القدس أمانة

Cover Image for القدس أمانة
نشر بتاريخ

في زمن تتخاذل فيه الأنظمة عن نصرة قدس أقداسها، وتحل الخيانة مكان الأمانة بدعوى المصلحة والحسابات والواقعية، نجدد التذكير بهذه القصيدة التي سبق أن أبدعها الكاتب الشاعر الحسن السلاسي رحمه الله.

في الكون منزلها والقلب مثواها

قدسٌ تجلّت لعين الحق دعواها
قدسٌ هي البيت والإسلام معدنها

وجرحها الأسر منه النذل أشقاها
قد جاءها المصطفى ليل السرى قدرا

في البيت منزله والنور غطّاها
تحلت الأرض بالخيرات واكتسبت

لونا بهيا بلون الحسن جلاها
جاء النبي إلى المحراب ممتطيا

ظهر البراق بها الأقدام رسّاها
أعلى له الله في الخلق منزلة

تدوم في الدهر بالإحسان أجراها
صلى النبي عشاء في محاربها

وفّى بها النعمة الكبرى وزكّاها
في البيت قد وقفت رسْل الإله له

بالحق قد شهدت في الجمع دعواها
أضحى لها حدث الإسراء مفخرة

بين العباد وفيها الروح أجراها
شأن المدائن مأسور ببهجتها

أم القرى أدركت بالبيت فحواها
أمانةٌ هي في الأعناق باقية ٌ

إذا وهى القوم فالإخلاص وفّاها
لكنها أصبحت سجنا لغاصبها

يعدو عليها ضنى بالظلم غطّاها
والقدس موعظة التاريخ في أممٍ

يشقى بها الجبر بالخذلان أعياها
يا أمة ًعظمت في الناس محنتها

تناسلت عبثا في الناس بلواها
قد قادها الجبن نحو الذل يأسرها

وعمّها الجهل في الخلق عرّاها
صارت غثاء وصار البغي يحكمها

وسلّمت أمرها للغير ينهاها
بادرْ إلى نصرة الأقصى وكن سندا

للقدس في محن ٍ والله مولاها
وابذل جميل اصطبارٍ فيه منفعة

في خدمة الدين والإصرار نمّاها
نافحْ عن القدس بالأعمال تنصرها

والله يحفظها بالجند يرعاها
إن الأمين ونور الوحي يرشده

يسعى إلى وحدة بالصدق روّاها
هي القلوب بذكر الله مولدها

فقد أشار لها بالذكر محياها
النصر بالسعي لا بالعجز ندركه

فالنفس طالبةٌ والجهد مسعاها
مهما استبد الطواغيت العتاة بها

فإن صبح الهدى بالفتح يلقاها
صلى الإله على المختار ما غرّدت

في الوَكْن صادحة الأطيار بشراها
والآل والصحب أهل الفضل صفوتهم

من أهدوا الأمة الشمّاء تقواها