الرحمة المهداة

Cover Image for الرحمة المهداة
نشر بتاريخ

كتب الأديب والشاعر الإسلامي المغربي الحسن السلاسي رحمه الله في مجالات أدبية وعلمية وفكرية كثيرة، ومما برع فيه تقريض الشعر؛ خاصة تغنيه بالمصطفى العدنان عليه الصلاة والسلام. هذه قصيدة عنوانها “الرحمة المهداة” كتبها بمناسبة ذكرى مولد سيدنا محمد، وخص بها موقع الجماعة نت الذي نشرها بتاريخ 26 نونبر 2018، نعيد نشرها بمناسبة ذكرى ميلاد خير البرية العظيمة.

رحم الله الشاعر الكبير الحسن السلاسي، الذي وافته المنية يوم 3 يوليوز 2019. وجعلنا من أحباب وإخوان رسول الله الكريم.

رسولٌ على هذا الوجود أضاءا

وزاد البرايا بالظهور سناءا

نبيّ الهدى والكائنات تلألأت

بطلعته والبشر لاح بهاءا ي

ذكّرني شهر الرّبيع محمّدا

فيغمرني فيض النبيّ عطاءا

ويبقى المنى عبر الزمان مردّدا

فيتلوه قلبي بالدموع ثناءا

تزيّنتِ الأكوان من نور خَلْقه

ومن خُلُق الماحي تزيد ضياءا

حبيبٌ إلى الله حباه رسالة ً

وأكملها عدلٌ أتاح رخاءا

فقد رسمت للعالمين محجّة ً

ينصّعها سلمٌ يزيل عداءا

تجلّت عطاياه لكلّ موحّدٍ

أتاه من الله العطاء جلاءا

تجمّله أمّ الخصال ويرتقي

به نورها فوق السماء علاءا

فأعلى له القدر السنيّ محبة ً

وألبسه ثوبا يجلّ صفاءا

وكان له نعم الوليّ وقد غدا

يتيما فلم يلق اليتيم عناءا

هو الرحمة المهداة للناس منقذ ٌ

من الهول يوم العرض صار فداءا

حفيّ به الأيتام نالت عناية ً

وأيدها قول الرسول أضاءا

“كهاتين” يلقاني الكفيل بجنةٍ

فأبشرْ به يوم اللقاء كفاءا

ونالت نساء المسلمين رعاية ً

فلاحت لهن البشريات وفاءا

بمنّ عظيم ٍ من كريمٍ معظّمٍ

حباه الإله للعباد وشاءا

وقد عرضت شمّ الجبال كنوزها

عليه فصدّ المال عنه رضاءا

ففضّل عيشا بالكفاف مقدّرا

وأرملت بطن الحبيب رجاءا

ولم يشْك من ضيق ٍ شديدٍ وقلة ٍ

وزادته في حبّ الإله ثناءا

رمته خطوبٌ بالمآسي فلم يزل

يريها جلادا باليقين تراءى

له قد أساء المشركون بجهلهم

فخاب جهولٌ للرسول أساءا

فقوله ربّ اغفر لقومي تكرّما

مثالٌ غدا للطالبين لواءا

دعاهم إلى الدّين القويم بحكمة ٍ

وأرشدهم نحو الفلاح بناءا

وحرّرهم من كل جهلٍ ورقّةٍ

فقد عبدوا دون الإله هباءا

فأنقذنا من حرّ نار ٍ لهيبها

شديدٌ وقد شقّ المصاب وناءا

محبّته في القلب ترسو حبالها

وفي الله يرعاها المحبُّ وفاءا

ومن بحره كل العلوم تفجّرت

وأشرفها فقه القلوب دواءا

رسول الإله أنت ذخرٌ وموئلٌ

لكل مسيءٍ بالذنوب تناءى

ولي أملٌ فيه جميلٌ ومطلبٌ

غداة أعاني شدّة ً وبلاءا

سنمضي على نهج النبي يقودنا

كتابٌ غدا للمؤمنين شفاءا