جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني

Cover Image for جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني
نشر بتاريخ

مع احتدام وتيرة شجب قرار الرئيس الأمريكي ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس في خطوة لترسيم الاحتلال الصهيوني الغاصب، وفي الوقت الذي قطع فيه مشروع قرار تجريم التطبيع مع الصهاينة في تونس منطلق الثورات الربيعية أشواطا وغدا قضية مجتمعية، يرتفع، للأسف، مستوى تواطؤ النظام المغربي وبعض مؤسسات الدولة مع التطبيع مع الصهاينة الغاصبين، في الوقت الذي يدَّعون أنهم يهتمون بالقدس وفلسطين. ففي الأيام القليلة الماضية  تزايدت الوفود المطبعة المهرولة إلى الكيان الصهيونى تحت عنوان “إعلاميين مغاربة” لتقديم خدمات الدعاية والترويج لصورة مزيفة للكيان لدى الجمهور المغربي، هذه المجموعة المحسوبة على الجسم الإعلامي المغربي تسبح ضد التيار وتحضر لقاء تواصليا لن يخرج عن توصيف التطبيع مهما اجتهد في ابتكار مسوغاته؛ لقاء ليس الأول، وقد لا يكون الأخير، ما دام التطبيع مع الاحتلال على مستوى الدولة المغربية قطع أشواطا تحت مسميات ويافطات متعددة، فمرة في إطار التبادل الثقافي والفني، حيث يروج في الإعلام أن مسؤولا حكوميا بارزا يشجع فنانين مغاربة للتطبيع ويدعوهم لزيارة فلسطين المغتصبة، وأخرى في إطار المسابقات الرياضية، وثالثة في إطار ملتقيات دولية، ورابعة – وهذا هو الأدهـى – في إطار التبادل التجاري والاقتصادي، حيث تفيد الأرقام أن مؤشرات التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني في اطراد دؤوب وفق الإحصاءات الرسمية للكيان الصهيوني.

والأخطر من ذلك أن الاختراق الصهيوني وصل مستويات مختلفة على صعيد صناعة بؤر متصهينة داخل المجتمع المغربي تفوق خطورتها مستويات التطبيع الاقتصادي أو السياحي، وهذا ما ينبه إليه مجموعة من المتتبعين من بينهم رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، هذا المرصد الذي قام ويقوم بجهود حثيثة لصد الظاهرة التطبيعية وخطورتها على الأمن القومي للمجتمع المغربي، حيث هناك اشتغال تطبيعي خطير لاختراق المكون الأمازيغي عبر عدد من الأدوات منها ما هو عمومي عبر رعاية الأفلام السينمائية واستضافة الرموز المتصهينة على المنابر الإعلامية العمومية ومنها ما هو “شعبي” عبر بعض النشطاء.

ترى، هل هذا استثناء مغربي يضاف إلى قوائم استثناءات النظام؟ وكيف يفسر هذا الإصرار على توطيد العلاقات مع كيان غاصب في استفزاز كبير لمشاعر الشعب المغربي الذي يعتبر قضية الشعب الفلسطيني جزءا من هويته وانتمائه إلى جسم الأمة الإسلامية؟ وكيف يستقيم هذا الإصرار على التطبيع مع كيان غاصب مع رئاسة ملك المغرب للجنة القدس؟