المخزن من ورائكم والمخزن من أمامكم…

Cover Image for المخزن من ورائكم والمخزن من أمامكم…
نشر بتاريخ

لقد أبى المخزن البليد إلا أن يكون وفيا مخلصا ومتفانيا لصفته اللصيقة القمع والتنكيل بكل الأصوات الحرة، وهكذا أصر على أن يذيق أهل الرباط من نفس الكأس التي تجرعها مرارا إخوانهم في الريف، العنف والتنكيل والمطاردة في أزقة وشوارع الرباط وعلى مقربة من قبة البرلمان الموقرة، قبة أصبحت تتوارى خجلا وهي ترى من المفروض أنها تمثلهم وتتحدث باسمهم يسامون من العسف ألوانا ويساسون بالعصى كالأنعام ومن يسكنونها والمعول عليهم في رفع رايتها صم بكم عمي لا يعقلون، قبة أضحت تتساءل في كمد عن أي روح شريرة تسكنها ولا تستحي بأن تكون وصيفة لمخزن همجي وحشي في عرس دم.
ويزيد مخزننا الفج من جرعة الاستهانة بكرامة شعب أبي ويقدم بدون أن ترف له عين على الضرب بيد من حديد وقفة نسائية دعت لها نساء أبيات هالهن واقع نساء ورجال الريف فكان مصيرهن الركل والرفس والصفع، وأنى لمخزن هجين أن يرعى للنساء حرمة أو يحفظ لهن كرامة وهو في أصله وفصله بني على الاستفراد والاستقواء على الضعيف ولغته الوحيدة التي يتقنها وعقيدته الصماء التي يستمسك بها هي العنف ومنها تنبع المناصفة على طريقته فأمام السياسة بالعصى المرأة والرجل سواسية ونهج الإذلال والحكرة لا يستثني رجلا ولا امرأة.
إنه مخزن لا يستحي من أن يرفع شعارات براقة تلعن في سرها وعلانيتها وقاحته، فكيف لمن يرفسها رفسا على أرض الواقع ويتفنن في تمريغ أنفها في التراب أن يتبجح بها ويتشدق بترديدها، إنه يقتل القتيل ويمشي في جنازته.
إنه مخزن بلغ في الفساد والاستبداد قمته وعليها تربع وهو في علوه وعتوه برهن ويبرهن بصلف وعناد لكل من لا زال يملك بعضا من عقله وتأبى عليه مروؤته المكابرة، أنه مصر على إذلال هذا الشعب الأبي وعلى منعه حقه في العيش الكريم وأنه في سبيل ذلك لن يعدم وسيلة خسيسة إلا استعملها، فما أنتم فاعلون يا أحرار وشرفاء هذا الوطن؟