المولد النبوي والمنهاج النبوي بين الوعد والبشارة

Cover Image for المولد النبوي والمنهاج النبوي بين الوعد والبشارة
نشر بتاريخ

الحمد لله الذي أرسل نبيه رحمة للعالمين، ونورا للسالكين، وهداية للمؤمنين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، وعلى آله وصحبه أجمعين. 

أيها الأحبة الكرام، في ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم نستحضر وعد الله الحقَّ، وعدَ الآخرة الذي بشّر به هذه الأمة بدخول المسجد الأقصى المبارك كما دخلوه أول مرة، إذ قال سبحانه: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرٗا.

إن طـوفان الأقصى قد أساء وجوههم وإنه بداية نهاية العلو والفساد وبداية البداية في مسيرة الدخول. وقد ربط الله سبحانه هذا الوعد بدخولٍ ثانٍ على خطى الدخول الأول، يوم دخل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه صحابة رسول الله ﷺ فاتحين مطمئنين، لم يسلكوا منهاجا غير منهاج النبي ﷺ، ولم يسيروا إلا على خطاه العطرة.

ومن هنا يتجلى لنا أن وعد الله في كتابه يلتقي مع بشارة رسوله في حديثه: “ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة”. فلا يتحقق وعد الآخرة، ولا تتم البشارة الموعودة، إلا إذا سلك القائمون من الأمة منهاج رسولها صلى الله عليه وسلم.

فيا أحباب رسول الله ﷺ، إن مولده الشريف رحمة ونور ومحبة وشوق، يذكّرنا بالرحمة التي عمّت الأولين، ويجدّد في قلوبنا الأمل بالرحمة الموعودة في الآخرين، بما بشّر به نبي الرحمة وبما أمر. مولده دعوة إلى التمسك بمنهاجه، وإلى استلهام نوره، وإلى استعادة دور الأمة في حمل رسالة العدل والإحسان. مولده رحمة وأمن وأمان وسلام للعالمين.

فاللهم اجعلنا من السائرين على خطاه، والمستمسكين بهديه، والمرابطين في سبيلك حتى يتحقق وعدك، وتتم بشارة نبيك، وتعود الخلافة على منهاج النبوة.

اللهم اجعل ذكرى مولده رحمة لأهلينا في غزة؛ تزكي شهـداءهم، وتطبّب جرحاهم، وتفرج على مبتلاهم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

#محمد_قدوتنا_فلسطين_قضيتنا