بِوأد الجنين …..نُعِيَ التعليم

Cover Image for بِوأد  الجنين …..نُعِيَ  التعليم
نشر بتاريخ

إجهاض التعليم

أجهِض التعليم في المغرب لَمّا أُريدَ أن يكون مردوده ضعيفا، فلم ينفع تبديل المناهج و البرامج وتغيير البيداغوجيات، فالنتيجة تُذَيِّل تعليمنا آخر المراتب والدرجات، وتبخر آمال شعب أراد أن يتنور أبناؤه بعلم نافع يُخرج البلد من دائرة التخلف، ويخلصه من شوائب الاستعمار، فزاد يأسه من إسعافات الإصلاح تلو الإصلاح ، ومن نتائج خطط واستراتيجيات المجلس الوطني للتعليم الذي ظن أنها ستخرج التعليم من عنق الزجاجة بعد ما كثرت لجنه ولقاءاته، ومن أموال الشعب كانت ميزانيته، فكان أن خرج من تدبره ومدارساته ليخبرنا برباطة جـأش “بأن التعليم يحتضر”، وكأننا لم نكن الشهود المحزونين على مسامير دُقَّت في نعش التعليم، ونحن الذين نسمع ونشهد على المؤامرات التي تحاك ضده والمهانات التي يتعرض لها رجل التعليم، وكأن قدره أن يتحمل نتائج سياسات فاشلة وتعلق عليه شماعة التقهقر، فيُقتَطع من أجرته ويُسرَق من سنين راحته قسرا، بدعوى إصلاح ما أفسدته العفاريت والتماسيح التي لم يُعثر لها على أثر، ويُفَضل اختيار الحائط الأقصر لِيتم القفز منه إلى جيوب رجال التعليم اقتطاعا من أجورهم وتمديدا لسن عملهم دون استئذان.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى فصل التكوين عن الوظيفة ، واستبدال الترسيم بالتعاقد، في غياب تام للتكوين الضروري الرصين.. ولمّا وقف الشرفاء من الأساتذة المتدربين المكَوَّنين أمام هذا الحيف الكبير، كان الرد قويا بالضرب والرفس والتنكيل والانتقام بترسيب ثلة من المناضلين، لا لشيء إلا لأنهم كشفوا زيف شعارات دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، بعدما عدنا القهقرى إلى زمن الدماء والرصاص، في بلد تقابل الطرق السلمية الحضارية بالشراسة والهمجية، فتكسر الأضلع وتشج الرؤوس وتُسال الدماء، لكن يغيب عن من رفعوا سيوفهم المُصَلطة أن النفوس الأبية لا تركع للظلم والاستبداد ولا ترضى بديلا عن العزة والكرامة والعدل في القضية.

إجهاض التعليم

أجهِض التعليم في المغرب لَمّا أُريدَ أن يكون مردوده ضعيفا، فلم ينفع تبديل المناهج و البرامج وتغيير البيداغوجيات، فالنتيجة تُذَيِّل تعليمنا آخر المراتب والدرجات، وتبخر آمال شعب أراد أن يتنور أبناؤه بعلم نافع يُخرج البلد من دائرة التخلف، ويخلصه من شوائب الاستعمار، فزاد يأسه من إسعافات الإصلاح تلو الإصلاح ، ومن نتائج خطط واستراتيجيات المجلس الوطني للتعليم الذي ظن أنها ستخرج التعليم من عنق الزجاجة بعد ما كثرت لجنه ولقاءاته، ومن أموال الشعب كانت ميزانيته، فكان أن خرج من تدبره ومدارساته ليخبرنا برباطة جـأش “بأن التعليم يحتضر”، وكأننا لم نكن الشهود المحزونين على مسامير دُقَّت في نعش التعليم، ونحن الذين نسمع ونشهد على المؤامرات التي تحاك ضده والمهانات التي يتعرض لها رجل التعليم، وكأن قدره أن يتحمل نتائج سياسات فاشلة وتعلق عليه شماعة التقهقر، فيُقتَطع من أجرته ويُسرَق من سنين راحته قسرا، بدعوى إصلاح ما أفسدته العفاريت والتماسيح التي لم يُعثر لها على أثر، ويُفَضل اختيار الحائط الأقصر لِيتم القفز منه إلى جيوب رجال التعليم اقتطاعا من أجورهم وتمديدا لسن عملهم دون استئذان.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى فصل التكوين عن الوظيفة ، واستبدال الترسيم بالتعاقد، في غياب تام للتكوين الضروري الرصين.. ولمّا وقف الشرفاء من الأساتذة المتدربين المكَوَّنين أمام هذا الحيف الكبير، كان الرد قويا بالضرب والرفس والتنكيل والانتقام بترسيب ثلة من المناضلين، لا لشيء إلا لأنهم كشفوا زيف شعارات دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، بعدما عدنا القهقرى إلى زمن الدماء والرصاص، في بلد تقابل الطرق السلمية الحضارية بالشراسة والهمجية، فتكسر الأضلع وتشج الرؤوس وتُسال الدماء، لكن يغيب عن من رفعوا سيوفهم المُصَلطة أن النفوس الأبية لا تركع للظلم والاستبداد ولا ترضى بديلا عن العزة والكرامة والعدل في القضية.

