البيضاء ووجدة ومراكش… احتجاجات مغربية متواصلة تنديدا بجرائم الاحتلال ومطالبة بإسقاط التطبيع

Cover Image for البيضاء ووجدة ومراكش… احتجاجات مغربية متواصلة تنديدا بجرائم الاحتلال ومطالبة بإسقاط التطبيع
نشر بتاريخ

شهدت عدة مدن مغربية، مساء الأربعاء 13 غشت 2025، وقفات ومسيرات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني، وتنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني، وعلى رأسها جريمة اغتيال الصحافيين في غزة، التي اعتبرها المحتجون دليلاً إضافياً على فاشية هذا الكيان الغاصب. وتوزعت الفعاليات بين الدار البيضاء ومراكش ووجدة، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية، ورددت الهتافات المناهضة للتطبيع، وسط تأكيد على أن فلسطين قضية مركزية لدى المغاربة.

مدينة الدار البيضاء

وكانت ساحة السراغنة وسط مدينة الدار البيضاء، مساء الأربعاء 13 غشت 2025، مسرحا لوقفة احتجاجية حاشدة دعت إليها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة وشاركت فيها ساكنة المدينة للتنديد بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، واستهدافه الممنهج للصحافيين. وعبّر المحتجون عن غضبهم من سياسة التجويع التي يتعرض لها أهالي غزة، ومن الصمت الدولي والعجز العربي والإسلامي الرسمي أمام هذه الجرائم.

ورفع المتظاهرون صور عدد من الشهداء الصحافيين، وفي مقدمتهم أنس الشريف ومحمد قريقع ورفاقهما، فيما تخللت الوقفة عروض رمزية مؤثرة جسّدت معاناة الشعب الفلسطيني، من بينها مشاهد تمثيلية لجثث أطفال وصحفيين استشهدوا تحت قصف الاحتلال. وشهدت الساحة كذلك حرق الخرقة الصهيونية.

وختمت الوقفة بكلمة ألقاها الأستاذ مراد اشمارخ، باسم الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، أكد فيها أن المجازر ما كانت لترتكب لولا تواطؤ المجتمع الدولي ودعم الغرب المنافق، وخيانة الأنظمة العربية الرسمية. وأشاد المتحدث بتطور المقاومة الفلسطينية من الحجارة إلى الصواريخ التي تضرب عمق العدو، مؤكداً دعم الشعب المغربي لها بلا شروط.

وشدّد اشمارخ على أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن القضاء عليها، لأنها ليست مجرد مسألة سلاح، وإنما هي عقيدة وإيمان يسكن كل بيت فلسطيني، مشيراً إلى أن هذا الإيمان هو ما يجعلها صامدة رغم كل محاولات الكسر والتهجير والإبادة.

مدينة مراكش

وعرفت مدينة مراكش، مساء الأربعاء 13 غشت 2025، تنظيم مسيرة شعبية حاشدة استنكاراً لجريمة اغتيال الصحافيين الفلسطينيين ودعماً للمقاومة ورفضاً للتطبيع، بدعوة من الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع.

وتخللت المسيرة شعارات قوية وهتافات معبّرة، من بينها: “أنس نال الشهادة، بالإصرار والإرادة، وفلسطين ولادة، للصحفيين والقادة”، كما صدحت حناجر المشاركين بوصية الشهيد: “أوصيكم بفلسطين، أوصيكم بغزة وأطفالها المظلومين”.

وحمل المحتجون الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بجرائم الاحتلال، مؤكدين أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية كل أحرار العالم، وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً.

وشكلت هذه المسيرة محطة للتأكيد على الموقف الشعبي الثابت من التطبيع، ورفض كل أشكاله، باعتباره خيانة لدماء الشهداء وتفريطاً في المقدسات، وسط دعوات بمواصلة الحراك حتى إسقاطه.

مدينة وجدة

استجابة لنداء الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، نظمت ساكنة مدينة وجدة، مساء الأربعاء 13 غشت 2025، وقفة تنديدية بساحة الباب الغربي احتجاجاً على جريمة اغتيال الصحافيين الفلسطينيين على يد جيش الاحتلال الصهيوني، في جريمة وصفها المشاركون بالبشعة واللاإنسانية.

واعتبر المحتجون أن هذه المناسبة الأليمة فرصة لتذكير النظام المغربي المتمادِي في التطبيع برفض الشعب لهذا المسار، الذي يرونه مشاركة مباشرة في القتل والتجويع بحق الشعب الغزّي، إذا بقي في الضمير الرسمي شيء من الإنسانية.

وشهدت الوقفة تطويقاً أمنياً مكثفاً، للحيلولة دون تحولها إلى مسيرة شعبية غاضبة، لكن ذلك لم يمنع المشاركين من رفع شعارات قوية تفضح الاحتلال ومن يسانده أو يصمت عن جرائمه.

وفي ختام الوقفة، ألقى الدكتور محمد جعواني كلمة أبرز فيها دور الصحافة والكلمة الحرة في المسار التحرري، وأهمية تقدم العلماء الصفوف في النضال حتى إسقاط التطبيع، فيما دعا الأستاذ عبد الله الهلالي بالنصر والتمكين لأهل غزة، والرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للمصابين.