اَلْمُؤْمِنَةُ وَطَلَبُ الْكَمَالِ الْجِهَادِيّ

Cover Image for اَلْمُؤْمِنَةُ وَطَلَبُ الْكَمَالِ الْجِهَادِيّ
نشر بتاريخ

هذه قصيدة في نظم معان نفيسة من كتاب “تنوير المؤمنات”، للأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله، تخُصّ المؤمنةَ في طلب كمالها الجهادي.

ينظم مطلعُ القصيدة المعاني الواردةَ في الصفحة 16 من الجزء الأول، بينما ينظم سائرُ القصيدة الفقرةَ الأولى [خير نساء طلعت عليهن الشمس] من الفصل العاشر [حظ المومنات من الجهاد تعبئةُ أمّة] من الجزء الثاني.

اَلْمُؤْمِنَةُ وَطَلَبُ الْكَمَالِ الْجِهَادِيّ:

لِلْمُؤْمِنَاتِ أَصُوغُ أَنْفَسَ مَغْنَمِ

وَأُضِيءُ بِـ”التَّنْوِيرِ” أَسْنَى أَنْجُمِ
أُهْدِيكِ فِي “طَلَبِ الْكَمَالِ” قَصِيدَةً

يَا مَنْ تَحِنُّ إِلَى السَّنَامِ الأَعْظَمِ
إِنَّ السَّنَامَ هُوَ الْجِهَادُ بِحَقِّهِ

لاَ خَبْطَةً فِي كُلِّ وَادٍ فَافْهَمِي
رُومِي كَمَالَكِ فِي الْجَهَادِ عَلَى هُدىً

فَكَمَالُ دِينِكِ بِالْهُدَى فَلْتَعْلَمِي
“أُحْمُوقَةٌ فِي الدِّينِ” أَنْ لاَ تَعْرِفِي

“مَعْنَى الْجَهَادِ” عَلَى الصِّرَاطِ الأَقْوَمِ
فَالنَّفْسُ تُوهِمُكِ الصَّلاَحَ وَإِنَّهُ

غَضَبٌ يُزَمْجِرُ فِي هَوَاهُ الْمُظْلِمِ
لَيْسَ الْجِهَادُ حَمِيَّةً غَضَبِيَّةً

وَهَوىً بِدَعْوَى الْحَقِّ زُوراً يَحْتَمِي
لَمْ نَقْمَعِ الطَّاغُوتَ فِي أَنْفَاسِنَا

وَلَهُ عَلَيْنَا صَوْلَةٌ لَمْ تُهْزَمِ
أَ نُنَازِلُ الطَّاغُوتَ فِي سُلْطَانِهِ

بِعَدِيلِهِ الْبَاغِي السَّلِيطِ الْمُعِتِمِ؟
كُلٌّ إِلَهٌ فِي هَوَى طُغْيَانِهِ

كُلٌّ لِمَالِكِ أَمْرِهِ لَمْ يُسْلِمِ
أُسُّ الْجَهَادِ، بِلاَ نِزَاعٍ، نِيَّةٌ

لِيَكُونَ إِخْلاَصاً لِرَبٍّ أَعْظَمِ
مَنْ لَمْ تَتُبْ للهِ فِي إِخْلاَصِهَا

أَدْنَى إِلَى زَيْغٍ عَنِ الْقَصْدِ السَّمِي
خَيْرُ النِّسَاءِ نَمُوذَجٌ إِذْ يُحْتَذَى

هُنَّ الْكَمَالُ مُشَخَّصاً فَلْتَلْزَمِي
فَإِذَا اقْتَدَيْتِ لِتَكْمُلِي فَلْتَطْلُبِي

زَيْنَ الْكَمَالِ لَدَى الصَّفِيَّةِ مَرْيَمِ
هِبَةِ السَّمَاءِ بِطُهْرِهَا وَقُنُوتِهَا

وَصَلاَحِهَا الْبَادِي وَلَمْ تَتَكَلَّمِ
ثَنِّي بِآسِيَةَ الَّتِي ضُرِبَتْ لَنَا

مَثَلاً بِآيَاتِ الْكِتَابِ الْمُحْكَمِ
مَا صَدَّهَا عَنْ دِينِهَا فِرْعَوْنُهَا

بِفُجُورِهِ الْبَاغِي الْعَتِيِّ الْمُجْرِمِ
“رَبِّ ابْنِ لِي بَيْتاً” لَدَيْكَ “وَنَجِّنِي”

قَالَتْ مُنَاجِيَةً وَلَمْ تَتَلَعْثَمِ
وَخَدِيجَةَ الْكُبْرَى الَّتِي بِيَقِينِهَا

نَصَرَتْ رَسُولاً بِالْيَدَيْنِ وَبِالْفَمِ
نَصَرَتْهُ مُنْفَرِداً وَشَدَّتْ أَزْرَهُ

آوَتْهُ فِي الْوَضْعِ الْمُمِضِّ الْمُؤْلِمِ
وَبُنَيَّةَ الْمُخْتَارِ فَاطِمَةَ الَّتِي

كَمْ بُشِّرَتْ مِنْ حِبِّنَا بِالأَنْعُمِ
وَلَهَا عَلَى كُلِّ النِّسَاءِ سِيَادَةٌ

فِي جَنَّةٍ يَا لَلْمَقَامِ الأَكْرِمِ
وَ”الْخَتْمُ” عَائِشَةُ الْمُدَلَّلَةُ الَّتِي

عَاشَتْ حَبِيبَةَ مُصْطَفَانَا الْمُغْرَمِ
وَلِفَضْلِهَا بِالْقُرْبِ مِنْهُ وَعِلْمِهَا

فَضُلَتْ كَفَضْلِ ثَرِيدِنَا فِي الْمَطْعَمِ
هَذِي نَمَاذِجُ يُؤْتَسَى بِجِهَادِهَا

وَلَهَا انْتِمَاءُ مَنِ ارْتَجَتْ أَنْ تَنْتَمِي
فَأَدِمْ عَليْهِنَّ الصَّلاَةَ إِلَهَنَا

مَا أَمْطَرَتْ سُحُبُ “الْكَمَالِ” وَسَلِّمِ

طنجة، الثلاثاء 10 شعبان 1437هـ الموافق لـ 17 مايو 2016م