صمود رغم الإيذاء

إن الهجوم الشرس على التعليم وتعمد توهينه، وتشويه المدرسة العمومية وضرب رجل التعليم في هيبته ومكانته، وتوالي مسلسلات الاستعداد على التعليم، لأقوى دليل على الشعارات الجوفاء التي تدعي تكريم الإنسان والمرأة، بحيث لم يكن يتوقع أحد أن يصل الحمق إلى مداه، فتوجه الهراوات بدون رحمة إلى رجال ونساء التعليم ، بل يكون استهداف نساء التعليم مع سبق الإصرار والترصد، لم يكن في حسبان أحد أن توجه اللكمات بل الرفس بالأقدام عنوه إلى بطن أستاذة متدربة مرسبه تدافع عن حقها المشروع وتناضل بسلمية حضارية راقية، حيث اغتالوا فرحتها بالنجاح ووأدوا جنينها الذي قتل ظلما وعدوانا، كل ذلك لأنها صمدت مع باقي المناضلين والمناضلات الشرفاء من أجل انتزاع حقهم . لكن هيهات أن يوقف مسلسل القمع إباء الشرفاء والشريفات أو يثنيهم عن الصمود ضد الظلم والاستبداد.

صمود رغم الإيذاء

إن الهجوم الشرس على التعليم وتعمد توهينه، وتشويه المدرسة العمومية وضرب رجل التعليم في هيبته ومكانته، وتوالي مسلسلات الاستعداد على التعليم، لأقوى دليل على الشعارات الجوفاء التي تدعي تكريم الإنسان والمرأة، بحيث لم يكن يتوقع أحد أن يصل الحمق إلى مداه، فتوجه الهراوات بدون رحمة إلى رجال ونساء التعليم ، بل يكون استهداف نساء التعليم مع سبق الإصرار والترصد، لم يكن في حسبان أحد أن توجه اللكمات بل الرفس بالأقدام عنوه إلى بطن أستاذة متدربة مرسبه تدافع عن حقها المشروع وتناضل بسلمية حضارية راقية، حيث اغتالوا فرحتها بالنجاح ووأدوا جنينها الذي قتل ظلما وعدوانا، كل ذلك لأنها صمدت مع باقي المناضلين والمناضلات الشرفاء من أجل انتزاع حقهم . لكن هيهات أن يوقف مسلسل القمع إباء الشرفاء والشريفات أو يثنيهم عن الصمود ضد الظلم والاستبداد.

