احتفاء بالجنس الرقيق

Cover Image for احتفاء بالجنس الرقيق
نشر بتاريخ

فجأة هبت الجمعيات و المجلات و حتى القنوات و المواقع من سبات عميق.

نفس الكلام، نفس البرامج، نفس الوجوه عادت في الموعد للزعيق.

لإسكات أنات و تجديد جرعة المخدر بالكلام المعسول و المظهر الأنيق.

حلوا علينا ضيوفا، وفاجأونا بورود حمراء، أهديت إلينا لنشم عبق الرحيق.

شكرتهم و ابتسمت كطفلة فرحت بلوح الشكلاطة، حتى تهدأ و تغط في نوم عميق.

ما إن بدأوا بالكلام، حتى سافر فكري إلى ركن سحيق.

يا ترى، ما حالك سيدتي في قطب لا أستطيع الوصول إليه إلا إن قذفوني بالمنجنيق؟

أم كيف حال أخرى شوهت يدها، فما وجدت دواء عندما شب في مطبخها الحريق؟

و هل أخذت أخرى حقها من إرث اغتصبه أخوها الشقيق؟

وكيف هو إحساس المهانة تتجرعه من اُسْتُغِلَّت سلعة لقوامها الرشيق؟

و تلك أرملة، وأخرى مطلقة، خرجت فجرا بحثا عن لقمة عيش لأطفال حرموا الأب الشفيق!!

وأخرى وأخرى وأخرى… مجلدات بمآسيهن إن أحصيناها قد تضيق.

فجأة، استفقت من غفوتي- التي سافرت فيها بعيدا-على موجة من التصفيق.

ألقيت نظرة في وجوه الحاضرات أتفحصها، فإذا هي شاحبة غاب عنها البريق.

يعانين من دوار سفر حلق بهن بعيدا عن واقعهن الحقيق.

و أصبن بالغثيان من كثرة التزييف للحقائق و التزويق.

أكملت الجوقة المعهودة سنفونيتها؛

ومر عيد الحريم المُمَجِّدِ للجنس الرقيق.

غادر الحضور المكان، والموعد العام المقبل فهو ملزم بالمواثيق.

وعادت كل واحدة لبيتها تزيل عن وجهها بقايا المساحيق.

عادت لتصارع وتكابد حتى تستنقذ واقعها الغريق.

ما هكذا تورد الإبل!! كفانا قرونا من التلفيق.

فالأمر جامع، إن لم تحرر المرأة إرادتها،

وتساهم بقوة لإعادة الريادة لأمتها.

فلن يُرْفَع قدرهاَ من الهُوي السحيق.