خاطرة قدسية

Cover Image for خاطرة قدسية
نشر بتاريخ

القدس مسرى الرسول صلى الله عليه ومعراجه، إرث المسلمين وقبلتهم، مضجع الأنبياء ومصلاهم، عروس الشرق ونبراسه، مجمع البركة ومفرقها، بلد الديانات واجتماعها، شهاب العلم ومورده، بلد المرابطين ومطلبهم.
فيا قدس سلام منا نوصله، من القلب منبعه، وعلى أوتار أسوارك نعزفه، منا الحنين نبعثه وأنت الثبات نعهده.
صمدت سنين وما اشتكيت، رأيت رايات الفاتحين تزحف، فما نقصت من شموخك وما نالت من عزتك بل كنت لغرورهم ترمق وبعين السخرية تنظر، تعرف المصير والمآل فأنت أرض العزة والفخار.
تأوي بنيك وتحضنهم، بالمجد والجلالة تمدهم، كنت لهم المأوى وكانوا لك الحراس البررة، ما ضعفوا وما استكانوا. بنيت الرجال، وربيت الأطفال وألهمت النساء، فصارت زغاريدهن تعلو وأساريرهن تشرق وهن يزففن إليك فلذات أكبادهن، وفي جوارك جعلن مضجعهن، منك وإليك منبتهن، كل في سبيلك رخيص، فداك الروح والمهج، فداك الزوج والولد.
فليعلنوا ما شاؤوا وليقروا ما أرادوا، غيظ هذا من فيض حقدهم، عضوا عليك النواجذ، كبلتهم قوة مرابطيك، أوهنتهم إرادة الله فيك، ما أضعفوك بجيوشهم، ما كسروا عزيمتك به، وقفت سدا منيعا على مر الزمان.
فطوبى لك بكشف الزائفين وتعرية المخادعين من بني جلدتنا، وطوبى لبنيك باختيار الله واصطفائه؛ اختيار جهاد وعزة وإباء.
فلتتبدد عندك كل الشعارات، ولتهوى على أسوارك كل الفزاعات، ولتتعرى عند أبوابك كل السياسات. الخزي والعار لكل حاكم منتكس صامت باهت جامد أمام إرادة الشعوب، وعشت يا قدس أبيا منتصرا منتصبا.