
والاقتصادُ قَصدٌ يُغني العَبدَ يُكرِمُه


مات الحبيبُ ونِعمَ الموتُ مَوتَتُه
طُوبى لِمَن كانَ الموتُ تُحفَتَهُ
هيهاتَ هيهاتَ قُدومُ الموتِ يفجَأُهُ
مات الحبيبُ ونِعمَ الموتُ موتَتُه
اليومُ عيدٌ والحزبُ يَاسينٌ بالقَلبِ نَقرأهُ
والجامِعُ سُنَّة والعطاءُ مِنَّةٌ سبحان من أكرمَهُ
أكْرِمْ بِمَن شُهْدُهُ بِضْعٌ فكيف بمن أُلوفٌ تتبَعُهُ
أَكرِمْ بِمَنْ عَاشَ وتَحتَ الوِسادُ وِصْيَتُهُ
أوصى بالصلاةِ ثَلاثاً واللَّبيبُ يَفهَمُهُ
أوصى ذا الهِمَّةِ العلياءِ غَير وجهِ اللهِ لا يُقنِعُه
أوصى بالعدلِ ميزاناً لابُدَّ بالإحسانِ نُقرِنُهُ
أوصى بالكَيلِ والميزان لا نُطَفِّفُهُ
أوصى بالوالدِ إحساناً واليتيمَ نَرحَمُهُ
أوصى عالمَ الأنوارِ بالمَصْحوبِ نَدخُلهُ
أوصانا لا نخافُ لوْماَ في الحقِ لا نَرْهَبُهُ
أوصانا لبَّ الوصايا في “الأنعامِ” نَنْشُدُهُ

فيا ربِّ عَبْدَ السَّلامِ أنتَ تَرْحَمُهُ
قَدْ أَحَبَّ لقياكَ لابدَّ بالبِشْرِ تـُفرحه
وَأَكْرِمْهُ يَا ربِّ بِنُورِ وَجْهِكَ يَنْظُرُهُ
وَصَلِّ على حِبِّهِ المصطفى، بِجوارِهِ ربِّ تُسْكِنُه..