تحتفل جماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة، بالذكرى الثالثة لصدور مذكرة “إلى من يهمه الأمر”، وهي مذكرة على هيئة رسالة أو “نصيحة” وجهها الشيخ عبد السلام ياسين مرشد الجماعة إلى العاهل المغربي محمد السادس، عقب اعتلائه عرش المملكة المغربية، تدعوه إلى مقاومة الفساد، الذي يستشري في البلاد، وإلى الأخطاء، التي ارتكبت في عهد والده الراحل الحسن الثاني، وإلى ما يجب فعله لإصلاح الواقع.
وتعتبر هذه الرسالة هي الثانية، التي ترسل باسم المرشد العام للجماعة الشيخ عبد السلام ياسين للنظام المغربي، حيث أرسلت الأولى إلى الحسن الثاني، في السبعينيات، وكانت تحت عنوان “الإسلام أو الطوفان”. وكانت سببا في اعتقال الشيخ ياسين، والزج به في مستشفى الأمراض العقلية، لأنه حسب تعبير بعض الملاحظين، وبالنظر إلى الظروف السياسية، التي كان يعيش فيها المغرب، حيث كان الحسن الثاني يحكم البلاد بقبضة حديدية في تلك الفترة، وهو ما يجعل أي شخص يوجه نقدا بتلك الحدة والجرأة لأعلى سلطة في البلاد إما جريئا بلا حدود أو مجنونا.
وإذا كان الملك الراحل قد اختار أسلوب المواجهة مع الجماعة، بسبب مواقفها المعلنة، فإن “العهد الجديد” اختار نهج التجاهل في بعض الأحيان، وإرسال الإشارات غير المباشرة، والحديث عن إمكانية الاحتواء، أو الإدماج في العمل السياسي أحيانا أخرى، لأن موجة التضييق والاعتقال، بحسب ما يروجه خصوم الجماعة، لا تزيد الجماعة إلا مزيدا من الأنصار والمتعاطفين.
وما يؤكد تغير تعامل النظام المغربي مع مواقف الجماعة، التي تعتبر من أكبر التنظيمات المغربية من حيث عدد الأنصار والمتعاطفين، التجاهل الذي لقيته الرسالة الثانية، الموجهة إلى الملك محمد السادس من قبل الشيخ عبد السلام ياسين، والتي حملت عنوان “إلى من يهمه الأمر”.
في المقابل جاءت الردود على الرسالة من قبل مجموعة من الأقلام الصحافية القريبة من القصر الملكي، ومن قبل رابطة علماء المغرب، ومجموعة من الناشطين، الذين اتهموا مرشد جماعة العدل والإحسان بتجاوز الحدود، والإساءة، على مستوى الخطاب، للعاهل المغربي، والإخلال بآداب النصيحة.
(& )يناير 2003