الجبهة تحتج على حذف نص عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتعتبره تطبيعا تربويا خطيرا

Cover Image for الجبهة تحتج على حذف نص عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتعتبره تطبيعا تربويا خطيرا
نشر بتاريخ

قامت سكرتارية الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بجهة الدار البيضاء، صباح الثلاثاء 1 يوليوز، بزيارة احتجاجية إلى مقر الأكاديمية الجهوية للتربية الوطنية، لإبلاغ رسالة احتجاج وإدانة لحذف نص أدبي حول معاناة اللاجئين الفلسطينيين من مقترح امتحان المستوى السادس ابتدائي من قبل المديرية الإقليمية للفداء-مرس السلطان.

ويأتي هذا التحرك بعد مراسلة رسمية وجهتها الجبهة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتاريخ 26 يونيو 2025، اعتبرت فيها أن قرار الحذف “يدخل بشكل واضح في باب التطبيع التربوي ويتجاوزه إلى نصب العداء لفلسطين”، ويسعى “إلى طمس هوية شعبنا الذي تسكن القضية الفلسطينية وجدانه، كما يهدف إلى مسخ وعيه وصهره بشكل يجعله يقبل بالنكبة وبالسردية الصهيونية”.

وأكدت مراسلة الجبهة أن “القضية الفلسطينية تجسيد قوي لحب الوطن والارتباط به، والتشبث بالعودة إليه رغم التحديات”، وأن “قضية اللاجئين الفلسطينيين هي قضية إنسانية كبرى ومحورية للشعب الفلسطيني”. ودعت إلى فتح تحقيق نزيه ومستقل في هذه الواقعة، ومحاسبة المسؤولين عن هذا “العمل الخياني السافر”.

وقد ضم الوفد الزائر للأكاديمية كلاً من الفاطمي المروني عضو السكرتارية الوطنية، وعبد المجيد الراضي منسق فرع البيضاء، وسعيد مولاي التاج عضو اللجنة الوطنية لمناهضة التطبيع التربوي، إلى جانب ممثلين عن المكتب الجهوي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالبيضاء. ورغم تعذر لقاء مدير الأكاديمية، فقد تم تسليم الرسالة بشكل رسمي وتسجيلها بمكتب الضبط، مع وعد بتحديد موعد لاحق للقاء.

وحذر سعيد مولاي التاج، أحد أعضاء الوفد الزائر، من خطورة تغلغل التطبيع داخل المنظومة التربوية، معتبرا التطبيع التربوي من أخطر أشكال التطبيع لأنه يستهدف النشء والناشئة في العقول والوجدان والقيم، ولأنه أيضا أحد المداخل الاستراتيجية التي يراهن عليها العدو الصهيوني لتغيير بنية الوعي الجمعي وإعادة تفكيك المرجعيات الأخلاقية والثقافية المرتبطة بقضايا الأمة عموما وخاصة القضية الفلسطينية.

وتكمن هذه الخطورة -حسب مولاي التاج- في كونه؛ أولا- يهدف إلى طمس الهوية وكل القيم التي تدعو إلى الحرية وإلى التحرر، ويؤدي إلى تهميش الرموز الوطنية ورموز المقاومة، ويفرغ مفهوم النضال الفلسطيني من أجل تحرير الأرض من مضامينه الإنسانية ومن مضامينه التحررية، ويحول القضية إلى نزاع سياسي بلا خلفيات ولا مرجعيات عقائدية ولا إنسانية ولا أخلاقية ولا قيمية، ويروج لمقولات السلام.

وثانيا- يقوم على مسألة تزييف الوعي بالتاريخ والواقع والتراث.. فالكيان الصهيوني يقدَّم في مجموعة من المناهج على أنه شريك سلام، وأنه دولة تعايش، ودولة ديمقراطية، ودولة جوار وشريك سياسي واقتصادي وثقافي، ولا يُروَّج له كقوة احتلال تحتل الأرض وتقوم بجرائم إبادة جماعية ضد شعب أعزل بريء. ويشوه الحقائق التاريخية، مثل النكبة، المجازر، الاحتلال العسكري، الحصار، سياسة الأبارتايد والفصل العنصري.. لإحداث نوع من تقبل الاحتلال والتعايش مع الظلم والإبادة والقتل والتجويع والبلطجة، ويحول الفضاءات التعليمية إلى فضاءات تدجين وتطبيع وموالاة واستلاب.

ولمناهضة التطبيع تعمل الجبهة على أربع واجهات، يجملها مولاي التاج في: الواجهة الرسمية على مستوى وزارة التربية الوطنية، بفضح كل ما تقوم به من شراكات، ومن تمرير بعض الدروس، ومن تقليص ساعات وحصص بعض الدروس المتعلقة بالقضية، ومقاومة تمرير بعض الخطابات، ووقفات احتجاجية، وتسليط الضوء على الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي…

المستوى الثاني: مستوى آباء وأولياء التلاميذ، حيث نقوم بالتوعية، بتشكيل جبهة مجتمعية ضد المدارس التي تروج لمفاهيم التطبيع…

المستوى الثالث: وهو الأهم، إلى رجال ونساء التعليم، من خلال التوعية، ومن خلال تزويدهم بالمعطيات والإحصاءات، لأنهم هم حائط الصد لهذا الاختراق…

ثم المستوى الرابع: وهو التواصل المباشر مع المجتمع، من خلال الفعل الميداني والسياسي والثقافي والتربوي، وتشكيل حالة مجتمعية للرفض، لأن الكيان الصهيوني يراهن بالأساس على هذا النوع من اختراق المجتمع من خلال المدرسة، ولهذا تم رفع شعار: “التطبيع هو خيانة للمستقبل”.