وقع حادث خطير ناتج عن العقار السكني الذي ألهبت نيرانه جيوب الناس وقد أدى إلى وفاة فدوى العروي الأم الصغيرة التي ماتت نتيجة الحريق وفارقت طفليها الصغيرين.
وملابسات هذا الحادث الذي مازال يحصد الكثير من الضحايا هو أن لهيب العقار السكني لم يستطع الضحايا تجنبه لأنه حاصرهم من جميع الاتجاهات.
فالضحايا الذين يحاولون فقط كراء شقة متوسطة المساحة وجدوا أن ثمنه جد ملتهب يتراوح بين 2500 و3000 درهم، والذين انتقلوا إلى البحث عن ملجأ آمن ظنوا أنه منخفض الحرارة اكتووا بما يسمى “تخفيض الكراء” فالثمن الذي يجب تسبيقه يصل إلى مبلغ 260000درهم وقد كانت أضرارهم كبيرة.
أما الحادثة التي حصدت أرواحا كثيرة ووصلت درجة الحريق إلى المستوى الخطير جدا كون النيران لفحتهم من كل جانب فهم الذين اتجهوا إلى حفرة ظنوا أنها ملجأ آمن فإذا بها بركان يسمى بالسكن الذي تعددت أسماؤه بين الاقتصادي والاجتماعي، ومن أين يأتي السكن والسكينة، والجسد والروح محترقان؟
لقد مد لهم البنك يده فظنوا أنه منقذهم فإذا به يغرقهم في تسديد فواتير جد مرتفعة مدى الحياة. وما زاد الأمر سوء أن هذه الشقق ذات بناء مهترئ نتيجة الغش في مواد البناء من حديد وإسمنت وغيره والاستغناء عن عمال البناء المحترفين الذين كانوا يتقاضون 200درهم في اليوم فاستعانوا بأيدي غير محترفة في البناء وليس لهم خبرة واحترافية كافية في البناء فقط لأنهم رضوا بأجر 70درهم في اليوم.
ضريبة هذ الحريق جد مرتفعة لأن أضرارها طويلة الأمد وستسبب إعاقة مستديمة في جيوب الضحايا.
كل هذا الحريق وكل هاته الأضرار ولم يلتحق إلى عين المكان رجال الإطفاء لإنقاذ الضحايا وتركوهم مع معاناتهم النفسية والجسدية والجيبية.
وحتى الضحايا الذين حاولوا جاهدين إطفاء الحريق بما هو متوفر لديهم لم يجدوا في جيوبهم ما يطفئ حتى شرارة حريق.
ولقد جاءت الشرطة العلمية للبحث عن مسببات هذا الحريق المهول الذي نتج عنه ضحايا أكثر بكثير من تفجير مقهى “أركانة ” على وزن تفعيل.
يقول المثل: ليس هناك نار بلا دخان فمن أشعل هذه النار؟