الراحمون يرحمهم الرحمان | الحلقة الأولى || الرحم من الرحمة

Cover Image for الراحمون يرحمهم الرحمان | الحلقة الأولى || الرحم من الرحمة
نشر بتاريخ

أثنى فضيلة الأستاذ منير ركراكي على اختيار “صلة الرحم” موضوعا للحملة الأسرية التي أطلقتها الهيئة العامة للعمل النسائي، باعتبارها “أصلا من أصول الدين الإسلامي الحنيف وآصرة من أواصره المتينة ولبنة من لبناته المكينة، لبناء ذاتنا الفردية والجماعية والمجتمعية، الإسلامية خاصة والإنسانية عامة”.

ولتأكيد هذا المعنى أورد عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، في الحلقة الأولى من سلسلة تبثها قناة الشاهد الإلكترونية تحت عنوان “الراحمون يرحمهم الرحمان”، بعض الأحاديث النبوية الشريفة، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ، ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ، الرَّحمُ شُجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ” (رواه الترمذي)، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ” (رواه مسلم عن أبي هريرة).

وأوضح الأستاذ ركراكي أن “هذه الرحمة، التي هي من أعظم منن الله تعالى على الناس ولكن أكثرهم لا يعلمون وبها لا يعملون، من الشمولية والكمال بحيث تشمل خلق الله جميعا”، مستشهدا بقول الحق سبحانه: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ. ولفت أيضا إلى أنها  “من المحسنين وأهل الكمال في الدين أقرب؛ أنبياء ومرسلين، وصحابة وتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين”، معتمدا على قوله عز وجل:  “إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ”، مبينا أن كلمة رحمة كتبت في الآية “بتاء مبسوطة لتوحي بأن هذه الرحمة بسطها الله على البسيطة كلها”.

واستمرارا في تجلية مكان الرحمة من الدين، أضاف المتحدث أن الله سبحانه وتعالى جعلها “صفته الأولى والكملى والفضلى والمثلى، وهو سبحانه الرحمان الرحيم. وجعلها المجسد لكمال نبيه الأعظم ورسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، كما جعلها الصفة الراجحة لرسالته دينا وكتبا، فالإسلام دين رحمة ومرحمة، والقرآن، الذي هو المصدق لما بين يديه من الكتب السماوية والمهيمن عليه، هو رحمة، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ. كما أن الصحابة رضوان الله عليهم، الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بمثابة المعلم، ما كانوا كذلك إلا لأنهم كانوا رحماء بينهم، وعلى رأسهم سيد الأولين والآخرين بعد الأنبياء والمرسلين؛ سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الراشد الأول والمرشد الأفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: “أرحم أمتي بأمتي أبو بكر”. ثم توالت أفواج الرحماء المحسنين وتعاقبت؛ إرث نبوة وتمام صحبة ورشد خلافة وبعثة تجديد”.

ودعا الأستاذ ركراكي إلى العمل على حيازة هذه الصفة الربانية باسطا بابا عظيما من أبوابها، فقال: “لنكن – إخوتي أخواتي – من الراحمين المرحومين، الواصلين الموصولين، لا القاطعين المقطوعين؛ “وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل”، وأول ما يلزمنا من هذه الرحمة أن نعامل بها غيرنا؛ رحمنا التي منها أتينا”. وهو ما وعد المستمعين أن يتحدث عنه في الحلقات القابلة.