الزواج سُنَّة وعبادة والأسرةُ مِنَّة وسعادة

Cover Image for الزواج سُنَّة وعبادة والأسرةُ مِنَّة وسعادة
نشر بتاريخ

ألا إنَّ الزواجَ هُدىً ومِنَّه

إذا كانَ ائتمارا وابتدارا
بنيةِ مُسْتَخير رامَ سُنّه

تُجَنِّبُهُ المزالِقَ والعِتَار 1
وتُلهمُه الصوابَ بدونِ مِحنَة

إذا وُجِدَ المُسدِّدُ مُستشارا
وكان القَصْدُ حادِيَهُ وعوْنَه

على إيجادِ ليلاهُ اختيارا
هو الميثاق لم تثلُبْهُ 2 ظِنَّه 3 

ألا فاظفرْ بذاتِ الدينِ جارا
لباسا منْ تُقىً حرثا وسُكنَه 4 

هي الزوجُ المصونُ فَهِمْ فخارا
بمنْ هيَ للفَتى حِصْنٌ وجُنَّه 5 

وحميتُهُ منَ الفحشاءِ عارا

**

**

**

**
بناءٌ عندَ شوالٍ زمَانا

منَ اليُمنِ اقتفاءً واقْتِداء
بعائشةٍ سَمَتْ قدرا ووَزْنا

وكانتْ دُرةً بينَ النِّساء
وفاتحةُ الكتابِ السَّبعِ مَثْنى

بها بَدْءُ التعاقُدِ والرَّجاء
وعُرسٌ مُبهِجٌ حسًّا ومعنى

بها بَدْءُ التعاقُدِ والرَّجاء
وإكرامُ الأصيلةِ مِنْكَ حُسْنى

صَداقٌ طيِّبٌ مُهرُ الولاء
وما تُهديهِ إكراما وعينا

يَدُلُّ على احْترامٍ واحتِفاء
وكنْ حَذِرا وطِبْ بالشَّرعِ أمْنا

ولا مِنْ عاصِمٍ إلا الدُّعاء

**

**

**

**
على عهدِ المودةِ كُن رحيما

بمنْ صَارَت عَوانا 6 دونَ جُرْمِ
وبعلاً راعيًا صبا حكيما

وكنْ ياصاحِ ذا صبرٍ وحِلْمِ
ومسؤولا سويا مُستقيما

وصاحِبَ هِمَّةٍ تُفضي لِعَزْم
ومَنْ فَقِهَ الزواجَ بهِ تَسامى

عَنِ الإسفافِ في قولٍ ولوم
وعنْ خطأٍ ونِسيانٍ تَعامى

ولا تُهِنِ الحبيبةَ كيدَ خصم
عَفُوًّا كُنْ وبالشورى دواما

تودَّد لا تُعامِلها بِلُؤم
وفي الأسبوعِ سَلِّ الأهلَ يوما

وعَشرَ دقائِقٍ في كلِّ يَوم

**

**

**

**
 ألا إنَّ الزواجَ أخي قِوامة

على الفُضلى ومنهَا الحافِظية
إقامتكَ الصلاةَ هي العلامة

وليسَ لمنْ سَها عنها هداية
وقومةُ شاهدٍ بالقسطِ شامة

يقومُ الليلَ يرغبُ في الولاية
يرى حُسنَ استقامتهِ كرامة

ومَنْ حَفِظتْهُ مفتاحَ العناية
فحفظُ الدينِ يُنجي منْ نَدامَه

وحفظُ النَّسلِ بُرهانُ الرعاية
وحفظ المالِ منْ هَدرٍ سَلامه

وحفظُ العِرضِ منْ فُحشٍ حِمَاية
وحفظُ السِّرِ يُبرئُ مِنْ مَلامه

وحفظُ لسانها أجدى وقاية

**

**

**

**
زواجُ الناسِ في ذَا العَصْرِ عَاده

وعاداتٌ تُصاحِبُه ابْتِداعا
وكانَ لمنْ مَضَوا حقًا عِباده

وممَّا سَنَّهُ الهادي اتباعا
ومِنْ ذي خِبرةٍ تُرجى الإفادة

لمُبتدئٍ فلا يخشى ضَياعا
ومن حُسنِ التبعل والسعادة

إذا رُئيَت هيَ الأغلى متاعا
وإنْ أُمِرت أبَتْ إلا مُرادَه  

فما نَشَزت ولا وجد امتناعا
ويكْرِمُها ويُبدعُ في الإشادة

ويزدادُ اللعينُ بذا التياعا 7

**

**

**

**
فلا عرفَتْ عوائلُنا شجارا

ولا مُلِئَت محاكِمُنا بِنُكْرِ
ولو أمسى خصامُهما انشِطارا

فإصلاحٌ يُيَسِّرُ جَبْرَ كَسْر
ويسعى الكلُّ للوثقى اعتبارا

تعودُ مياهُ وادي الوُّدِ تَجْري
فلا مَنْ يبتغي غُلْبًا وثارا

ولا منْ يَدَّعي تحقيقَ نَصْر
وكُلٌّ يتَّقي خُسْرا وعَارا  

وهلْ نقضُ العُهودِ يَشي بِخَير
وبالإحسانِ كُنْ للأهلِ خيرا

ولُذْ بالصِّدقِ نهجا والتَّحَري
فمنْ رامَ العُلاَ دُنيا وأخرى

فلا يرضى العُزوبةَ كالمعري 8
لأُسْرتِنا السعيدة جادَ نظمي

بأبياتِ الثناءِ دليلَ فخرِ
فرغم مُصابْها من كيدْ خَصمٍ

يرى عَقدَ الزواجِ نذيرَ شَرّْ
وقيدا مُلزِما يُزري ويُدمي

فَيَبْدُلُ وُسْعَهُ مكرا بفكرِ
يُعادي الحقَّ  في كِبْرِ ولُؤْمٍ

ويُشهِرُ سيفَهُ جهرا بوِزرِ
بإعلامٍ مُبيرٍ مِثْلَ لُغْمٍ

وتلفازٍ ومحمولٍ مُضِرِ
 وتعليمٍ يُعاني سُقم عُقمِ

ورغمَ هوى مُدونةِ بنُكر
صمدتِ صمود صفوانٍ 9 مُصِمٍ

عنِ الأَكْدارِ يحكي صَفْوَ تِبْرِ
صلاتي والسلامُ على التهامي

حبيبي سيدي حَبْلِ اعتصامي
صلاتي والسلامُ لكلِّ سامِ

منَ الأصحابِ والآلِ الكِّرام
صلاتي والسلامُ بهِ كلامي

ينالُ قَبُولَ أربابِ الغرام
صلاتي والسلامُ شفا سقامي

بها سُقيا الفؤادِ من الأُوَام 10
صلاتي والسلامُ بها اهتمامي

لأنَّ بها الخُروجُ منَ الظَّلام
صلاتي والسلامُ لدرْءِ طامٍ

منَ الأرزاءِ  في دُنيا اللئام
صلاتي والسلامُ على عِظامٍ

بِهِمْ في غَزَّةِ الأقصى هُيامي
همُ الأبطالُ بالإقدامِ مازوا  

عنِ الأَعْرابِ في سِلمٍ وحرب
همُ الأطفالُ بالإيمان حازوا

وسامَ رجولة منْ فضلِ ربي
همُ الأقوالُ صادقةً ففازوا

بإكبارٍ عَن ِالتقديرِ يُنبي
همُ الأعمالُ بالطوفانِ جازوا

حوَاجزَ فاستحقوا خَيرَ كَسْب
همُ الأحوالُ تصديقٌ وعزٌ

وأُسْرَتهُم عقولَ الغربِ تَسْبى
أُسىً مهما اسْتُبيحوا واسْتُفِزوا

فهمْ أهلُ الرباطِ وخيرُ شَعب
ولِلأَعْداءِ رَهْطٌ وانحيازٌ

وأقصانا يقولُ: اللهُ حسبي

ذ. منير ركراكي
16 ذو القعدة 1445 هـ / موافق 24 ماي 2024 م


[1] العتار: التعثر والسقوط.
[2] تعِبْهُ.
[3] التهمة.
[4] السكينة والطمأنينة.
[5] الوقاية.
[6] الأسيرة.
[7] الحزن الشديد والأسى والحسرة.
[8] شاعر عراقي من الفحول أبو العلاء المعري لم يتزوج طول حياته حتى مات، وعندما حضرته الوفاة أوصى بان يكتبوا على قبره: “هذا ما جناه علي أبي وأنا لم أجن على أحد” و معنى كلامه: أن والده عندما تزوج و أنجب أبا العلاء فهو جنى عليه لانه وضعه في العالم حيث يتعرض للأحزان والمصائب والحوادث والآفات، فأبو العلاء لم يتزوج حتى لا ينجب و يعرض أولاده لهذه الأشياء المؤلمة! كان رفضه للزواج من منبع إنساني لأنه يعتقد أن الزواج هو جناية على الأبناء!
[9] صفوان: الصخر الأملس، يوم صفوان صاف.
[10] العطش.