هو رجل عظيم، أجمع أهل السنة أنه أفضل الأمة بعد نبيها ﷺ، يدل على ذلك قول سيدنا علي رضي الله عنه: “ألَا أُخبِرُكم بخَيرِ هذه الأُمَّةِ بعدَ نبيِّها؟ أبو بكْرٍ، وخَيرُها بعدَ أبي بكْرٍ عمرُ، ثُم يجعَلُ اللهُ الخَيرَ حيثُ أَحَبَّ” 1. بل على سائر الأمم بعد الأنبياء والرسل؛ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: “رآني النبي صلى الله عليه وسلم أمشي أمام أبي بكر فقال: يا أبا الدرداء أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة! ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر”.
جمع رضي الله عنه بين قوة الإيمان بالله ورسوله، والاستماتة في الدفاع عن رسول الله ﷺ وعن دينه وعن المسلمين، والتضحية في سبيل ذلك بكل ما يملك. وضرب في محبة الله ورسوله وإيثاره إياه على نفسه والقرب الدائم منه أروع الأمثلة. ثم إنه كان، إلى ذلك كله، أقرب الناس من كمال الخلق، تجده قريبا من كل خير وفضل، حكيما، راجح العقل، نافذ البصيرة، قوي الذاكرة، نقي الطوية، إلفا مألوفا، سمحا، شديدا في رقة 2.
كان صاحبَ رسول الله ﷺ قبل البعثة وبعدها وحِبه، وأول من آمن به من الرجال من غير كبوة ولا تردد ونظر 3. صاحبه ﷺ في الهجرة، وأوكل له ﷺ إمامة المسلمين في مرض موته، وولاه الصحابة الخلافة بعده عليه الصلاة والسلام، فكان أول الخلفاء الراشدين.
سيدنا أبو بكر قبل البعثة.. صحبة ووفاء
كان أبو بكر “رجلا مؤلفا لقومه، محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بها، وبما كان فيها من خير وشر، وكان رجلا تاجرا، ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجارته وحسن مجالسته” 4.
كان قلبه رضي الله عنه قبل البعثة، وهو يومئذ من وجهاء قريش ورؤسائها، يميل إلى التوحيد، رافق النبي في تجارة إلى الشام مع عمه أبي طالب حيث التقيا ببحيرة الراهب الذي بشر بقدوم الدين الجديد. صاحب رسول الله ﷺ، فقد كان يقطن حي التجار الأثرياء في مكة حيث كانت تعيش السيدة خديجة بنت خويلد، فخبر رضي الله عنه أخلاق النبوة ورأى من صاحبه ما ثبت يقينه في تفرده وسهل إيمانه بنبوته ورسالته عندما أوحي إليه صلى الله عليه وسلم، ووطدت النبوة هذه الصحبة بحبل من الله ورسوله حتى ارتقت إلى درجة الصديقية؛ ذروة سنام الصحبة.
ولأن “الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف” 5 كما نقلت أمنا عائشة رضي الله عنها عن رسول الله ﷺ، فقد تعارفت الروحان وتعانقتا فحصل التقارب على المستويين النفسي والسلوكي؛ فكانت سجايا الترفع عما يفعل القوم من سفاهة والتحلي بخلال الصدق والأمانة والرحمة والإحسان إلى الخلق أجمعين وإعانة كل من نزلت به نائبة.. جامعة بينهما، وكان سيدنا أبو بكر رضي الله عنه أقرب الناس لرسول الله ﷺ وأكثرهم تشبها به في جوانب شتى من شخصيته، شخصية رسمت معالمها عناية الله تعالى واصطفاؤه صاحبا لنبيه ﷺ، وزادها القرب منه ﷺ وتسليمه الكلي له وتتبع سنته وعلو محبته بهاء وسناء، أليس يقال:
اختر لنفسك الذي أطاعا
إن الطباع تسرق الطباعا
لم تقف علاقة الصاحبين عند هذا التوافق النفسي والسلوكي بل توحدت بالصحبة وتوطدت بالإيمان بالله والمؤازرة في الشدائد والقيام بحق الدعوة بعد البعثة في أدق تفاصيلها قبل جليلها.
سيدنا أبو بكر بعد البعثة.. محبة وفداء
أخبر رجل أبا بكر بنزول الدعوة على صاحبه محمد بن عبد الله ﷺ فخفّ إليه يستفسره عن الأمر فعرض عليه ﷺ الإسلام ودعاه إلى التوحيد فكانت استجابته سريعة سهلة، ليصبح ثاني من أسلم بعد أمنا خديجة رضي الله عنها وأول من أسلم من الرجال، وفرح رسول الله ﷺ بإسلامه فرحا شديدا 6.
استوطن حب الله تعالى ورسوله سويداء قلبه وملأ الإيمان وجدانه فانطلق يدعو إلى عبادة الله وترك الأوثان بقوة وشجاعة، وكان أول خطيب في الإسلام 7، فكان له فضل كبير في إرساء دعائم الإسلام الأولى. وكان ممن أسلم على يديه ثلة من كبار الصحابة على رأسهم: عثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، والأرقم بن أبي الأرقم 8 رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
هكذا مضى سيدنا أبو بكر في طريق الدعوة إلى الله تعالى فارسا من فرسانها، كنزا من كنوزها، أسلم وله أربعون ألفًا أنفقها كلّها على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في سبيل الله 9، وأعتق سبعة كانوا يعذبون في الله، منهم: سيدنا بلال وأمه حمامة وعامر بن فُهَيْرَة..
ولما اشتد أذى قريش وأغلقت كل أبواب الدعوة فيها نزل أمر الله تعالى بالهجرة فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لجميع المسلمين، ولم يبق إلا أبا بكر – فقد قال له حين سأله: “لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا” – وعلي بن أبي طالب، والضعفاء ممن لا يقدرون على السفر، حتى كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله ﷺ بالهجرة فاختاره صاحبا لسفره، روت أمنا عائشة الحدث في حديث جميل يحمل من معاني المحبة الصادقة في الله ولله تعالى 10 أبهاها وأرفعها.
ويمضي الصاحبان وتتأكد، مع كل خطوة يخطوانها، هذه المحبة والفداء لرسول الله ﷺ، جاء في كتاب ابن كثير أن الصاحبين عندما وصلا الغار لم يسمح أبو بكر للنبي ﷺ أن يدخل قبله مخافة أن يتأذّى، فقال له: “كما أنت حتى أُدخِلَ يدي فأُحسَّه وأقصَّه، فإن كانت فيه دابةٌ أصابتْني قبلك، قال نافعٌ: فبلغَني أنه كان في الغارِ جُحرٍ، فأَلقَمَ أبو بكرٍ رجلَه ذلك الجُحرِ تخوُّفًا أن يخرج منه دابةٌ أو شيءٌ يُؤذِي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” 11.. درس بليغ هو إذن؛ يعلمنا فيه سيدنا أبو بكر كيف يكون رسول الله ﷺ أحب إلينا من أنفسنا ومن الوالد والولد 12، بل؛ هذا حِب رسول الله ﷺ يعلمنا أصول الإيمان.
ولقد حبلت رحلة الهجرة بالأحداث التي تبرز عمق وتجذر هذه المحبة؛ نذكر منها على سبيل المثال قول سيدنا أبي بكر: “لَمَّا خَرَجْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن مَكَّةَ إلى المَدِينَةِ مَرَرْنَا برَاعٍ، وَقَدْ عَطِشَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَحَلَبْتُ له كُثْبَةً مِن لَبَنٍ، فأتَيْتُهُ بهَا فَشَرِبَ حتَّى رَضِيتُ” 13.. هو إذن ارتقاء في مقام الإيثار يهدم حقيقة النواميس الكونية المعروفة ويؤسس لمعاني روحية جديدة.
سيدنا أبو بكر في المدينة.. متابعة وبناء
يمضي الصاحبان، وتحف سيدنا أبا بكر بمعية خاتم الأنبياء العناية الربانية، وفي يوم الاثنين في شهر ربيع الأول سنة 13 من البعثة يدركان المدينة، التي استنارت بنور النبي الأعظم فاستمدت من نوره اسمها الذي أضحى لصيقا بها إلى أن يرث الملك الأرض ومن عليها: “المدينة المنورة”، ويخرج أهلها عن بكرة أبيهم في لحظة تاريخية خالدة ستصبح بداية تأريخ عند المسلمين، يزحفون نحو القادمين لاستقبال الحبيب؛ فتغص الطرقات وأسطح المنازل والمسلمون يكبرون الله تعالى ويهللون فرحا وسرورا 14 حتى سمعت لهم الرجة، وأقبلوا يسلمون ويحيطون برسول الله تعالى.. وتشتد الشمس فيقوم الصاحب الذي لا تغفل عينه عن صاحبه ويظلل النبي صلى الله عليه وسلم بردائه حتى لا تؤذيه حرارة الشمس، وبهذا الفعل يتحقق المسلمون من رسول الله، إذ كان من الأنصار من لم يسبق له أن رآه صلى الله عليه وسلم.
