إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين

Cover Image for إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين
نشر بتاريخ

اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا).

ردة فعل الأعرابي الذي لمس الرحمة المحمدية ورفقه صلى الله عليه وسلم من فعله المشين في المسجد النبوي وفي الحضرة المحمدية.. لما احتج الصحابة الكرام ومنهم من احتقن ومنهم من أزبد وأرعد.. وهي ردة فعل صادقة وغيرة على الإساءة لجناب النبي الكريم الرحمة المهداة أن يتبول الأعرابي في المسجد وبين يدي أعظم وأشرف خلق الله.. بل منهم من نهض ليقتله لولا أن سمعوا همسة الحبيب المربي الرفيق المعلم للإنسان والإنسانية جمعاء لما لا وهو الذي بعث متمما لمكارم الأخلاق، أخلاق الإنسانية جمعاء.. همسة المبعوث رحمة للعالمين: (لا تزرموه) اتركوه يكمل (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) فلما فرغ الأعرابي من بوله، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصب على بوله سجل من ماء، يعني: دلوا أطفأ به غضب الصحابة وأذهب به الأذى وحقن به دم الغافل الجاهل الذي سبق جهله علمه بمقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فلما عرف لزم واعترف في آنه وأوانه بالرحمة المهداة.. سيد الخلق أجمعين.. الرحمة والرفق التي كلما وجدت في شيء زانته أو نزعت من شيء شانته.. الرحمة المشتقة من اسم من أسماء الله الرحمان الرحيم بعباده الذين يعصونه صباح مساء فيرجوا رجوعهم إليه بل يفرح بهذا الرجوع.. ويدعونا ويحرضنا للتحلي بصفة الرحمان في قوله تعالى: وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. فيبقى السؤال كيف نعرف الإنسانية بهذه الرحمة والرفق وعظمة نبيها وتعود الى بارئها.. وتحترم نبيها وكتابها ومسجدها ومن ثم صحابتها ليعم دعاء الأعرابي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ارحمني ونبيي وارحم معنا صحابته الكرام وكل خلقك المؤمن والعاصي والجاحد والكافر وكل من فيه نفخة من روح رب العالمين.