إعلامية من صنع الربيع العربي

Cover Image for إعلامية من صنع الربيع العربي
نشر بتاريخ

إعلامية من صنع الربيع العربي

غالية بوزعكوك فتاة ليبية لم تكن لها قبيل الثورة اهتمامات خارجة عن إطار دراستها، لم تجرؤ يوما على التمرد على النمط الرسمي الذي رسم لها ولغيرها من “الرعايا” صورة المواطِنة الصالحة الوديعة والمستكينة بين يدي الراعي الذي لا يرينا إلا ما يرى ولا يهدينا إلا سبيل الرشاد، جدت في دراستها فالتحقت بالمعهد الطبي، لكن مجيء الثورة غير مجرى حياتها وجعل منها أبرز إعلامية في ليبيا في ظرف وجيز لا يتعدى السنة الواحدة لتصطف مع الاعلاميين المحترفين ذوي الخبرة العالية، قدمت برامج أكبر من سنها منها: “من بنغازي” وصفحات من “الثورة”، “مطروح للنقاش” و”أخبار ليبيا اليوم” …الخ وحاورت أبرز السياسيين والمثقفين، ما لم يتمكن منه العديد من المحترفين في مجال الاعلام، رغم كونها لم تخضع لأي تكوين أكاديمي. ما المثير في تجربة غالية بوزعكوك؟

تقول غالية في معرض حوار أجرته معها جريدة نون الالكترونية، إن المحفز الأساسي لاهتمامها بالإعلام هو نصرة الثورة الليبية ونقل الحقيقة بالصوت والصورة الى العالم الخارجي، وأن طموحها هو أن تضيف شيئا للإعلام وأن تكون قدوة لكل إعلامية محجبة وأن تثبت للعالم بأن حجاب المرأة لا يعيق أبدا عمل المرأة في الاعلام أو في غيره من المهن.

لعل ما يثير الانتباه في أمر هذه الشابة هو تهممها وهي في مقتبل العمر بقضية بلدها ومناصرته واعتبار ذلك بداية الوعي بقضايا أمتها وهي التي لم يسبق لها الانخراط في أية هيئة وأي تنظيم بسبب الاستبداد، كما جاء على لسانها، ولأن النظام المستبد لم يعر أبدا أي اهتمام للمرأة.

لقد انبعثت غالية من تحت ركام الاهمال والتسطيح والتهميش لتعطي دليلا ملموسا على أن الارتباط بهم الأمة مرهم فعال لصقل الشخصية ونحت ثناياها ببراعة منقطعة النظير، ولتبعث الحياة في أجيال أريد لها أن تعيش مطأطئة الرأس كسيرة الإرادة لا رأي لها في الحياة ولا هم غير هم اللقمة وتأمين الوظيفة, ولتعطي للمرأة المسلمة في زماننا ومكاننا وسيلة إيضاح حية، مفادها أن التخلي عن العفة والأخلاق لم يكن يوما شرطا لتحقيق النجاح في الحياة المهنية وغيرها، ولم يكن أبدا عائقا لتحقيق الطموحات المشروعة، اللهم عند النفوس المريضة أو الضعيفة التي لا تثبت عند امتحان. فلتحيى غالية ومعها كل الغوالي اللواتي تفتخر بهممهن أمة الاسلام وتنتظرهن الكوامل من النساء حين يردن الحوض على رسول الله صلى الله عليه وسلم كريمات على المولى عز وجل غير خزايا ولا مهينات.