بعد 100 يوم من العدوان على غزة.. ذ. أرسلان: “الحماية الدولية” شجّعت المحتل على ضرب كل القوانين

Cover Image for بعد 100 يوم من العدوان على غزة.. ذ. أرسلان: “الحماية الدولية” شجّعت المحتل على ضرب كل القوانين
نشر بتاريخ

توجه الأستاذ فتح الله أرسلان، نائب الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، بتحية “إكبار وإجلال إلى الشعب الفلسطيني وإلى مقاومته الباسلة، على صبرهم وتحملهم وتضامنهم واحتضانهم للمقاومة، أمام الاعتداء الغاشم للاحتلال الصهيوني على فلسطين عموما وعلى غزة بصفة خاصة”.

الأستاذ أرسلان، الذي كان يقدم قراءته في سير الحرب على غزة، خلال حوار أجرته معه قناة الشاهد الإلكتروني وسمته به “100 يوم من العدوان.. 100 يوم من الصمود”، ذكر بحصيلة ما عاشه الفلسطينيون خلال هذه المدة من الاعتداءات، حيث خلفت “دمارا وقتلا وتشريدا، واستهدافا مباشرا للأطفال والنساء والشيوخ، واستهدافا لأماكن العبادة؛ المساجد والكنائس، واستهدافا للمستشفيات، واستهدافا لكل مقومات البلاد”، إضافة إلى “حصار أشد؛ منع الماء والطعام والوقود”. وبلغ “عدد الشهداء حوالي 24 ألفا، إضافة إلى 10 آلاف مفقود، وعدد الجرحى حوالي 60 ألفا”، معتبرا أنها “حصيلة أولية ثقيلة”، سائلا “الله سبحانه وتعالى أن يرزق إخواننا وأخواتنا في غزة الصبر والثبات، وأن يربط على قلوبهم، وأن يعوضهم خيرا إن شاء الله تعالى”. مقابل هذه الجرائم أظهرت المقاومة ثباتا ويقينا وصبرا واستصبارا، وأداء مبهرا ومدهشا. يضيف أرسلان.

من الجانب الصهيوني، عدّ الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان أن ما حدث يوم السابع من أكتوبر المنصرم “حدثا غير مسبوق، فقد كان انتصارا استراتيجيا لا يقارن مع كل الحروب التي مرت بين الفلسطينيين والأعداء الصهاينة”، فنّد “الادعاءات التي كان يرفعها الكيان الصهيوني بأنه الدولة القوية، والجيش الذي لا يقهر، والإمكانيات العسكرية الخيالية، بل تسويق معدات عسكرية لا تجارى لباقي الدول على المستوى المخابراتي وعلى مستوى التجسس”، حيث “في ساعات قليلة حُطمت كل هذه المزاعم وأصبح العدو الصهيوني باديا أمام الناس أنه أضعف وأهون من بيت العنكبوت”.

بعد هذا الحدث؛ تداعت القوى الاستعمارية لنجدة العدو الذي كان يتظاهر بكل هذه القوة، يسترسل المتحدث، “فظهر أنه ضعيف جدا؛ يحتاج لمن يحميه، وبأنه لا يستطيع أن يقف وحده، بل يجب أن يكون هناك من يحميه ويقف بجانبه ويدافع عنه؛ الغرب الاستعماري بأساطيله وبطائراته وبخبرائه وبجيشه وبعتاده.. كل هذا الضجيج من أجل مدينة محاصرة منذ حوالي 17 سنة ومقاومة بإمكانيات ذاتية محدودة، فاشتط العدو وازداد غضبا، وشعر بهذه “الحماية الدولية” التي وفرت له، فرفع السقف عاليا وأعلن أهدافه من هاته الحرب؛ أن يقضي على المقاومة ويقضي على حماس ويهجر من يهجر ويطلق سراح المختطفين”. وبدأت الحرب واستمرت، وتعامل العدو الصهيوني “بوحشية الوحش المنكسر، الذي لم يعد يضبطه أي قانون أو أعراف، فأباح لنفسه أن يرتكب كل ما يمكن أن يتخيله الإنسان أو لا يتخيله في هذه المعركة؛ ضرب وما يزال بكل ما يملك، وأعلن معركته البرية آملا أن يحقق هذه الإنجازات التي هيأ لها، قصف بري وبحري وعلى جميع المستويات”.

غير أن النتيجة جاءت عكس ما تمنى ووعد، حيث حذرته “المقاومة من هذا الاجتياح، وأعلمته بأنه إن دخل إلى غزة فإنها ستكون مقبرة له، وتوغل العدو في غزة فكان ما وعدت به المقاومة، كانت بالفعل خسائر العدو في الأرواح والعتاد والجرحى والأمراض النفسية.. والأعداد التي أصبح يعلن عنها العدو رسميا أرقام خيالية، فإذا استحضرنا أن هذه الأرقام ليست حقيقية فإن ما يقع وما وقع هو أضعاف أضعاف هذه الخسائر المعلنة”.

العدو مُني بخسائر أخرى؛ “على المستوى الاقتصادي هناك أزمة وخسائر حقيقية، على مستوى السياحة هناك تجميد، على المستوى المجتمعي تم تهجير سكان غلاف غزة بمئات الآلاف وازداد غضب الشعب وعدم الشعور بالأمان، على المستوى السياسي هناك صراعات قوية بين المسؤولين السياسيين”، وهو ما ينبئ “أنها أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية ليست حالية فقط، ولكن ما يقع يعلن أن لها امتداد في التاريخ وارتدادات قوية ستعرف بعد هذه الحرب مباشرة”.

من الخسائر التي راكم العدو الصهيوني خلال 100 يوم من عدوانه الوحشي على غزة، أيضا، الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، التي اعتبرها أرسلان “قاضية وقاصمة”، فـ”العدو كلما ازدادت الأيام ازداد من خسارة إلى خسارة ومن هزيمة إلى هزيمة وراكم هذه الهزائم، وتأكد، وتأكد معه داعموه، أن معركته في غزة خاسرة، وأنه يجب أن يبحث عن حل يساعده على النزول من تلك الشجرة التي صعد إليها وحاول أن يعلن أهدافا لم ولن يستطيع تحقيقها. ما وقع في آخر هاته المائة يوم حدث غير مسبوق؛ وهي القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني واتهامه بالإبادة الجماعية، وهذه القضية تعد ضربة قاضية وقاصمة للعدو الصهيوني، إذ لم يقف مثل هذا الموقف طيلة 75 سنة من وجوده، لم يقف في موقف الاتهام وموقف الدفاع، وليس موقف الهجوم وعدم الاعتراف بالمؤسسات الدولية، فكون القضية تطرح على محكمة العدل وكون دولة العدو تقف بين يدي المحكمة في هذه الظروف ضربة قاضية وانتصار قوي للقضية الفلسطينية”.

وزاد أرسلان مستبشرا ومبشرا: “بعد 100 يوم؛ نعتبر أن ما قدمه الشعب الفلسطيني وما قدمته غزة بالخصوص ثمن باهظ، ولكن حينما يقارن بما تحقق من إنجازات وما له من تداعيات على الكيان الصهيوني، نجد أن هذا الأخير كبير جدا، والمعركة ما زالت مستمرة، وبشائر النصر فيها أصبحت بين يوم ويوم تزداد وضوحا، ونزداد يقينا بأن الخاتمة إن شاء الله ستكون نصرا مبينا لفلسطين وللمقاومة”.   

يمكنكم مشاهدة باقي مواضيع وقضايا الحوار كاملة هنا: