المؤمنة وطلب الكمال الإيماني والخلقي 2

Cover Image for المؤمنة وطلب الكمال الإيماني والخلقي 2
نشر بتاريخ

الكمال الخلقي

إن مطلب الكمال الخلقي للمسلمة غاية شريفة، إذ الخلق قوام الحياة الفاضلة، ورأس الأمر فيها، حتى قال الشاعر:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقد أثنى الله تعالى على نبيه بخلقه فقال عز وجل : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ. وما علة رسالته، صلى الله عليه وسلم، إلى إكمال الأخلاق فقد قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، لأن ذا الخلق الحسن الفاضل يأبى عليه خلقه أن يكفر ربه، أو يكفر نعمه عليه، كما يأبى عليه أن يأتي الشر، والفساد، أو يتورط في الخبث. ولذا كان من حق المسلمة أن تطلب كمال أخلاقها، وتترقى فيها حتى تكون من فضليات المؤمنات اللائي شرفن بأخلاقهن، وتميزن بها بين نساء العالمين. وطريق الحصول على الأخلاق الفاضلة هو دراسة الكتاب والسنة، والعمل على التخلق بما جاء فيهما من عظيم الأخلاق، وقد سئلت أم المؤمنين عن أخلاق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت :” كان خلقه القرآن”. “أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا” 1 يقول الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله: أن تتخلقي بالأخلاق الطيبة مع قريباتكِ وصديقاتك في دَعَة وهناءة عيش، هذا تمرين هين، تجدين الباعث عليه والمساعد فيه في العُرف والمألوف والسلوك المقبول اجتماعيا.)أما أن تخرجي عن المألوف وتتعاملي مع الناس كافة بالهدوء واللين والتحمل الجميل دون أن يفتنوك ويستفزوك، فهنا تتأكد أخلاقيتك بأدلة الامتحان، أو تظهر زائفة قشرية على مِحَك التجربة).

ويضيف رحمه الله من نقصت أخلاقا وسعةَ صدر وحِلما كانت في الدعوة كالجندي المبتور الأعضاء في ساحة القتال. مهما كان علمها فضيق خلُقها يحُطها عن درجة الأهلية. متدينة متبتلة عابدة قانتة صالحة في نفسها ضيقة بالناس، هذه لا تنتظري منها أن تتجند معك لتطبيب أمراض المجتمع، ونشر بشارة الإسلام، والصبر على مخالطة الناس وأذاهم.رأس الخُلق الكامل امتلاك النفس، وقمعها تحت طائلة التقوى”.) تنْتقي المؤمنات لتعزيز صفهن أجود العناصر كما ينتقي رائد الجيش. لحمل السلاح ينبغي عضلات، ولياقة بدنية، ومهارات فكرية، وخضوع لتدريب. للدعوة ينبغي مؤمنات بالله ورسوله، مريدات لله وللدار الآخرة، عاملات على ذلك محتسبات. تكون مؤمنة مريدة لله وللدار الآخرة، لكن أهليتها للعمل تقصُر عن مجال الدعوة لثغرة في الخُلُق). 2

مسك الختام

يا من غدا يَزْحَمُ أهلَ الكمالْ

أنتَ طُفيليٌّ بهذا المجــــــــــالْ
تزعُمُ أنك إمامُ هدىً

وتحشُرُ الجموعَ للاحتفـــــــالْ
وتقرَع الأسماع في هيْجَةٍ

غذاءُ جمعِك زئيُر المقــــــــــالْ
اصْطَكَّ فيكَ النُّطْقُ وانفَجَرَتْ

رعودُه، وبرْقه في اشتعـــــالْ
يا واعظَ الناسِ وفي نفسه

من شهَواته عنيفُ اقتتــــــــالْ
هلاَّ صحِبْتَ من رجال التُّقَى

مُذَكِّراً بعاقِباتِ المــــــــــــآلِ !
وصلوات الله تَتْرَى على

مَنْ عَلَّمَ الناس جميل الخِصال 3

خلاصات واستنتاجات

– التذكير بأهمية الشرع

– التركيز على أساسيات الشرع

– مصاحبة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

– الذلة التي تعني الرفق والملاينة التي تغطي عل الهفوات، لا الذلة المقصود بها سقوط الهمة

– صرف خدمة الأهداف الدنيوية إلى توظيفها في اقتحام العقبة

– مصاحبة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

– العمل على غرس بذرة الأخلاق في نفوس الناشئة

– الدعاء


[1] الترمذي وقال حديث حسن صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
[2] تنوير المومنات ج 2 ص 54.
[3] قطوف1 ص 36