المقاومة تفي بالوعد.. تبادل أسرى بين الاحتلال والمقاومة في رابع أيام وقف الإبادة

Cover Image for المقاومة تفي بالوعد.. تبادل أسرى بين الاحتلال والمقاومة في رابع أيام وقف الإبادة
نشر بتاريخ

في جديد الوضع الفلسطيني بعد اليوم الرابع من إعلان وقف إطلاق النار أكدت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في بيان لها، أن العدو فشل في استعادة أسراه بالضغط العسكري، رغم تفوقه الاستخباري وفائض القوة التي يملكها، لافتة إلى أنه اليوم يخضع ويستعيد أسراه من خلال صفقة تبادل كما وعدت المقاومة منذ البداية.

عملية تبادل.. أسرى صهاينة بخير وفلسطينيون بأطراف مبتورة  

وأفرجت الكتائب صباح اليوم الإثنين عن 20 أسيرا صهيونيا في صحة جيدة من دفعتين، في إطار “صفقة طوفان الأحرار” الثالثة منذ انطلاق الطوفان، كما سلمت أربعة جثامين. وفاجأت الرأي العام بتمكين عدد من أهالي الأسرى من التحدث مع أبنائهم المعتقلين لأول مرة عبر جهة اتصال تابعة لحركة حماس.

في المقابل أفرج عن 1986 أسيرا فلسطينيا يضم 250 من المحكومين بالمؤبدات والأحكام العالية وقرابة 1718 من غزة ممن أسروا بعد السابع من أكتوبر. ومنهم أيضا 154 أسيرا وصلوا إلى مصر في إطار إبعادهم من فلسطين. وضمن هؤلاء الأسرى المحررين 4 من أبرز قادة حماس ممن قضوا عقودا في الأسر.

وأظهرت صور وفيديوهات تداولتها وسائل إعلام عالمية مواكبة لوصول الأسرى الفلسطينيين إلى غزة، حجم التعذيب الذي تعرض له عدد كبير منهم، وصل إلى بتر أطراف وكسور، وبرز حجم الهزال والضعف الذي عانوا منه جراء التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.

وكشف هذا الإفراج عن حجم التعذيب النفسي فضلا عن التعذيب الجسدي، حيث تفاجأ عدد من الأسرى بفقدان أفراد عائلاتهم أو أحد الوالدين أو فقدان منازلهم، لكن الغريب أن عددا منهم أيضا أخبرهم الاحتلال باستشهاد أحد والديه أو كلاهما أو أفراد العائلة في إطار التعذيب، لكنهم وجدوهم على قيد الحياة بعد الإفراج.

ضمن عملية الطوفان.. انخفاض أصحاب المؤبدات من 608 إلى 121

وقبل وصول الأسرى إلى غزة على متن قرابة 38 حافلة، كان عشرات الأسرى الآخرين قد أفرج عنهم من سجن عوفر ووصلوا إلى بيتونيا في رام الله ومنهم أسرى مقدسيون من الأحكام العالية والمؤبدات. وقبل الإفراج عنهم منعت قوات الاحتلال وصول الصحافيين إلى أمام السجن وأطلقت قنابل دخان باتجاه الصحفيين في المحيط لمنع أي توثيق كما منعت أي مظاهر للاحتفال واستقبال الأسرى في رام الله.

وأكد مدير إعلام مكتب الأسرى بحركة حماس في تصريحات إعلامية أن تحرير الأسرى ووقف الحرب في غزة “هو يوم وطني كبير”، وقد أطلق عدد من الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال منذ عقود، وأشار إلى أن الاحتلال يحاول التنصل من التزاماته في كل اتفاق، مشدا على أن المقاومة أصرت على تثبيت أسماء الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم رغم تلاعب الاحتلال باللوائح.

وبهذا التبادل اليوم، انخفض عدد الأسرى المحكومين بالمؤبد في سجون الاحتلال من 608 مؤبدات إلى 121، وهو رقم يبرز ما حققته صفقات التبادل الثلاث التي جرت في إطار معركة طوفان الأقصى، والتي أسفرت عن تحرير أكثر من 3985 أسيراً فلسطينياً من مختلف الفصائل والانتماءات، في واحدة من أوسع عمليات الإفراج للأسرى الفلسطينيين منذ سنوات.

وضمن هذه الصفقات الثلاثة أفراج عن 486 أسيراً محكوماً بالمؤبد، و319 من أصحاب الأحكام العالية، إضافة إلى 33 أسيراً كانوا متوقعين الحصول على مؤبد أو أحكام مرتفعة، إلى جانب 144 أسيرة و297 طفلاً.

الوضع المحلي والسياق الدولي

وفي سياق الأوضاع الميدانية في غزة، أعلنت أجهزة الأمن في القطاع صباح اليوم، سيطرتها بالكامل على مليشيا خلفتها قوات الاحتلال ومكنتها من السلاح لتعمل لصالحها، وقد تورطت في قتل نازحين ونهب ممتلكات وسرقة مساعدات.

وكشفت وزارة الصحة في غزة صباح اليوم، عن وصول 63 شهيدًا منهم 60 ممن انتشلوا تحت الأنقاض بعد لإعلان وقف الحرب، إلى مستشفيات قطاع غزة، و39 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما يكشف جانبا من التحديات المتواصلة التي تواجه أبناء القطاع رغم إعلان وقف الحرب.

وبهذا ترتفع حصيلة العدوان الصهيوني الغاشم في هذه الإبادة الجماعية وفق ما أعلنته وزارة الصحة في غزة هذا الصباح، إلى قرابة 68 ألف شهيد وأزيد من 170 ألف إصابة منذ السابع من أكتوبر، كما تحدثت مصادر من غزة عن أزيد 10 آلاف مفقودا لا يعرف مصيرهم بنما إذا كانوا شهداء أم أسرى.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي دخول 173 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة يوم أمس الأحد عبر المعابر، في قافلة تضمنت 3 شاحنات محمّلة بغاز الطهي و6 شاحنات وقود سولار مخصصة لتشغيل المخابز والمولدات والمستشفيات، لافتا إلى أن الكميات التي دخلت ما تزال محدودة جداً ولا تلبّي أقل من الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية والمعيشية لأكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة، وأن القطاع بحاجة إلى تدفق مستمر وكبير للمساعدات والوقود وغاز الطهي والمواد الإغاثية والطبية بشكل عاجل ومنتظم.

وبالموازاة مع عملية التبادل التي تجري منذ الساعات الأولى هذا الصباح، تجري آخر الاستعدادات لعقد قمة شرم الشيخ للسلام، من أجل التوقيع النهائي وبصيغة دولية على اتفاق وقف إطلاق النار بحضور كل الأطراف الدولية المعنية وغير المعنية أيضا بالقضية الفلسطينية.

ويحضر هه القمة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادما من الأراضي المحتلة بعد إلقائه لخطاب في الكتيست الصهيوني أكد فيه الوقوف الدائم لأمريكا مع الكيان المحتل، ونوه بالاستعمال المثالي لجيش الاحتلال للأسلحة الأمريكية المتطورة في حربها على غزة.