نساء العدل والإحسان يطلقن حملة إعلامية عن حسن الجوار.. والأستاذة حمداوي توضح دواعيها

Cover Image for نساء العدل والإحسان يطلقن حملة إعلامية عن حسن الجوار.. والأستاذة حمداوي توضح دواعيها
نشر بتاريخ

أطلقت نساء العدل والإحسان حملة إعلامية اجتماعية تحت وسم “جاري قبل داري”، للإسهام في تمتين الروابط الاجتماعية وإحياء سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حسن الجوار.

الحملة التي تنطلق اليوم الإثنين 18 مارس 2024 وتستمر إلى غاية 31 منه. اعتبر شريطها الترويجي الذي نشرته نساء الجماعة، في صفحتهن الرسمية، أنها حملة تهدف إلى “مد الأيادي وفتح منافذ القلوب لجبر ما انكسر وإصلاح ما انفرط من عقد التآخي والتواد والتراحم بين الجيران، وتمتين ما صلح من الأواصر”.

وفي تصريح لبوابة العدل والإحسان، اعتبرت الأستاذة حبيبة حمداوي أمينة الهيئة العامة للعمل النسائي للعدل والإحسان أن رابطة الجوار وما ينتابها من فتور في زماننا أضحت تدق ناقوس الخطر. موضحة أن كل أسرة أو كل إنسان أصبح يتوارى خلف جدران إسمنتية تجعل منه كائنا يميل إلى العزلة لا روابط تربطه بالآخرين في نفس المدينة، ونفس الحي، ونفس البناية أحيانا، وربما قد لا يعرف حتى من يصعد معه أو ينزل في نفس المصعد إن وجد.

ولفتت إلى أن علاقات من هذا القبيل “حتمت علينا تسليط الضوء عليها وإعادة إحيائها من جديد، والوقوف وقفة تأمل حولها نتساءل ونسائل ما حق الجار على الجار وكيف نتعامل مع من تربطنا معهم علاقات فرضها العيش المشترك في مكان وزمان معينين، ما حدودها وضوابطها؟ علاقات تبدأ من كف الأذى وغض الطرف والتغافل إلى الإحسان والمكارمة”.

وأكدت حمداوي أن هذه الحملة التي وصفتها بـ “الأسرية” جاءت لتسليط الضوء على العلاقات الإنسانية التي شرعها الله سبحانه وتعالى وجعل لها قواعد وحدودا تضبطها، وجعلها رابطة ممتدة إلى الآخرة حيث يجزى الإنسان الجزاء الأوفى.

وتابعت: “من الجميل أن تطيب العلاقات الإنسانية حتى يباركها الله تعالى، وتنبني على التكافل والتآزر والتضامن فتتوطد روابط الإنسان بمحيطه وعالمه، وتنبني على أواصر الدين أو القرابة أو الجوار، أو هي مجتمعة”.

حبيبة حمداوي في تصريحها، أشارت إلى أن حفظ الجوار بقدر ما هو “سمة إنسانية” فهو أيضا “فريضة دينية”، موضحة أن هذه الرابطة كما تمليها دواعي العيش المشترك، فقد اعتبرها الدين كذلك من تمام الإيمان، وأشارت إلى ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في العلاقة الوثيقة بين الإيمان وإكرام الجار بقوله عليه أزكى الصلاة والسلام: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”.

وعن الآثار الاجتماعية لهذه الموضوع، اعتبرت المتحدثة أن حسن الجوار هو “علاقة ممتدة إلى البناء المجتمعي، إذ تنعكس عليه وتشع فيه معاني المودة والتآلف والتماسك ونبذ الخلاف والتنافر، وتؤسس لبناء علاقات اجتماعية ذات قيم وأخلاق نبيلة ستؤثر بكل تأكيد على بناء مجتمع أكثر إنسانية وتوازنا، قابل للعيش المشترك المبني على الاحترام المتبادل بين الناس”.

وأوردت الأستاذة حمداوي مقولة ابن خلدون في مقدمته إذ يقول: “الإنسان مدني بالطبع، وهذا يعني أنه لا يمكن للفرد أن يعيش حياته بعيدا عن البشر، فلا يتم وجوده إلا مع أبناء جنسه، وذلك لما هو عليه من العجز عن استكمال وجوده وحياته، فهو محتاج إلى المعونة في جميع حاجاته أبدا بطبعه”.

واسترسلت موضحة أن الله سبحانه وتعالى أخبر في محكم كتابه أنه خلق الناس من أصل واحد وهم مختلفون أجناسا وألوانا، متفرقون شعوبا وقبائل للتعارف والوئام والقيام بحقوق الغير، فلا تفاضل بينهم ولا تفاخر بالحسب والنسب، بل أرفعهم منزلة عند الله وأعلاهم، أكثرهم تقوى لله وخشية له، تقول حمداوي، قبل الاستشهاد بقوله تبارك وتعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.