بأي ذنب قتلت؟

حقا كانت الصدمة قوية ومؤلمة ، حينما وصل الإيذاء إلى قتل نفس بريئة. فكيف تجرأت أيها المعتدي على فعلتك؟ كيف طاوعتك نفسك لتكون آلة للظلم والوحشية؟ ألم يخطر ببالك أن هذه النفس البريئة ستسأل عن سبب وأدها، وأنك أيضا ستسأل عن روح قتلتها؟ فماذا سيكون جوابك؟ بل بم تواجه ربك؟ . إن الجنين إن سئل حتما سيقول أنه لا ذنب له سوى أنه ابن شريفة مناضلة، تكبدت عناء الحمل ووقفت تطالب بحقها المغتصب ، لا تبالي بمشقة الوقفات ولا بطول مسافات المسيرات، لأنها كانت تطمع بشروق فجر قريب، تفرح فيه برؤية وجهي وعودة حقها الذي كانت تظن أنها به ستضمن عيشا كريما في بلدها الحبيب، حيث كانت ترجو أن أكون من أبنائه البررة الذين سيعيشون في وطن قطع مع الحكرة ، بعدما ولى زمن العبيد الذين يرضون بالذل وتقبيل الأيادي، كانت تتوق إلى اليوم الذي تضمني فيه، ويلامس وجهي صدرها فأرضع من ثديها حليبا ممزوجا بعبق الكرامة والإيمان، وأتنسم أريج رائحتها حين تحضنني وتداعب خصيلات من شعري، وهي تحكي لي قصة نضالها وأنا في بطنها، وتسرد علي قصة الأبطال ممن رَجت أن أكون مثلهم ، كانت تحلم باليوم الذي تملأ ضحكاتي البريئة جنبات البيت، وترى بريق عيني وهما تلمعان حبّا و فرحا برؤية وجهها الذي حرمت منه في دنيا ارتضى أهلها أن يساسوا بالحديد، وأن يعزف حكامهم على أوتار جراح الوطن المكلوم بتعذيب الأحرار، وقتل الأبرياء وطمس أنوار التعليم وإرغام أنوف المستضعفين، فلا سؤدد إلا لمن باع الضمير، ورضي بخيانة شعب أُهين. لكن مسكينة هي أمي “صفاء الزوين”، لقد بُدِّدت فرحتها فجأة بعدما سالت دماؤها مهراقة لتسجل للتاريخ ، أنه بوأدي أنا -الجنين- نُعِيَ التعليم.

بأي ذنب قتلت؟

حقا كانت الصدمة قوية ومؤلمة ، حينما وصل الإيذاء إلى قتل نفس بريئة. فكيف تجرأت أيها المعتدي على فعلتك؟ كيف طاوعتك نفسك لتكون آلة للظلم والوحشية؟ ألم يخطر ببالك أن هذه النفس البريئة ستسأل عن سبب وأدها، وأنك أيضا ستسأل عن روح قتلتها؟ فماذا سيكون جوابك؟ بل بم تواجه ربك؟ . إن الجنين إن سئل حتما سيقول أنه لا ذنب له سوى أنه ابن شريفة مناضلة، تكبدت عناء الحمل ووقفت تطالب بحقها المغتصب ، لا تبالي بمشقة الوقفات ولا بطول مسافات المسيرات، لأنها كانت تطمع بشروق فجر قريب، تفرح فيه برؤية وجهي وعودة حقها الذي كانت تظن أنها به ستضمن عيشا كريما في بلدها الحبيب، حيث كانت ترجو أن أكون من أبنائه البررة الذين سيعيشون في وطن قطع مع الحكرة ، بعدما ولى زمن العبيد الذين يرضون بالذل وتقبيل الأيادي، كانت تتوق إلى اليوم الذي تضمني فيه، ويلامس وجهي صدرها فأرضع من ثديها حليبا ممزوجا بعبق الكرامة والإيمان، وأتنسم أريج رائحتها حين تحضنني وتداعب خصيلات من شعري، وهي تحكي لي قصة نضالها وأنا في بطنها، وتسرد علي قصة الأبطال ممن رَجت أن أكون مثلهم ، كانت تحلم باليوم الذي تملأ ضحكاتي البريئة جنبات البيت، وترى بريق عيني وهما تلمعان حبّا و فرحا برؤية وجهها الذي حرمت منه في دنيا ارتضى أهلها أن يساسوا بالحديد، وأن يعزف حكامهم على أوتار جراح الوطن المكلوم بتعذيب الأحرار، وقتل الأبرياء وطمس أنوار التعليم وإرغام أنوف المستضعفين، فلا سؤدد إلا لمن باع الضمير، ورضي بخيانة شعب أُهين. لكن مسكينة هي أمي “صفاء الزوين”، لقد بُدِّدت فرحتها فجأة بعدما سالت دماؤها مهراقة لتسجل للتاريخ ، أنه بوأدي أنا -الجنين- نُعِيَ التعليم.