الحب في الله من حب رسول الله

Cover Image for الحب في الله من حب رسول الله
نشر بتاريخ

خير ما نبدأ به كلامنا الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته كما صليت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد .

حري بنا في كل عام من ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقف مع سيرته وسننه كي نرقى في مدارج العابدين المبتغين لحب الله و رسوله، فسنته الطاهرة وسيرته العطرة توقظ الواسن من غفلته وترفع الغبش عن عقله .

كيف لا نقف معهما في هذه الأيام، والذكرى ذكرى خير الأنام من جاءنا بالرحمة والهداية والسلام،كيف لا نخلد ذكراه وهو جامع لشعب الايمان، وفي كل شعبة له فيها موقف و بيان.

ففي الحلم

نجده عليه الصلاة و السلام:عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ، فهمَّ به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه فإنَّ لصاحب الحقِّ مقالًا. ثمَّ قال: أعطوه سِنًّا مِثْل سِنِّه، قالوا: يا رسول الله، لا نجد إلَّا أمثل مِن سِنِّه، فقال: أعطوه، فإنَّ مِن خيركم أحسنكم قضاءً”

التواضع:

كان أعظم الناس تواضعا ومِن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه مِن حديث أبي برزةأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له، فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: هل تفقدون مِن أحدٍ. قالوا: نعم فلانًا وفلانًا وفلانًا. ثمَّ قال: هل تفقدون مِن أحدٍ. قالوا: نعم فلانًا وفلانًا وفلانًا. ثمَّ قال: هل تفقدون مِن أحدٍ؟ قالوا: لا. قال: لكنِّي أفقد جليبيبًا، فاطلبوه. فطُلِب في القتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثمَّ قتلوه، فأتى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فوقف عليه، فقال: قتل سبعة ثمَّ قتلوه، هذا منِّي وأنا منه، هذا منِّي وأنا منه. قال: فوضعه على ساعديه

ليس له إلَّا ساعدا النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: فحفر له ووضع في قبره.

ألين الناس عريكة:

كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: ….” أجود الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهةً هابه، ومن خالطه معرفةً أحبه، يقول ناعِته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم”، أخرجه الترمذي وابن سعد والبغوي في شرح السنة والبيهقي في شعب الأيمان.

أجمل الناس خلقا:

وخير ما قيل في هذا الباب شهادة سيدتناخديجة رضي الله عنها :

روى البخاري ومسلم ةُ: “كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ”

كيف لا أحبك يا رسول الله و أنت جامع الكمال،ونعم المنوال،وشفيعي يوم أعرض للسؤال،كيف لا أحبك و حبك من حب الله، قال تعالى:“قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله 1

يقول الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين رحمه الله في كتاب الإحسان: الجنة ممنوعة علينا مالم نتحاب في الله،وهو تحاب يلقيه الله على هذه الأمة المرحومة على المؤمنين المتقين،يتذوقونه،وتحلوالحياةبه وهي مرة) ص189

نعمة من الله أن نكون مع إخوة متحابين في الله ذلك أن” أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله”كما روى الطبراني عن عبد الله بن عباس مرفوعا.

والحب في الله ليس عواطف في مجالس الرخاوة بل هو حقوق وواجبات،برهان صدق وثبات،نفض غبار غفلة،وانتشال وهاد رفقة،عسى أن نحظى بمكانة خاصة يوم القيامة،يقول الله تعالى يومئذ:”أين المتحابون بجلالي؟اليوم أظلهم تحت ظلي يوم لا ظل الا ظله”أخرجه مسلم و مالك في الموطأ عن أبي هريرة مرفوعا.

اللهم ارزقنا حبك و حب من ينفعنا حبه عندك آمين.


[1] سورة ال عمران، الآية 31.