خطوة نحو الكمال (2) | أنواع الكمال – 1 –

Cover Image for خطوة نحو الكمال (2) | أنواع الكمال – 1 –
نشر بتاريخ

تطرقت الأستاذة السعدية بايرات، في الحلقة الثانية من برنامجها “خطوة نحو الكمال” الموجه للمرأة، إلى بعض أنواع الكمالات التي ينبغي أن تسعى كل امرأة جاهدة لتحقيقها. وجمعت هذه الأنواع في خمسة، تناولت منها ثلاثة وأرجأت البقية إلى الحلقة التالية.

وأوصت بايرات النساء بحفظ “الحديث الذي نزل فيه سيدنا جبريل عليه السلام ليعلم الصحابة بأن الدين مراق ومراتب، وليس مرتبة واحدة”، فهو “إسلام فإيمان ثم إحسان. مرقاة كمن تصعد في سلم يحذوها حب الله والشوق إليه والإخلاص له سبحانه في كل شيء”، فيكون سعيها في طلب الكمالات سعيا لاستكمال مراتب الدين الثلاث.

وفيما يلي الكمالات التي أوردتها المتحدثة:

1- الكمال الإيماني: على المرأة أن تستكمل إيمانها، فالإيمان يكمل بصلاح القلب وسلامته وإخلاص أعماله لله وحده، ثم صواب الطاعات بموافقتها للشرع. فلقد استكملت الإيمان من أعطت لله ومنعت لله وأحبت لله وأبغضت لله، كما جاء في حديث الترمذي عن انس الجهني قال النبي صلى الله عليه وسلم “من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله فقد استكمل الإيمان”..

2- الكمال الخلقي: على المرأة السعي لكمال أخلاقها، قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح: “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا”. فالأقرب إلى مقامه الشريف، بل والأحب إلى قلبه الشريف، من كانت أخلاقه حسنة. فكمال الأخلاق كمال في الدين، ومن سبقك في حسن الخلق فقد سبقك في الدين.

3- الكمال العلمي: ينبغي للمرأة أن تطلب العلم وتتعلمه من المهد إلى اللحد، فاستكمال العلم ضروري لكونه نور العقل. فإن كانت بنية المرأة النفسية العقلية منذ صباها وطفولتها لم تتأسس على قاعدة طلب العلم، فمن كمال توبتها أن تنزع عن نفسها رذيلة الجهل وتتجمل بالمعارف الشريفة، لأن الام مدرسة ومنبع لكل خير، في حين أن الأم الجاهلة سبب للضياع وامتداد لضعف الأمة. فالكمال العلمي يكمن في طلب علم الوحي ليكون إماما وسيدا ومرشدا لعلوم الكون الأخرى، فيكون السعي إلى تحصيله جهادا، وتكون المشقة والصبر على امتلاكه وسيلة وطريقا إلى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم فيما روى الترمذي عن سيدنا أبي هريرة “من سلك طريقا ليلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة”“.

وختمت بايرات حلقتها بالتأكيد على أن يكون علم المرأة علم خطوة لا علم خطبة إن هي أرادت تحقيق كمالها العلمي؛ “علما يشرق في القلوب إيمانا وتصديقا، وفي العقول تدبيرا وتطبيقا، علما جامعا لمصلحة جامعة في الأمة. يكون العلم خطوة نحو الكمال إن قربنا إلى الله عز وجل تعريفا بالطريق، ويكون العلم خطوة إن تلا التعريف تصديق وتلا التصديق عمل وجهاد”.