بقيمنا نبني مغربا أفضل.. حملة للتدوين استلهمت أفكارها من مضامين “نداء الأمل”

Cover Image for بقيمنا نبني مغربا أفضل.. حملة للتدوين استلهمت أفكارها من مضامين “نداء الأمل”
نشر بتاريخ

أطلقت شبيبة العدل والإحسان الأسبوع الماضي حملة للتدوين الإلكتروني تحت وسم (بقيمنا نبني مغربا أفضل)، بالتوازي مع إطلاق وثيقة “نداء الأمل” الذي وجته إلى الشباب وعموم الشعب المغربي.

بقيمنا نبني مغربا أفضل.. وسم للتدوين التفاعلي مع مضامين نداء الأمل

وفي هذا السياق، توالت التدوينات والكتابات مسلطة الأضوء على المشاركة المشرفة للمنتخب الوطني لكرة القدم في كأس العالم قطر 2022، وكاشفة عن أهمية القيم التي روّج لها اللاعبون من خلال هذه المشاركة التي تألقوا فيها وبلغوا دور نصف النهائي.

“المونديال” الذي أرادوه محاولة للإلهاء والتخدير عن قضايا الشعوب الأساسية، تقول وثيقة نداء الأمل للشبيبة، انقلب فيه السحر على الساحر، “حيث وُفِّقت الجماهير والمنتخب المغربي ليجعلوه “مونديال” الأخلاق والقيم الفاضلة، وعدَّلوا بوصلة الشعوب لتطالب بمستقبل أفضل يقطع مع كل أشكال الظلم والحرمان و”الحكرة” والجشع والغلاء الفاحش والفساد وقلة النية. وأصبح المطلب الجماهيري الذي يتردد على ألسن الشعب المغربي حاجتنا لأمثال هؤلاء الأبطال لنداوي أعطاب الوطن، مرفوقا بصرخة سؤال: أليس من حق الشعب المغربي أن يحلم بمغرب أفضل يعيش فيه المغاربة بكرامة وحرية وعدالة؟!!”.

وطالب “النداء” بتجديد الثقة في شباب وشابات المغرب الذين أبدعوا ولا زالوا في ميادين الملاعب، وساحات النضال، ومدرجات الكليات والمعاهد والمدارس، في المدن والضواحي، وأثبتوا أنهم قادرون على تشريف الوطن، والدفاع عن الحقوق والقيم. داعيا إياهم “إلى مزيد من تفجير طاقاتهم وصقل مواهبهم في كل الميادين العلمية والتكنولوجية ومختلف المجالات الريادية، لأن النجاح منظومة واحدة تتكامل أجزاؤها لتعطي عزة ومنعة للوطن والأمة”.

الونخاري: وطن يسع كل المغاربة ليس مستحيلا…

الدكتور بوبكر الونخاري، الكاتب العام لشبيبة العدل والإحسان، اعتبر في تصريح خص به “بوابة العدل والإحسان”، أن نداء الأمل هو تحمل للمسؤولية أمام المغاربة، فهم منا ونحن منهم. “نحن من جملة هذا الشعب الكريم، ونحن أبناؤه وبناته، فالانتسابَ مسؤوليةٌ ننهض بمقتضياتها وواجباتها. والانحياز للشعب واجب نقوم به”.

وتابع الونخاري موضحا أن شبيبة الجماعة “تحملت مسؤوليتها من خلال النداء الذي أطلقته أمام شباب الوطن، الذي تعتبره محرك كل تغيير، وروح كل حركة، وسواعد البناء في كل وطن”. فالنداء هو تحفيز في مواجهة اليأس، ومقاومةٌ للإحباط. وهو تجديد مستمر لرابطة الوطنية مع شبابنا، يقول المتحدث ثم يضيف “نؤكد لهم أن وطنا يسع كل المغاربة ليس مستحيلا، وأن أسهم فرض الكرامة والحرية والعدالة أعلى من الامتهان والجبر والتجبر والحرمان“.

