خديجة بنت الشهيد

Cover Image for خديجة بنت الشهيد
نشر بتاريخ

خديجة بنت الشهيد

خديجة بنت الشهيد هي الابنة الشرعية لزيجة أزهر بها التاريخ العربي بعدما أنهكته سنون عجاف، هي زيجة بين الإرادة الشعبية و الشرعية الرئاسية بعدما طلق الشعب الاستبداد، أو بالأحرى بعدما خلعه وافتدى نفسه.

هي خديجة بنت الشهيد، ذلك الشهيد الذي بذل نفسه رخيصة في سبيل هذه الولادة وهذا الميلاد، في سبيل هذا العرس العربي الذي اشتقنا لزفاته و أفراحه، في سبيل كل ذات استعبدت وكل فم كمم و أخرص وكل حر سجن أو قتل.

ذلك الشهيد الذي ضحى بنفسه من أجل الحق الذي هضم والعدل الذي قبض والحرية التي أسرت والكرامة التي أهينت، من أجل شعب اختطف من رحم عروبته و ألقي به في ملاجئ اللقطاء لتغيير فطرته ومحو هويته.

هي خديجة بنت الشهيد، سميتها خديجة لأنه اسم عربي قح أصيل مثلها، فهي أيضا “الخديجة” العربية ذات الأصول العربية يفوح منها مسك العروبة وعطر الفتوة العربية.

سميتها خديجة لأنها مولودة خديجة، ولدت قبل تمام أيام الحمل، فجاء المخاض قبل أوانه وذلك من قدر الله لا محالة، وكان المولود أنثى ففرح به أهله و استبشروا خيرا فمن يمن المرأة أن تبكر ببنت، واسود وجه كفار الشرعية ومعتنقي الجاهلية، فالمولود أنثى، ولم يدروا أيمسكونه على هون أم يدسونه في التراب.

ومرت سنة على ميلاد خديجة والزوج المخلوع يخطط ويفتل في تلابيب خبثه ومكره ليرجع إلى أحضان زوجه ويعيدها خانعة طيعة لبيت الزوجية، بعد إبطال عقد قرانها الشرعي، و قد كان له ذلك بعدما اغتال الشرعية في منصة الميدان برصاص القمع والانقلاب، وأجاز حكم الجاهلية شرعا للبلاد بإعلانه عن قرار وأد الطفلة الشرعية العربية وذلك بمباركة شيخ المسجد وراهب الكنيسة وقسيس المعبد اليهودي…

فانتفضت كل فطرة سليمة وتساءل كل عقل حكيم: “و إذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت؟”

سؤال لا نقبل فيه فتوى الشيخ الفقيه الذي بارك الوأد وحلل ما حرم الله، ولا مجادلة كفار الشرعية وأرامل الديمقراطية، لا ولا حتى تبرير من سكت وخنع بدعوى أنه مغلوب على أمره، و لو أقسم أن قلبه مع علي فسيفه مع معاوية. إنما هو سؤال للتاريخ ليسجله وتحفظه ذاكرته, فالتاريخ لا يعيد نفسه بل هي سنة الله تجري بمقادير وموازين، فالكون كله في قبضته سبحانه، ولا يتحرك متحرك ولا يثبت ساكن إلا بإذنه، فقدره ماض وموعوده آت، وإن تم وأد خديجة فلا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا…