شهد مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، مساء أمس الأحد 15 يونيو 2025، استقبالا حارا وعفويا للدكتور عبد الكبير الحسيني، عضو “التنسيقية المغربية أطباء من أجل فلسطين”، بعد عودته من مهمة إنسانية استثنائية في قطاع غزة، حيث قضى هناك 15 يوما من العمل الطبي المكثف وسط ظروف صعبة، مع العدوان المتواصل والحصار الخانق الذي يعاني منه القطاع.
لحظة وصول الدكتور الحسيني إلى أرض الوطن، قابلته الجموع بالترحاب والتقدير، وتفاعل الحاضرون في المطار عفويا بمجرد التعرف عليه، معبرين عن فخرهم بهذا النموذج المشرف من الأطباء المغاربة الذين حملوا واجبهم المهني والإنساني إلى قلب الجراح في غزة.
وخلال مقامه في القطاع، اشتغل الدكتور الحسيني بمستشفيات متعددة من أبرزها مستشفى ناصر ومستشفى الأمل ومستشفى شهداء الأقصى، حيث قدم خدماته في الإنعاش والتخدير للمصابين والجرحى، وشارك في جهود علاج المدنيين الذين طالتهم آلة الحرب. وقد عرف عنه تفانيه في العمل واستعداده الكامل لخدمة أهالي غزة بكل ما أوتي من علم وخبرة.
ولم تقتصر مساهمته على الميدان العلاجي، بل قام بالتبرع بالدم في إحدى مستشفيات القطاع، في خطوة رمزية تجسد التلاحم الإنساني والأخوي بين الشعب المغربي وأشقائه في فلسطين.
يذكر أن الدكتور عبد الكبير الحسيني هو العضو السابع من “التنسيقية المغربية أطباء من أجل فلسطين” الذي يتمكن من دخول قطاع غزة منذ اندلاع العدوان، وفق ما أفادت به التنسيقية في صفحتها الرسمية بفيسبوك، وهي سابقة تحسب لهذه المبادرة الطبية المغربية التي ما فتئت تسعى إلى كسر الحصار والمساهمة الفعلية في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، من خلال إرسال كفاءات طبية متخصصة وملتزمة.
وقد بعث الدكتور الحسيني، خلال مقامه في غزة، رسائل طمأنة وسلام وتهنئة العيد إلى أهله وإلى الشعب المغربي من قلب مستشفى شهداء الأقصى، نشرتها الصفحة الرسمية للتنسيقية، وهي رسائل تحمل إصراره على مواصلة أداء مهمته الإنسانية رغم الظروف القاسية.
وتندرج هذه الزيارة ضمن سياق وطني مدني وشعبي لمساندة القضية الفلسطينية، كما أنها تعكس استعداد الطواقم الطبية المغربية للمساهمة كلما توفرت السبل، في الدفاع عن الحياة والكرامة في وجه آلة الدمار.