تألق المنتخب لا يمكن أن يغطي على أعطاب البطالة وأزمة التعليم وغلاء الأسعار…

بدوره اعتبر الأستاذ رضوان خرازي، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدل والإحسان، أن النداء “هو ثمرة تفاعل الشبيبة مع ما عاشه الشعب المغربي من فرح وسرور واعتزاز بالنجاح الكروي للمنتخب المغربي خلال مونديال قطر 2022، وقد تميز ذلك بعدة مقومات جعلت من المتتخب نموذجا يحتذى به بين الأمم بإحيائه لمجموعة من القيم التي تمتح من هوية الشعب المغربي والأمة العربية والإسلامية”، ومن ذلك تسليط الضوء على مواضيع من قبيل النية، والسجود شكرا لله، والعمل الجماعي والتفاني في نكران الذات…

هذه القيم نرى في شبيبة العدل والإحسان، وفق حديث خرازي، أنها “ليست حكرا على حدث بعينه أو المجال الكروي فحسب، وإنما نعتبرها مدخلا أساسيا للخروج من الأزمة الخانقة التي تعصف بآمال الشباب وأحلامهم”، مشددا على أن إنجاز المنتخب لا يمكن أن يغطي على “أعطاب البطالة وأزمة التعليم وغلاء الأسعار والجشع الذي يتنفسه من ابتلي بهم تدبير الشأن العام في هذا الوطن الحبيب”.

فالنداء من أجل إحياء هذه القيم، هو رسالة محبة خالصة للوطن، لترابه ولقيمه الجميلة وتاريخه التليد، وغيرة عليه من بطش مخالب الفساد والاستبداد، يقول الأستاذ عبد الرحيم كلي عضو المكتب الوطني للشبيبة، قبل أن يضيف في تصريح للبوّابة “نداء الأمل، هو نداء مستمر ومتجدد لبناء مغرب الغد، مغرب أفضل لا يضيق بشبابه يساهم في تطوره كل المغاربة بمختلف توجهاتهم وخلفياتهم الفكرية والسياسية، مغرب الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية“.

المنتخب علمنا أن “التغيير ممكن بشرط توفر الإرادة الصادقة والعزيمة الماضية”

وفي تفاعله مع الحملة، دون الأستاذ السعيد غزالة موضحا أن هذا النداء ليس ناتجا عن لحظة عابرة، وليس صيحة في واد، “وإنما هو مبدأ أصيل في منهجها المبني على زرع الأمل واليقين بفجر قريب يبزغ معه مغرب أفضل ممكن مهما كان الظلام حالكا“، ورغم أن الواقع الآن مر وليس فيه ما يبشر بطلوع شمس الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فإن غزالة يرى أن نجاح المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال قطر بما حققه من إنجاز تاريخي غير مسبوق، وإن كان مرتبطا بكرة القدم، إلا أنه أعاد معه الأمل بإمكانية النجاح في غيرها، خاصة وأنه أحيا قيما إنسانية افتقدناها مع توالي الفشل والهزائم وخيبات الأمل.

وتابع غزالة، العضو في المكتب الوطني للشبيبة قائلا: “هذا المنتخب الذي علمنا أن التغيير ممكن بشرط توفر الإرادة الصادقة والعزيمة الماضية والقائد الجامع والحكيم، واللاعب المسؤول المُؤْثِر غيره على نفسه، والواضع نصب عينيه أولوية الشعب والوطن فوق أي حساب ضيق”. موضحا أن هذا النداء يسعى إلى وضع لبنة للتغيير من أجل بناء مغرب أفضل تسوده النية الحسنة بدل اتهام الآخرين وتلفيق التهم والحكم على النوايا، ومن أجل “مغرب يثق في موارده البشرية ويعتبرها رافعة للتقدم والتنمية من خلال الاستثمار في الشباب تحفيزا وتكوينا وتأطيرا، مع توفير فرص للشغل حتى نضمن استقرارها بدل تهميشها ودفعها مجبرة إما للهجرة القانونية لمن استطاع إليها سبيلا أو الهجرة السرية، وبالتالي إهدار طاقات البلد وتقديمها طعما سائغا للحيتان”.

