الإنسانية تَجمَعُنا

Cover Image for الإنسانية تَجمَعُنا
نشر بتاريخ

ذات أمل… كتبت بحبرها السري على أوراق الوطن:

ضع عنك عرقك ولونك وجنسك وأصلك وفصلك وشيعتك وبلدك و معتقدك و مرجعيتك، دع عنك كل ما يُفرّقنا، كل ما يمزقنا، وتعالى إلى ها هنا، نجتمع تحت مظلة الإنسانية، فالإنسانية تجمعنا.

ماذا يضيرك لو تجردت من كل شيء وأتيت نقيا تقيا بإنسانيتك؟ نحتكم لفضلها وخيرها وعدلها وصدقها وأمانتها وفطرتها، وعلى أسسها نقيم دولة الإنسان. ننحت معا ميثاقا للإنسانية ونبني عمرانا لها. نقرأ جميعنا، بالعين التي تجمعنا، الآيات الكونية و التاريخية ليتيسر ما تعسّر من ذي قبل، ونبني جسورا إلى غد آمن فوق هذه الأرض ونتخذ من الحوار والجدال بالتي هي أحسن منهجا خالدا ومن الإنجازات العملية مطمحا لنا.

تعالوا إلى كلمة سواء بيننا، يستجيب بعضنا لبعض ونتشارك في وضع دستور جديد لمسيرة حياة جديدة، تجتمع فيها الفضائل والمروءات على خدمة الإنسانية، ويُخزى فيها كل منافق دخيل على إنسانيتنا أو متلصص متاجر بها، فنلفظ ونرفض كل ما يهددنا بمخلبه ونابه. تعالوا إلى بساط يجمع شملنا ويلُمُّ شعثنا ويحقق عدلنا ويحفظ كرامتنا وحريتنا وأمننا ويُقوّي أمتنا… أمة الإنسان.

تعالوا نلتقي و نتعارف و نتواصل ونجتمع، فننجمع بذلك على الحق الذي لا يُضام معه أحد، ننجمع على إنسانية حقة محقة وصادقة صدوقة، تمحق كل باطل يتسلط و تقوم على كل سلطان يسطو.

تعالوا لنزرع شمسا في أرض قد شاخت من الظلام… تعالوا لنزرع أملا في قلب أعيته الآلام… تعالوا لنحيي ما مات، وننفخ روحا في أجسام الأفهام.

فتعالوا… قبل أن يطوف بأرضنا الطوفان، وتسقط الأوثان للأذقان، فيأتي مرغما ذاك الذي يوما أبى، أن يلبي النداء راغبا…