المؤتمر القومي الإسلامي بالمغرب يدين العدوان الصهيوني على إيران ويحذر من تداعيات النزعة التوسعية للكيان (بيان)

Cover Image for المؤتمر القومي الإسلامي بالمغرب يدين العدوان الصهيوني على إيران ويحذر من تداعيات النزعة التوسعية للكيان (بيان)
نشر بتاريخ

بسم الله الرحمٰن الرحيم

بيان أعضاء المؤتمر القومي الإسلامي بالساحة المغربية

بخصوص التطورات الأخيرة في فلسطين المحتلة والعدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية

تابع أعضاء المؤتمر القومي الإسلامي بالساحة المغربية بقلق بالغ تطورات العدوان الصهيوني الأخير على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يعد حلقة جديدة في مسلسل الغطرسة الصهيونية والعدوان السافر على سيادة الدول وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة. وإذ ندين بشدة هذا العدوان ، فإننا نثمن في ذات الوقت قوة الرد الإيرانية التي أثبتت أن زمن الردع الصهيوني الأحادي قد ولّى، وأن الأمة لا تزال قادرة على استعادة زمام المبادرة حينما تعد العدة، وتتوفر الإرادة والقدرة على المواجهة.

في هذا السياق، وانطلاقا من مبادئ المؤتمر القائمة على دعم قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين، والدفاع عن استقلال وسيادة الشعوب، نعلن للرأي العام الوطني والعربي والإسلامي والدولي ما يلي:

1/ إدانة العدوان الصهيوني والأمريكي الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتباره خرقا فاضحا للقانون الدولي، وتصعيدا خطيرًا يُهدد أمن واستقرار المنطقة.

2/ تثمين رد الفعل الإيراني القوي والقاصد، والذي وجّه رسالة حازمة بأن الاعتداءات لن تمر دون حساب، وأثبت امتلاك محور المقاومة لمعادلات ردع جديدة تُربك حسابات الكيان الصهيوني.

3/ التنويه بتأثير هذه المواجهة على الكيان الصهيوني، الذي يعيش حالة من الإرباك الداخلي والتراجع الاستراتيجي، خاصة في ظل استمرار صمود المقاومة الفلسطينية في غزة.

4/ التأكيد على الارتباط العضوي بين هذه الحرب وعدوان الاحتلال على غزة وعلى الضفة الغربية وعلى القدس والأقصى المبارك وعلى كل فلسطين، إذ يكشف التصعيد ضد إيران محاولة فاشلة من قبل الاحتلال للنيل من محور المقاومة عبر توسيع دائرة العدوان.

5/ التحذير من التداعيات الخطيرة لهذه النزعة التوسعية للكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا على أمن المنطقة، والدعوة إلى الوحدة العربية والإسلامية، وإلى تجنيب الشعوب العربية والإسلامية المزيد من الحروب والصراعات المفتعلة، التي تستنزف مقدراتها وتخدم أعداءها؛ والانتباه إلى خطورة الترسانة العسكرية والنووية لهذا العدو المزروع في قلب الأمة- فلسطين، والى خطورة القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة، والتي تمثل وجها من وجوه الاستعمار، وإن البديل عنها هو بناء قوة عسكرية ذاتية كما فعلت إيران.

6/ التأكيد على أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراعا مذهبيا أو طائفيا، وأن وحدة الأمة فوق كل اعتبار. وننوه بالموقف الباكستاني من العدوان على إيران، ومن كل المواقف المماثلة في العالم الإسلامي، ونؤكد أن هذه المواقف ينبغي أن تكون مدخلا لتحقيق بعد الوحدة الإسلامية في مواجهة المخططات التوسعية الأمريكية والصهيونية.

كما ندعو النخب الفكرية والسياسية والإعلامية في العالمين العربي والإسلامي إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية في نصرة قضايا الحق، وفي توعية الشعوب بخطورة المشاريع التقسيمية والتطبيعية مع أعداء الأمة.

7/ دعوة الحكام وصناع القرار العرب والمسلمين إلى استخلاص الدروس من هذه التطورات، وفي مقدمتها أهمية الإعداد للقوة، ومركزية الالتفاف حول الشعوب لبناء جبهة صلبة ضد التهديدات الخارجية. والاستفادة من التناقضات داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، و كذا في باقي دول العالم الغربي قصد دعم موقف عالمي عام ضد الغطرسة الصهيونية المسنودة غربيا، ودعم الملاحقات القانونية للعدو في المحافل الدولية. ودعم حق الشعوب في الاستقلال والوحدة.

8/ مطالبة المنتظم الدولي بتحمل مسؤوليته في وضع حد لسياسات الكيان الصهيوني العدوانية، والكيل بمكيال واحد في التعامل مع قضايا العدوان والدفاع عن النفس.

9/ تجديد العهد على مواصلة دعم المقاومة بكل أشكالها، وعلى رأسها مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وكامل فلسطين، والتأكيد على أن تحرير فلسطين يظل القضية المركزية للأمة.

10/ نشيد بكل المواقف المنددة بالصهيونية والداعية إلى تجريمها، والتي عززتها  أصوات يهودية كما حصل في مؤتمر فيينا مؤخرا. وندعو الجالية العربية والمسلمة إلى المبادرة لتعزيز أدوارها الضاغطة كلوبيات فاعلة في أمريكا والغرب، لفائدة مصالح الأمة. ونندد بالمواقف السلبية المتواطئة مع الاستراتيجية الأمريكية والصهيونية التي اتخذتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عندما أخفت الحقائق وأظهرت انحيازا واضحا لأطروحة العدو الصهيوني وحلفائه.

11/ التحذير من مخاطر التطبيع مع الكيان الصهيوني، واعتبار ما جرى من عدوان على إيران وما يجري من جرائم يومية في غزة دليلا صارخا على أن التطبيع، لم ولن يحصن الدول العربية والإسلامية ولا سيما المطبعة منها، من تهديدات الكيان الغاصب، بل يُضعف الموقف العربي والإسلامي. ويدعو أعضاء المؤتمر بالساحة المغربية إلى ضرورة اغتنام نتائج هذه الحرب لإبطال اتفاقيات التطبيع، والعمل على قطع كل أشكال العلاقة مع العدو الصهيوني، سياسيا واقتصاديا وأمنيا وثقافيا، وسن قوانين تجرم التطبيع وتحفظ سيادة القرار الوطني وتعبّر عن إرادة الشعوب.

وختاما فإن أعضاء المؤتمر القومي الإسلامي بالساحة المغربية، إذ يؤكدون تمسكهم بخيار المقاومة والوحدة ورفضهم لكل عدوان على حق الشعوب في الاستقلال والاختيار الحر، فإنهم يجددون دعوتهم لكل مكونات الأمة إلى العمل الجاد لوقف نزيف التفرقة وبناء مشروع نهضوي تحرري جامع، يعيد للأمة كرامتها وعزتها ومكانتها بين الأمم.

 عن أعضاء المؤتمر القومي الإسلامي – الساحة المغربية:

– محمد حمداوي، عن التيار الإسلامي

 عضو لجنة المتابعة ومنسق الساحة المغربية للمؤتمر القومي الإسلامي

–  عبد الصمد بلكبير، عن التيار القومي

عضو لجنة المتابعة للمؤتمر القومي الإسلامي

 الرباط، في 03 محرم 1447، 29  يونيو 2025