ويمضي سيدنا أبو بكر على نفس العهد، رقيقا على المسلمين شديدا على الكافرين، شهد رضي الله عنه المشاهد كلها فلم يتخلف عن إحداها أبدا، وكانت له بصماته الدائمة ومواقفه المشهودة المشهورة. في بدر، وكانت أول واقعة بعد الهجرة في السنة الثانية لما بلغ رسول الله ﷺ إصرار زعماء قريش على القتال استشار أصحابه؛ فكان أول من قام سيدنا أبو بكر فقال وأحسن، وظهرت منه شجاعة وبسالة أثناء المعركة وتولى حراسة الرسول ﷺ في عريشه، وكان ابنه عبد الرحمان لم يسلم بعد فقاتل إلى جانب المشركين فلما أسلم قال لأبيه: “لقد أهدفت لي (أي ظهرت أمامي) يوم بدر، فملت عنك ولم أقتلك”، فقال له أبو بكر: “لو أهدفت لي لم أمل عنك” 15.. فها هو الصديق يعلمنا مرة أخرى كيف يكون دين الله أغلى مما نملك نفسا وولدا ومالا.
وعندما تفرق المسلمون عن رسول الله ﷺ في غزوة أحد شق أبو بكر الصفوف حتى وصل إليه.. وتوالت المعارك وهو فارس مغوار، ويرسله رسول الله كأول قائد في غزوة خيبر، فيشير على رسول الله ﷺ بعدم قطع النخيل يقينا منه بالنصر حتى لا يخسر المسلمون خيراته.. وفي صلح الحديبية عندما احتج سيدنا عمر رضي الله عنه لأنه رأى فيه دنية خاطبه الصديق بكلمات جامعة ملخصة لمعنى الاتباع الحق، قال له: “الزم غرزه (أي أمره ونهيه)، فإني أشهد أنه رسول الله، وأن الحق ما أمر به، ولن يخالف أمر الله، ولن يضيعه الله”.. وله في كل الغزوات مواقف يعجز مقال عن عدها أو حصرها تثبت مقام الصديقية الذي وسمه حيا وميتا..
على المستوى الاجتماعي، ومع كل هذه الانشغالات في الدعوة إلى الله تعالى، عرف رضي الله عنه بسبقه إلى خدمة المستضعفين؛ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: فمن تَبِعَ منكم اليوم جنازةً؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئٍ إلا دخل الجنة” 16؛ خصال حميدة تشهد لها أحاديث كثيرة تجلي مكانة هذا الصحابي الكريم على الله تعالى ونبيه عليه أفضل الصلاة والسلام.
ويحين الموعد، ويتأهب سيد الأنبياء للوفود على ربه عز وجل، فيستخلف صاحبه على قرة عينه “الصلاة”، ويصرح بمنع غيره من خيرة الصحابة، وكان عبد الله بن زمعة قد أمر سيدنا عمر بالصلاة لما وجد أبا بكر غائبا نزولا عند أمر الرسول: “مروا من يصلي بالناس”، فظن عمر أن الأمر جاءه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالمسلمين، فلما سمع رسول الله صوته قال: “فأين أبو بكر، يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون”.. فتكون بذلك أقوى إشارة يتلقفها الصحابة فيولونه رضي الله عنه وأرضاه الخلافة بعد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويمضي الصاحب بثبات على درب صاحبه لا يلين في حق ولا يضام عنده ضعيف، فيجمع الله به شمل المسلمين، ويشرك الصحابة في إدارة شؤون الدولة، ويصد المرتدين، ويحارب من ادعى النبوة، ويرسل الجيوش لفتح بلاد الشام والعراق، ويباشر في جمع القرآن الكريم في مصحف واحد بإيعاز من عمر بن الخطاب بعد أن استحر القتل بالصحابة في معركة “الحديقة”.. كل هذا وهو كما وصفه محمد حسين هيكل في مقدمة كتابه “الصديق أبو بكر”: “الرجل الوديع السمح الأسيف، السريع إلى التأثر، وإلى مشاركة البائس في بؤسه والضعيف في ضعفه، تنطوي نفسه على قوة هائلة لا تعرف التردد ولا الإحجام، وعلى قدرة ممتازة في بناء الرجال، وفي إبراز ملكاتهم ومواهبهم، وفي دفعهم إلى ميادين الخير العام، ينفقون فيها كل ما أتاهم الله من قوة ومقدرة”. فكان خير من خلف أمور المسلمين بعد نبيهم الأمين.
