بعد مرور عقد من الزمن على رحيله.. د. بويبري: الجماعة بقيت وفيّة وأمينة على إرث الإمام ياسين

Cover Image for بعد مرور عقد من الزمن على رحيله.. د. بويبري: الجماعة بقيت وفيّة وأمينة على إرث الإمام ياسين
نشر بتاريخ

اعتبر الدكتور رشدي بويبري عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان أن الندوة التقديمية لكتاب “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين“، التي نظمتها الجماعة قبل أيام في إطار أنشطة الذكرى الأربعين لتأسيسها، قد “مرّت في أجواء إيمانية روحانية وأجواء فكرية وعلمية رائعة“.

وأضاف المتحدث في التصريح الذي خص به “بوابة العدل والإحسان”، بمناسبة مشاركته بالندوة التي نظمتها الجماعة تقديماً للكتاب الذي أصدره الأستاذ عبد الكريم العلمي، أن الندوة عرفت “مداخلات محكمة ودقيقة، تناولت جوانب في الكتاب“، معبرا عن إعجابه بهذه المداخلات التي بينت من جهة “القيمة العلمية والمنهجية للكتاب“، ومن جهة أخرى ركزت على “بعض مضامين هذا الكتاب وسلطت عليها الضوء أكثر، من خلال مقاربة نقدية وعرضية أيضا“.

وفيما يتعلق بحدث ذكرى رحيل الإمام التي أحيتها الجماعة هذه السنة كما كل سنة، أشار بويبري إلى أنها “حدث مهم لأنها تأتي في سياق مرور عقد من الزمان على وفاة الإمام المجدد رحمة الله عليه“، مضيفا أن المتأمل لهذه المسافة الزمنية ما بين هذا الاحتفال وما بين وفاة الإمام يجد “علاقة وطيدة، توطدت مع الزمن بين الجماعة والإمام، علاقة تجسد فيها هذا التكامل والاندماج والتماهي بين الصحبة والجماعة“.

وتابع بالقول إن “الجماعة التي أسسها الإمام على عينه وتحت بصره وبإشرافه المباشر، وأنشأ لها تصورا ومنهاجا وربّى رجالا هم الذين حملوا على أكتافهم مرحلة البناء ومرحلة التطوير والانتشار، هذه الجماعة بقيت وفيّة وأمينة على إرث الإمام“، موضحاً بأن هذا لا يعني الجمود، ولكن بمعنى “الاستيعاب والمحافظة، وأيضا التطوير، لأن فكر الإمام في احتكاكه بالواقع الإنساني يحتاج بطبيعة الحال إلى تكييف ويحتاج إلى تطوير خاصة على مستوى الأدوات والوسائل“.

واسترسل عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة موضحاً بأن الجماعة “بقيت بحمد الله في سيرها التربوي وسلوكها إلى الله عز وجل وفية للصحبة العطرة للإمام عبد السلام ياسين رحمة الله عليه، في مواقفها السياسية وفي قراءتها للواقع وتفاعلها مع الواقع السياسي بقيت أيضا وفية للإمام“، وبعد الثناء على الله عز وجل وحمده على هذا المسار أكّد أن أي منصف متتبع لمسار الجماعة خلال هذه العشرية سيستنتج نفس الاستنتاج.

وفي الأطروحات الفكرية وكذا مختلف الأطروحات بقيت الجماعة -وفق المتحدث- وفيّة لهذا المشروع وخادمة له، وذلك في أفق “إنجاز غاياته الأساسية الكبرى وهي بالأساس أن يعم العدل في هذا البلد وأن يعم العدل أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ينتشر الإحسان في حياة الناس ارتقاء إلى الله عز وجل وتعبدا لله تعالى وأيضا برا بالخلق وإتقانا للعمل“.

صاحب كتاب “قراءات في الفكر المنهاجي” علّق في تصريحه أيضاً على الذكرى الأربعين للجماعة مشير إلى أنها “حدث نوعي مستمر عبر الزمن ولا زال”، وأن ايقاع الاحتفاء ومستوى متابعته على العموم “جيد ومضامينه ممتازة“.

وأوضح بويبري بأنه “رغم المشاغل وتشويش المخزن وحرصه على ألا تنجز الجماعة هذا الاحتفال في أجواء سليمة من خلال اعتقال الدكتور باعسو“، فإننا وبحمد الله رب العالمين يمكن أن نقول ونحن مطمئنين أن الذكرى الأربعين للجماعة “تسير بحمد الله وفق ما خطط لها والحمد لله تسجل متابعة وإعجابا بهذا الحدث“.

ونوّه المتحدث في ختام تصريحه بأن الجماعة بحمد الله “بصمت على محطات مهمة وباهرة في هذا الاحتفال، منها محطات كانت بمثابة إبداع كبير في الحديث عن الجماعة ومشروعها مثل الندوة التي ناقش فيها ثلة من الفضلاء مشروع الجماعة وقدموا انتقادات لهذا المشروع وغيرها“، مضيفا بأننا “ننتظر بإذن الله عز وجل أن تظهر أشكال أخرى من الاحتفال بهذه الذكرى“.

يذكر أن الجماعة بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وفي سياق تخليدها للذكرى الأربعين لتأسيسها، نظمت ندوة علمية يوم الأحد 11 دجنبر الجاري، خصّصتها لقراءة في كتاب جديد أصدره الأستاذ عبد الكريم العلمي عضو مجلس إرشادها حول موضوع “السلوك إلى الله عند الإمام عبد السلام ياسين“، وشارك في الندوة التي سيرها الدكتور عبد الرحمن حرور، كل من الأستاذ عبد الكريم العلمي مؤلف الكتاب، والأساتذة محماد رفيع وخديجة مسامح ومحمد زاوي ونادية بلغازي.