المرأة ورمضان

Cover Image for المرأة ورمضان
نشر بتاريخ

يستقبل المسلمون رمضان بلهفة وسرور، محاولين اغتنام الفرصة للتفرغ للعبادة والطاعة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولأن هذا الشهر من مواسم الخير الكريمة، ومن أوقات الغنم العظيمة، كان قرع باب الله بالاستغفار والدعاء مطلبا ملحا، أن يتقبل الله الوهاب الصيام والصلاة وسائر القربات، كما تتحرى فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، خاصة أنها فرصة قد لا تتاح مرة أخرى. وليراجعوا دائما الحساب، والعاقل من يختار ما ينفعه في الحال والمآل.

والمؤمنة  باعتبارها قطب رحى البيت المسلم فهي تسعى جاهدة لأن توازن بين مسؤوليتها المادية داخل البيت وبين ما تقتضيه المسارعة في الخيرات جنبا إلى جنب أخيها الرجل مصداقا لقول الله تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا.

وعليه فإن تنظيم الوقت من أولى الأولويات التي يجب على كل مؤمنة أن تحرص عليها، خاصة في هذا الشهر الكريم، تستعين على ذلك بتخصيص برنامج متميز شعاره: الاجتهاد ورفع الهمة في سائر الطاعات، والظفر واغتنام هدايا رمضان خاصة أنه أيام معدودات، ويا حظ من كان لها نصيب فيه، وذكر اسمها مع الصائمات القانتات الذاكرات الله كثيرا.

وبناء على ما سبق أذكر ببعض التوجيهات وأجملها في الآتي:

– الإكثار من تلاوة القرآن الكريم والسهر على ختمات متعددة في هذا الشهر العظيم، فهو شهر القرآن والثواب والعتق من النار.

– تخصيص أوقات تختلي فيها المؤمنة إلى الله عز وجل، تذكر، تناجي، تقوم، تقرأ القرآن وتتدبره، وغيرها من الطاعات التي تقتضي الجلوس بين يدي الله تعالى والتفرغ لعبادته وشكره.

– استغلال الساعات التي تقضيها في المطبخ بكثرة الذكر والتسبيح والاستغفار والدعاء.

– عدم الإسراف في المأكل والمشرب: فيلاحظ على كثير من البيوت قبل الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة المغرب، أو فوات تكبيرة الإحرام، أو بعض الركعات، أو فوات الصلاة بالكلية.
– إرسال الإفطار للجيران والمحتاجين، وذلك لإدخال الفرح إلى قلوبهم ولتعميق العلاقات بين الجيران وتقديم المساعدة لهم، وحصد أجر إفطار صائم بتقديم بعض الوجبات إلى الصائمين في مسجد الحي.

– الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهنَّ خير لهنَّ”.

– احتساب الأجر والثواب أثناء تحضير السحور مع الإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار، وحث الأسرة على السحور مع استشعار نية التعبد لله تعالى وتأدية السنة.

أما من حال دون صيامها حائل، فلتحرص على أن يبقى لسانها رطبا بذكر الله.

وفي الختام لا بد أن نذكر بفضل هذه الأيام المباركة التي فيها ليلة خير من ألف شهر، فقد كان عليه الصلاة والسلام يجتهد في العشر الأواخر بالعبادة ما لا يجتهد في غيرها، يعتكف فيها ويقوم لياليها ولا يفوته وقت منها، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم “كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره” رواه البخاري ومسلم.

ولاغتنام هذه الأيام ونيل فضل هذه الليلة المباركة، لا بد للمؤمنة أن تشمر وتأخذ من راحتها وتجد وتجتهد تأسيا به صلى الله عليه وسلم، فهي لا تدري إن كانت ستدركها مرة أخرى. نكثر من الدعاء وقول: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا”. اللهم آمين.