توفي سيدنا أبو بكر في 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ الموافق لـ 23 غشت سنة 634م، وهو في سن ثلاث وستين (63)، بعد سنتين وثلاثة أشهر تقريبا من تولي خلافة المسلمين، وقد اختلفت الروايات في سبب وفاته بين سم أكله في أكلة قبل عام من موته وبين حمى أصيب بها بعد الهجرة وعاودته في أوانها. غسلته امرأته أسماء بنت عميس وأعانها ابنه عبد الرحمن نزولا عند وصيته، ودفن جنب رسول الله حيث جعل رأسه رضي الله عنه وأرضاه عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألصق اللحد بقبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
بطاقة تعريف
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جده السادس مُرَّة.
ورد في صفته على لسان ابنته أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها أنه كان أبيض نحيفًا خفيف العارضين، أجنأ (منحنيا)، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، عاري الأشاجع (عروق ظاهر الكف). وكان يخضب لحيته بالحناء والكتم.
تزوج أبو بكر رضي الله عنه 4 نسوة، وأنجبن له 3 ذكور و3 إناث، وزوجاته هن:
– قتيلة بنت عبد العزى: والدة عبد الله وأسماء رضي الله عنهما، وكان قد طلقها في الجاهلية، واختُلِف في إسلامها.
– أم رومان بنت عامر بن عويمر: والدة عبد الرحمن وعائشة رضي الله عنهما، أسلمت وبايعت وتوفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ست من الهجرة.
– أسماء بنت عميس: والدة محمد؛ من المهاجرات الأوائل، تزوجها بعد استشهاد جعفر في غزوة مؤتة.
– حبيبة بنت خارجة بن زيد: ولدت بعد وفاته أم كلثوم بنت أبي بكر.
رضي الله عن الصديق وجعله صحبة النبي العدنان، وجعلنا على أثره ومن أحبابه.
[2] جاء في حديث رواه عبد الله بن عمر: “أرْأَف أمتي بأمتي أبو بكرٍ..”. أخرجه أبو يعلى (5763)، والبيهقي (12549).
[3] جاء في دلائل النبوة للبيهقي: “قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا دَعَوْتُ أَحَدًا إِلَى الْإِسْلَامِ إِلَّا كَانَتْ منه كَبْوَةٌ وَتَرَدُّدٌ وَنَظَرٌ، إِلَّا أبا بكر ما تردّد فيه”.
[4] ابن هشام: سيرة النبي، ج1، ص268.
[5] صحيح البخاري، 3336.
[6] تقول أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: فلمّا فرغ من كلامه ـ أي: النبيُّ ﷺ ـ أسلم أبو بكر، فانطلق رسول الله ﷺ من عنده، وما بين الأخشبين أحدٌ أكثر سروراً منه بإسلام أبي بكرٍ.
[7] ذكر ابن كثير في البداية والنهاية عن عائشة رضي الله عنها قالت: “لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلا، ألحَّ أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يَزَلْ أبو بكر يُلِحُّ حتى ظَهَر (وافق) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وتفرَّق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيباً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم..”.
[8] راغب السرجاني، أبو بكر الصديق والدعوة إلى الإسلام، موقع قصة الإسلام، اطلع عليه بتاريخ 7/2/2025
https://islamstory.com/ar/artical/3406623/ابو-بكر-والدعوة-الى-
[9] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – ﷺ -: “ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر” فبكى أبو بكر وقال: ما أنا ومالي إلا لك (أخرجه أحمد وأبو حاتم وابن ماجه والحافظ الدمشقي في الموافقات).
[10] عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: “كان لا يخطئ رسول الله ﷺ أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بكرة، وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله ﷺ في الهجرة، والخروج من مكة من بين ظهري قومه، أتانا رسول الله ﷺ بالهاجرة، في ساعة كان لا يأتي فيها. قالت: فلما رآه أبو بكر، قال: ما جاء رسول الله ﷺ هذه الساعة إلا لأمر حدث. قالت: فلما دخل، تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج عني من عندك؛ فقال: يا رسول الله، إنما هما ابنتاي، وما ذاك؟ فداك أبي وأمي، فقال: إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة. قالت: فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله، قال: الصحبة. قالت: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ”. رواه ابن كثير في السيرة النبوية (2/233 – 234).
[11] رواه ابن كثير، في البداية والنهاية، 3/177.
[12] جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ”. أخرجه مسلم (44)، والبخاري (15).
[13] أخرجه مسلم (2009) والبخاري (3908).
[14] قال الصحابي البراء بن عازب: “ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم”.
[15] تاريخ الخلفاء، جلال الدين السيوطي، ص94.
[16] من أفراد مسلم على البخاري، صحيح مسلم، (1028).