الأستاذة نزهة الفيلالي، وكلمة باسم نساء العدل والإحسان في ذكرى أم الوفاء

Cover Image for الأستاذة نزهة الفيلالي، وكلمة باسم نساء العدل والإحسان في ذكرى أم الوفاء
نشر بتاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعل من عباده خاصة له فهم أولياؤه وصفوة خلقه. أكرمهم في الدنيا بمعرفته وذكره وكانوا شامة بين خلقه، والصلاة والسلام على من كان للورى نورا في دجى الليالي، وهديا في حوالك الأيام، وشرفا وعزا لأمته في سائر الأزمان.

الحضور الكرام، أسرة الإمام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

باسم نساء العدل والإحسان نرحب بالحضور الكرام وبالأسرة الشريفة صغيرها وكبيرها في الذكرى الأولى لوفاة السيدة الجليلة الفاضلة لالة خديجة المالكي زوج الإمام عبد السلام ياسين رحمهما الله.

ولئن كانت هذه الذكرى تثير في النفوس أحزانا، وفي القلوب أشجانا من ألم الفراق ولوعة البعد، إلا أنها تحيي معها معاني الأمومة الحانية التي كانت تتمتع بها لالة خديجة، أمومة بمعناها الحقيقي والمجازي الذي يجمع كل معاني الصبر والاحتضان والبذل والحب، لقد كانت رحمها الله قدوة في كل ذلك، قدوة في احتضان الدعوة وأبناء الدعوة ما ضيق مجال خصوصيتها في بيتها مع زوجها وأبنائها، قدوة في البذل من أجل الدعوة في زمن غلبت فيه الأنانية على النفوس والمادة على الروح والإمساك على العطاء، قدوة في الصبر، فكانت المحتسبة الصابرة عند كل ابتلاء، سندا بعد الله تعالى لزوجها الإمام، حامية لظهره لكي ينبعث لدعوته وهو آمن، ومع هذه الخصال الجليلة والعظيمة معنى ومبنى، أعطت لالة خديجة نموذجا لنفسها للوقوف في وجه الظلم والاستبداد بمشاركتها ونزولها للميدان دفاعا عن الحق ونصرة للمستضعفين.

لم تكن لالة خديجة لتتمتع بكل هذه الخصال لولا ذكرها لله عز وجل في الخلوات والجلوات ولولا قيامها بين يديه في الظلمات ولولا حبسها النفس عن الشهوات والملهيات، هكذا كانت وهكذا خبرناها لا نزكيها على الله تعالى، فاضت أنوار قلبها على جوارحها فكان الكلام الطيب والخلق الحسن والسعي لمرضاة الله، حسبها أنها كانت على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صوامة قوامة حريصة على الفرض والنفل.

حسبنا وأهلها ومن كُلموا بفقدها قول الله تعالى: وما عند الله خير وأبقى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدنيا سجن المؤمن وسَنَتُه، فإذا خرج من الدنيا فارق السجن والسَنَة”، لأن الموت كما يقول حِبُّها سيدي عبد السلام رحمه الله: الموت عند العارفين المحسنين الأولياء راحة، لأنها تخففهم من كثافة الجسم الترابي، فيصبح لقاء الله أقرب، يسبحون في الروحانية حتى يبعثهم الله تعالى).

فاللهم تغمدها بجميل عفوك وإحسانك وأسكنها فسيح جنانك مع الصفوة من عبادك من النبيئين والصديقين والشهداء وارزقنا وأهلها الصبر واجعلنا وإياهم ممن يصدقونك بالقول والفعل وإن عظم المصاب فلا نقول يا ربنا إلا الحمد لله.