المغاربة في اليوم الثاني تواليا بعد مجزرة المعمداني.. 58 تظاهرة في مختلف المدن (+صور)

Cover Image for المغاربة في اليوم الثاني تواليا بعد مجزرة المعمداني.. 58 تظاهرة في مختلف المدن (+صور)
نشر بتاريخ

واصل المغاربة خروجهم إلى الساحات العامة والشوارع هذا اليوم الأربعاء 18 أكتوبر 2023، زوالا ومساء وليلا، استنكارا لما ترتكبه آلة الحرب الصهيونية من مجازر وحشية رهيبة ومن جرائم ضد الإنسانية بمباركة غربية غريبة.

ونظم المغاربة أكثر من 60 تظاهرة في مختلف المدن، إضافة إلى عشرات الاحتجاجات في 40 مؤسسة جامعية وفق بلاغ للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وكلها تأتي لتؤكد مركزية القضية الفلسطينية لدى الشعب المغربي، كما تؤكد طبيعة ارتباطه التاريخي والوجداني والعاطفي والديني بهذه القضية العادلة، التي تشكل الخط الفاصل والتجلي الواضح للصراع الأزلي بين الحق والباطل.

تظاهرات تنوعت بين وقفات ومسيرات، ولا مطلب يعلو فيها على مطلب وقف العدوان على الأبرياء والتعجيل بإعلان إسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب بشكل رسمي، وإنهاء كل الاتفاقات المترتبة عنه، بعد الجرائم التي اقترفها وما زال يقترفها في حق المدنيين العزل.

وسجل المغاربة في هذه التظاهرات استهجانهم الشديد من قصف المدارس والمستشفيات والمساجد، موضحين أن هذا السلوك الهمجي لم يعد معه أي مكان آمن، مع العجز المطلق عن الوصول إلى المقاومة التي يفترض أن تكون بنك أهدافه الوحيدة، لكنه استطاع تدمير كل شيء ما عدا قدرات المقاومة وصواريخها وبنياتها، وهو ما يوضح استهداف المدنيين للتغطية عن عجزه وفشله الذريع.

ودوَّتْ أصوات المغاربة عاليا في اليوم الثاني على التوالي من مجزرة مستشفى المعمداني، مسجلين بذلك حضورهم إلى جانب ملايين المتظاهرين في مختلف الدول العربية والإسلامية ومختلف أنحاء العالم، الذين أجمعوا على أن ما أقدم عليه الاحتلال تجاوز كل الحدود، وكل الأعراف والقوانين الدولية بالمباركة الغربية التي باتت تشكل حلفا صليبيا جديدا متجددا ومعلنا، في مخالفة صريحة لما يتبجحون به من حقوق للإنسان ومحاربة للعنصرية المقيتة.

وشكلت مدينة القصر الكبير استثناء من بين هذه التظاهرات، بعدما تعرضت للمنع من قبل السلطات، التي طوقتها من كل صوب وأخذت تدفع المواطنين وتعنفهم لمنعهم من الاستمرار في تسجيل تضامنهم مع الشعب الفلسطيني والتعبير عن إدانة الجرائم البشعة للكيان المحتل. وإن لم يكن منع السلطات المغربية مستغربا باعتباره أسلوبا عهده كل صوت حر، إلا أن الغرابة تفرض نفسها اليوم لاعتبار السياق الوطني المجمع على إدانة جرائم الاحتلال، فأي اجتهاد يا ترى حمل سلطات القصر الكبير إلى التعامي وتسليط أضواء الاستغراب عليها ويجعلها هي ومقترف الجرائم في حق الأطفال في غزة سيان.

وأبدع المغاربة في كل هاته التظاهرات برفع الصور المعبرة واللافتات والملصقات والرسومات التي تصف سادية مجرمي الحرب، وتصف قساوة المشاهد على الأرض الفلسطينية، كما تعبر بكل سخرية عن استهجانها من صمت المنتظم العربي الرسمي العاجز عن أن يكون له صوت أساسا بله أن يكون مسموعا.

شعاران تمركزت عليهما معظم التظاهرات، إنهما التحرير وإنهاء التطبيع، حيث علا في سماء المدن المغربية صوت يقول: “الشعب يريد تحرير فلسطين”، كما علا معه آخر يقول: “الشعب يريد إسقاط التطبيع”. ذلك أن الإيمان بتحرير تلك الأرض المباركة هو عقيدة يدين بها المغاربة مثل باقي المسلمين، كما أن قطع العلاقة مع من يقتل أطفالنا ونساءنا وأهالينا ويهدم المساجد والمدارس والمستشفيات فوق الأبرياء، هو دين من الدين كذلك.

وفيما يلي صور للاحتجاجات في مختلف أنحاء المغرب هذا اليوم: