الأسرة لبنة الأساس في المجتمع

مؤسسة الأسرة هي من أسس بناء المجتمعات عبر التاريخ و قد اهتم بها مجموعة من العلماء و المفكرين كل من زاويته الخاصة، اختلفت الرؤى و النظرة الى هذه المنظومة وقد عرف العديد من علماء العلوم الإنسانية سواء علم الاجتماع، علم النفس أو علوم التربية…… الأسرة بالعديد من التعريفات .
عرفها كونت: أنها الخلية الأولى في جسم المجتمع و أنها النقطة الأولى التي يبدأ منها التطور و هي الوسط الطبيعي الذي يترعرع فيه الفرد.
عرفها جورج ميردوك: أنها جماعة اجتماعية يقيم أفرادها جميعا في مسكن مشترك و يتعاونون اقتصاديا و يتناسلون و هذه الجماعة تتكون من ذكر و انثى بينهم علاقة اجتماعية يقرها المجتمع.
عرفها لوك: أنها أشخاص يتحدون بروابط الزواج و الدم و يتفاعلون مع بعضهم البعض بأدوارهم المختصة كزوج و زوجة و أم و أب و أخ و أخت و ابنة الأمر الذي ينشئ لديهم تفافة مشتركة
عرّفها مالينو فسكي: مجموعة من الأشخاص تربطهم علاقة معينة تميزهم عن غيرهم من جماعات أخرى، يعيشون في منزل مشترك و يرتبطون بعواطف مشتركة.
أمام هذه التعريفات التي خصت بها العلوم الإنسانية المتخصصة الأسرة و التي اتفقت أنها وحدة أساسية في بناء المجتمع نجد أن الفكر المنهاجي للإمام المجدد المفكر و الأستاذ عبد السلام ياسين قد أعطى تعريفا أعمق و اشمل ووسع دائرة هذه المنظومة التي عرفت عبر التاريخ مجموعة من السيرورات و التحولات ، فالإمام و المربي عبد السلام ياسين قد جعل منها المحضن الأول للفرد توفر له السكن و الطمأنينة النفسية و أنها البيئة الطبيعية اللازمة لرعايته و تربيته ، و هي المدرسة الأولى التي ينشأ فيها الولد على القيم الإنسانية و الوجدانية و الأخلاقية و الروحية، و هي اهم خلية يتكون منها جسم المجتمع كما أنها ركيزة اساسية تقوم عليها الأمم و يسطر التاريخ مجده و حضارته عبرها ، و هي خط الدفاع الأول في المجتمع فنهضة الأمم بنهضة أسرها.
فالأسرة حاضنة للمعاني الأخلاقية و القيم النبيلة ، و هي مدرسة تخريج الأجيال الملتزمة بقيم أمتها و القادرة على الدفاع عن هاته القيم فهي المرشد الحقيقي و المرجع الأصيل لهم فاذا صلحت صلح المجتمع و اذا فسدت فسد المجتمع.
يقول الإمام المجدد عبد السلام ياسين في كتاب تنوير المؤمنات “الأسرة لبنة أساسية ، و الأسرة الصالحة أم صالحة و أب صالح و عمل صالح”. 
و يقول كذلك في نفس السياق “أقوى ما تستقوي به الأمة متانة بناء الأسرة”، فهنا شرط الصلاح والبناء يشكلان صرح متين لبناء هذه المنظومة داخل المجتمع فهما الرحى التي تدور عليها العملية التربوية .