الذكرى الثانية للتوقيع الخياني المشؤوم على اتفاقية تطبيع

Cover Image for الذكرى الثانية للتوقيع الخياني المشؤوم على اتفاقية تطبيع
نشر بتاريخ

تحل علينا الذكرى الثانية للتوقيع الخياني المشؤوم على اتفاقية تطبيع العلاقات ما بين الدولة المغربية والكيان الصهيوني الغاصب التي تتوافق مع الخميس 22 دجنبر 2022، وبهذه المناسبة وإحياءً لليوم الوطني لمناهضة التطبيع (22دجنبر 2020 تاريخ التوقيع)، تنظم الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع اليوم الوطني التضامني الثامن يوم السبت 24 دجنبر 2022، تحت شعار: “جميعا مع فلسطين ولحماية بلادنا من التطبيع مع الكيان الصهيوني” بمختلف مدن المغرب موحدة في الزمان.
سنتان كشفتا عن حجم العلاقات الخيانية التي امتدت سرا لعشرات السنين ما بين نظام المخزن بالمغرب والكيان الصهيوني. وقد اتسمت هذه الفترة للأسف في بلدنا بتسارع خطير ومخجل لخطوات التعاون الرسمي مع الكيان الصهيوني في كل المجالات: التربوية والأكاديمية والتجارية والفلاحية والصناعية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية والفنية والثقافية والرياضية والدينية والسياحية والتشغيل والنقل والرحلات الجوية… بالإضافة إلى القيام بتوأمة بين بعض مدن المغرب ومدن بفلسطين المحتلة.
لقد أصبحت بلادنا في خضم هذا الطاعون التطبيعي أمام عدو تهيأت له الآن كل الشروط لفرض حماية كاملة على بلادنا، نظرا لما يخيل إليه من توفير الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي من قِبل الكيان الصهيوني وحاضنته، الإدارة الأمريكية.
نخلد الذكرى الثانية والكيان يعيث فسادا وإفسادا، فهو مستمر في انتهاكاته الجسيمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وقد تنامت بشكل ملفت أعمال التقتيل والفتك اليومي بالشعب الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية والقدس، كما زادت حدة التهديدات للمسجد الأقصى من خلال الاقتحامات المتكررة وتوسيع الأنفاق والحفريات، واضطهاد المرابطين به. وكل هذا يتم من طرف جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين.
ونستغرب للعمل الماكر الذي يؤديه الإعلام الرسمي الذي عمد إلى حذف مشاهد انتصار الجماهير الكروية لفلسطين، من روبورتاجاته إذعانا للإرادة الصهيونية. ونستنكر انبطاح الأغلبية في البرلمان المغربي الصوري للمخططات الصهيونية بمصادقة غرفتيه على اتفاقيات الخزي والعار المحالة عليه من قبل الحكومة المخزنية.
ويا ليت المهرولين إلى التطبيع يتعظون ويأخذون العبرة ممن قبلهم ممن وقعوا اتفاقيات مع الصهاينة، ماذا استفادوا واستفادت الشعوب منها؟ ولينظر المطبعون ما فعلته الجرثومة الصهيونية المسرطنة في بلدان التطبيع من تخريب للفلاحة، واستيطان للشركات وتدمير للاقتصاد، وهدم للقيم والأخلاق… فهكذا هي سياسة الصهاينة أصحاب القلوب القاسية التي تعتبر الشعوب الأخرى عبيدا وخدما لمشروعها التوسعي الاستعماري الاستكباري في الأرض!!
يأتي تخليد هاته الذكرى ليؤكد المغاربة بصوت واحد على طول البلاد وعرضها على الإدانة الشعبية لكل مظاهر التطبيع وأشكاله، والرفض التام لاختراق الصهاينة لبلادنا، فقد قالها المغاربة وكرروها ألف مرة، ألّا مرحبا بالصهاينة في بلدنا، فهم مصدر كل شر وبلية.
وقد عبرت الجماهير واللاعبون الحاضرون بمونديال قطر وأظهروا مدى تعلقهم بالقضية الفلسطينية وأكدوا أمام العالم أن هرولة الحاكمين إلى التطبيع لا تعبر عن نبض شعوبها، فالشعوب تتهمّم بهموم الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة.
فهل أنتم معتبرون؟ وهل أنتم متذكرون؟ أم أن الإغراءات والوعود المعسولة عبر اتفاقيات مخدومة أعمت بصيرة القوم، ولم يبق عندهم تمييز بين مصالح البلاد والعباد، وبين خراب الأوطان ومستقبل الأجيال…
يا قومنا إن التطبيع ومهما تزين بشعارات التنمية ودعم الوحدة الوطنية وتعزيز البنيات اللوجستيكية هلاك في هلاك وخراب ودمار وذل وعار وصغار في الدنيا والآخرة، ولم يزد شعوب منطقتنا إلا ممانعة، وهو الأمر الذي تعبر عنه المسيرات والوقفات الاحتجاجية والحملات المناهضة للتطبيع لهذه الشعوب، فهلا انتصحتم واتعظتم وتراجعتم قبل فوات الأوان، وقبل أن تقولوا يا ليتنا سمعنا لنبض شعوبنا ولصيحات الغيورين وبحات الغاضبين، وصرخات ودعوات القوى الحية المناهضة للتطبيع بكل أشكاله.
إنها فرصة سانحة لنجدد الدعوة لكل المغاربة الأحرار للاصطفاف بقوة خلف جبهة ممانعة التطبيع، فمعركتنا ضد التطبيع خيار استراتيجي لا محيد عنه، لحماية بلدنا واقتصاد وطننا من الخراب، وتحصين قيمه وهويته الحضارية من الدمار، والذود عن وحدته وتماسكه من التمزيق.
كما نحيي عاليا كل الشعب المغربي وقواه الحية على الانخراط والالتزام المسؤول في كل الفعاليات الحاشدة، والتي تنم عن ارتباط المغاربة بالقضية الفلسطينية، ارتباطا مصيريا نظرا لموقعها في حركة مشروع التغيير والتجديد.
وندعوهم لمزيد من التعبئة في معركة الوعي الاستراتيجي بأهمية القدس وفلسطين كل فلسطين في الصراع التاريخي مع الكيان الغاصب، وهي مناسبة لنجدد النداء للعلماء والنخب ورجال الإعلام والفاعلين كلٌّ من موقعه للانخراط الواسع في هذه المعركة التاريخية ضد التطبيع، والاصطفاف ضد كل أشكاله بكل الوسائل المشروعة ومتعددة الواجهات، سواء منها التربوية أو العلمية أو الحقوقية أو القانونية أو الإعلامية أو الثقافية.. والعمل سويا على تكثيف وتوحيد الجهود حتى إسقاط مخططات التطبيع وهزم الصهيونية وتحرير فلسطين، كل فلسطين. بإذن الله تعالى.
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.