ذ. حمداوي: استضافة مجرمي “غولاني” خيانة وطعن في ظهر الشعب المغربي

Cover Image for ذ. حمداوي: استضافة مجرمي “غولاني” خيانة وطعن في ظهر الشعب المغربي
نشر بتاريخ

وصف الأستاذ محمد حمداوي، رئيس مكتب العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان، مشاركة عناصر من لواء “غولاني” التابع لجيش الاحتلال الصهيوني في مناورات “الأسد الإفريقي” بالمغرب، بأنها سُبة وعار في جبين المطبعين، وخيانة مفضوحة للقضية الفلسطينية ولدماء الشهداء في غزة.

مشاركة مرفوضة ومُدانة بشكل كامل

الأستاذ حمداوي مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة العدل والإحسان، أكد في حوار تلفزيوني يوم أمس الخميس 22 ماي 2025 في قناة الحوار الفضائية، أن هذه المشاركة “مرفوضة ومُدانة بشكل كامل، والمغاربة كلهم، بدون استثناء، ضد هذا الشكل من أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني بشكل مستفز جدا، خصوصا في هذا الظرف الذي ما تزال فيه إبادة الشعب الفلسطيني في غزة مستمرة.

وأضاف القيادي في جماعة العدل والإحسان أن استضافة مجرمي الحرب بدل تقديمهم للمحاكمة الدولية هو سقوط أخلاقي وسياسي خطير، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل إمعانا من السلطة المغربية في الانفصال عن نبض الشارع المغربي، الذي ما فتئ يعبر عن دعمه الثابت لفلسطين وقضايا الأمة.

انتهاك للعدالة الدولية وغدر بالدم الفلسطيني

وفي تعليقه على موقف المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، التي عبرت عن قلقها إزاء مشاركة عناصر من “غولاني” في المناورات، أكد الأستاذ حمداوي أن الأمر لا يقتصر على “انتهاك” القانون الدولي فحسب، بل هو في جوهره “غدر” بالقضية الفلسطينية ولدماء الشهداء، ونزول إلى حضيض التواطؤ المكشوف مع الكيان الصهيوني.

وتساءل كيف تستقبل دولة عربية ومسلمة مجرمي حرب معروفين بتورطهم في أبشع المجازر ضد المدنيين في غزة؟، مضيفًا أن “لواء غولاني” معروف بدمويته، وأن قادته وجنوده يجب أن يكونوا خلف القضبان، لا في ساحات المناورات العسكرية.

لا مبرر سيادي ولا ذريعة سياسية

وردًّا على التبريرات التي يسوقها البعض بأن هذه المناورات دولية ولا يمكن رفض مشاركة طرف معين فيها، شدد الأستاذ حمداوي على أن المغرب دولة ذات سيادة، وأنه كان بإمكانه قانونيا وأخلاقيا رفض مشاركة أي جهة متورطة في جرائم حرب.

وأوضح أن المسؤولية الكاملة تقع على السلطة المغربية التي تمتلك القرار السيادي، موضحا أن الوضع في المغرب، يركز السلطة التنفيذية بيد واحدة، وهي القصر، والقرار السياسي يُتخذ من هناك، والباقي مجرد أدوات تنفيذية.

السلطة معزولة والشعب يواصل الزخم التضامني

واعتبر الأستاذ حمداوي أن ما يجري في المغرب هو مفارقة صارخة بين شعب حي متضامن مع فلسطين بكل فئاته، وسلطة ماضية في التطبيع إلى مستويات خطيرة، وصلت حد الاستقبال الرسمي لرموز القتل والدمار في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لأبشع المجازر.

وأشار إلى أن الشعب المغربي، منذ السابع من أكتوبر، خرج بالملايين في كل المدن والقرى، دعما لغزة ورفضا للتطبيع، في وقت تجاهلت فيه السلطة هذا الزخم الشعبي وواصلت الانخراط في المشاريع الصهيونية، حتى في مجالات التعليم والفلاحة والثقافة.

تحذير من الاختراق الصهيوني للمجتمع المغربي

وكشف المتحدث أن المغرب تجاوز اليوم مرحلة التطبيع إلى مرحلة الاختراق الفعلي، محذرا من وجود محاولات خطيرة لزرع النفوذ الصهيوني داخل البنية المجتمعية والثقافية والاقتصادية الوطنية، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني أينما دخل زرع الفتنة والفرقة.

وتابع معبرا عن القلق الشديد مما وصل إليه الوضع، محذرا كل القوى الوطنية والمدنية من مخاطر هذا المسار الذي يهدد وحدة البلاد واستقرارها ومستقبلها.

لا إملاءات على المغرب والقرار بيده

ورفض الأستاذ حمداوي أي تبرير يعتبر أن التطبيع جاء تحت الضغط أو الإملاءات، وقال إننا نعيش في المغرب ونتابع المشهد، ولا يوجد أي طرف خارجي يمكنه فرض الإملاءات على بلد كالمغرب بسيادته ومؤسساته وأجهزته. موضحا أن ما نراه ليس سوى خضوع داخلي للابتزاز الصهيوني، وليس أمرا مفروضا من الخارج.

وفي حديث الأستاذ حمداوي أكد على أن اللحظة كانت تاريخية من أجل إعادة التموضع، وليس لتكريس الخيانة، مشيرا إلى أن المقارنة أصبحت مؤلمة بين دول غربية أظهرت مواقف مشرفة تجاه غزة، بينما أنظمتنا بكل أسف تفتح أجواءها وموانئها لتمرير السلاح الذي يفتك بالأبرياء.