فرحة إنجاز المنتخب في المونديال “لن تكتمل وجزء من أحرار هذا الوطن خلف القضبان”

الشاب المغربي عبد الله الحازم من مدينة البيضاء، تفاعل مع الحملة ودوّن تحت الوسم، معتبرا أن فرحة إنجاز المنتخب الوطني في المونديال “لن تكتمل وجزء من أحرار هذا الوطن خلف القضبان، فقط لأن نياتهم صادقة وأقوالهم صادقة للمساهمة في بناء وطن حر كريم يسع الجميع بكل أطيافه وانتماءاته قوامه الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”.

فكيف تحلو الفرحة، يتساءل الحازم، وجزء كبير من أبناء وطني خلف القضبان ظلما وعدوانا يؤدون عني ضريبة الكلمة الصادقة؟ كيف تحلو الفرحة وعائلات المعتقلين يعانون ألم فراق أبنائهم وبعدهم في ظروف قاسية لا يعلمها إلا الله سبحانه.

ودعا الحازم في تدوينته كل المسؤولين في هذا البلد من أجل “التعبير عن نياتهم الصادقة بإسعاد المغاربة من خلال الإفراج عن كل المعتقلين سواء كانوا صحافيين أو نشطاء أو أصحاب الرأي الحر أو كل من له انتماء سياسي، وحينها يمكن القول إن المسؤولين في الدولة داروا النية وأن المغرب له سياسة حقوقية صادقة”.

الإرادة والقرار والمشاركة المجتمعية الفاعلة والمحاسبة مفاتيح النجاح

الناشطة الفيسبوكية رجاء الرحيوي دوّنت هي الأخرى من بين المتفاعلين مع الحملة، وقالت إن نهاية المونديال في نسخته الحالية لم تكن مجرد نهاية لعبة وفوز فريق، “وإنما كان النموذج الذي بث أخلاق الفريق في قيمه والاعتزاز بدينه والتهمم بقضايا أمته من أبرز الصور التي علق عليها الغرب وأبانت عن تعطشه لهذا النموذج الذي يعيد للإنسان جوهره المفقود”، موضحة أن الجمهور العربي المسلم كان نموذجا آخر يوازي الفريق في بث القيم النبيلة التي اندهش لها بعضهم وإن كانت سجية في مجتمعنا كما فعل الشاب الفلسطيني وهو يحمل علم بلاده ويقدم المساعدة لعائلة غربية لا يعرف عنها شيئا سوى أنها في حاجة لتلك المساعدة، قبل أن يكتشف أن جد الطفل الذي حمله على كتفه هو مدرب مشهور جدا…

ورأت الرحيوي في تدوينتها التفاعلية أن ذلك “يزيد من مسؤوليتنا تجاه هذا العالم ليعرف حقيقة معتقداتنا التي شوهها الغرب في إعلامه، ومسؤوليتنا تجاه أمتنا لغرس الأمل وأن التغيير المنشود يحتاج استنهاض هممنا وجمع شملنا على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم رفقا ورحمة بكل خلق الله”.

الأستاذ الجامعي الدكتور محمد بنمسعود دوّن من جهته، وقال إن المغاربة كما حققوا النجاح في ميدان كرة القدم حينما احتلوا المرتبة 11 عالميا باستحقاق مشهود عقب مشاركتهم في كأس العالم، من حقهم وبإمكانهم أيضا “تحقيق التقدم في سلم التنمية البشرية، وفي سلم الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، وفي سلم الشفافية ومحاربة الفساد، وفي سلم جودة التعليم وانخفاض معدلات البطالة والفقر، وفي سلم ارتفاع معدلات التغطية الصحية والاجتماعية وهلم جرا من السلالم التي يقبع المغرب في قعرها…”، موضحا أن المشكل يكمن “في غياب الإرادة والقرار والمشاركة المجتمعية الفاعلة والمحاسبة السياسية الحقيقية. وهذه مفاتيح للنجاح لا مكان لها في غياب الديموقراطية وسيادة السلطوية”.