الإنسان في القرآن.. دراسة فلسفية مقارنة: كتاب جديد للدكتور أحمد بوعود

Cover Image for الإنسان في القرآن.. دراسة فلسفية مقارنة: كتاب جديد للدكتور أحمد بوعود
نشر بتاريخ

صدر قبل أيام قليلة ضمن منشورات الزمن بالرباط كتاب جديد للدكتور أحمد بوعود يحمل عنوان: “الإنسان في القرآن.. دراسة فلسفية مقارنة”.

يبدأ أستاذ الفلسفة الدكتور أحمد بوعود كتابه هذا باعتبار أن الإنسان محور الأديان السماوية كلها، بل إنه محور جميع المذاهب الفكرية والقوانين الوضعية، حيث اهتمت به غاية الاهتمام بغية إسعاده وتيسير سبل عيشه. والإنسان منذ أن ظهر على وجه الأرض وهو لا هم له سوى أن يكون مرتاحا مطمئن البال. إنه لا يكد ولا يتعب إلا من أجل هذه الراحة وتلك السعادة التي تتحدد من خلال علاقته بأفراد مجتمعه وتواصله مع جميع البشر.

ويؤكد أن القرآن الكريم، خاتم الكتب السماوية، أعطى للإنسان قيمة كبرى في خطابه، وذلك في مرحلتين: المرحلة المكية والمرحلة المدنية. والغاية من ذلك كله هو الوصول بالإنسان إلى مرتبة الكمال وسعادة الدارين، والتي تعني أن يكون الإنسان سعيدا مطمئنا في حياته الدنيوية وسعيدا سعادة أبدية في الآخرة.

من هنا كان القرآن الكريم يخاطب الإنسان، ويتنوع خطابه بتنوعه؛ مرة يخاطب الكافر، ومرة يخاطب المشرك، ومرة يخاطب المؤمن… وأحكام هذه الفئات معروفة ومقاصد الخطاب أيضا واضحة بشأنها. وإضافة إلى هذا وذاك، فإنه يخاطب عموم الإنسان بغض النظر عما يعتقده.

فما هي الدلالات التي يحملها خطاب أو حديث عن مطلق الإنسان؟ وكيف فهمت حقيقة الإنسان؟

هذه هي الأسئلة الرئيسة التي حاول الكاتب الإجابة عنها موظفا دربته في الكتابة التي تتميز بأسلوب سهل واضح ممتع يجذب القارئ ويحاوره.

ولا يزعم الباحث أنه أول من خاض غمار البحث في موضوع الإنسان من خلال القرآن الكريم، فإن هناك كتبا وبحوثا اهتمت بالموضوع، لكن يلاحظ عليها الدكتور أحمد بوعود:

أولا: أنها لم تتجاوز مقولات المفسرين القدامى وتأويلاتهم، ولم تعمل النقد لتأويلاتهم إلا في القليل النادر؛ حيث كانت المهمة تجميعية فقط لآراء المفسرين.

ثانيا: حصرت موضوعها في آراء المفسرين فقط، ولم تنفتح على باقي المجالات المعرفية الأخرى كالفلسفة وعلم الكلام إلا نادرا.

ثالثا: تحدثت عن الإنسان وفي وعيها الحديث عن المؤمن، ولم تبحث عن الإنسان النوع البشري.

رابعا: لم تنفتح على تصورات الفلسفة الغربية للإنسان.

من هنا، فإن الباحث يرمي إلى بحث مفهوم الإنسان في القرآن مع الأخذ بعين الاعتبار ما يلي:

أولا: اعتماد القضايا المذكورة في القرآن والمتعلقة بمطلق الإنسان بغض النظر عن عقيدته ودينه. وقد وردت هذه القضايا في القرآن المكي كما وردت في القرآن المدني، وإن كان أغلبها في القرآن المكي. وهذا له دلالاته.

ثانيا: فحص آراء المفسرين وبحث تأويلاتهم، والنظر في مدى ملاءمتها للواقع، والاجتهاد في تأويلات جديدة قدر الإمكان.

ثالثا: الانفتاح على مجالات معرفية أخرى (علم الكلام، الفلسفة، التصوف…) في دراسة قضايا الإنسان حتى تكتمل الرؤية والإحاطة بالموضوع من معظم زواياه.

لقد اعتمد الباحث خطة تبتدئ بحصر القضايا الموضحة لمفهوم الإنسان في مباحث، حيث سيتناول كل مبحث قضية كبرى من تلك القضايا.

بدأ البحث بمبحث تمهيدي حول مفهوم الإنسان في الفلسفة المعاصرة، حيث عرض نظرة الفلاسفة المعاصرين للإنسان. ورغم معاصرتهم، فقد تعددت رؤاهم وتنوعت، وذلك لتعقد اللغز الذي يحيط بالإنسان وصعوبة فكه. وهذا ما بينه هذا المبحث من خلال بحث رؤى كل من فلسفة الحياة، والفلسفة الوجودية، والفلسفة الشخصانية، والفلسفة الشخصانية الإسلامية. والغرض من هذا المبحث التمهيدي هو بيان وجه الأزمة التي يعرفها وضع الإنسان في الفلسفة المعاصرة.

إعداد: محمد سعيد الدياز