قال الأستاذ الدكتور عبد العلي المسؤول إن أيام العشر من ذي الحجة هي أيام فاضلة يضاعف العمل فيها، مردفا أنه يستحب لنا مع أسرنا أن نجتهد فيها في العبادة لما روي عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب من هذه الأيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء” وهو حديث حسن صحيح.
وفي حديث آخر “ما من أيام أحب إلى الله عز وجل أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم فيها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر” هذا الحديث اخرجه الإمام الترمذي.
ومن ثم -يقول المتحدث- فإن هذه العشر الأوائل من ذي الحجة يحسن للواحد فيها رجالا ونساء وأطفالا أن يجتهدوا في العبادة، ومن أهم العبادات التي ينبغي الاجتهاد فيها، صيام هذه الأيام إذ يستحب صيام هذه العشر وهي من اليوم الأول إلى اليوم التاسع لأن اليوم العاشر يوم العيد لا يصام.
وتابع موضحا أن صيام هذه العشر فيه فضل كبير، لما روي أن صيام يوم منها يعدل صيام شهر وروي أن صيام يوم منها يعدل سنة وفي قوله تعالى: وليال عشر قيل إنها عشر ذي الحجة، وفي قوله تعالى: وشاهد ومشهود قالوا الشاهد هو يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة.
فيحسن بناء أن نجتهد في العبادة، وذلك مطلوب من الرجال والنساء على السواء، لأن النساء شقائق الرجال في الأحكام إلا ما استثني، وأطفالنا يجب ان نتدرج بهم ويمكن لهم أن يصوموا معنا يوم عرفة كما جاء في الحديث النبوي الشريف، ومن استطاع أن يصوم أكثر فله ذلك.
لا بد أن أشير إلى مسالة لها علاقة بصوم يوم عرفة مع اليوم التاسع من ذي الحجة، لأنه في بعض الأحيان يوم عرفة يوافق يوم التاسع نظرا لاختلاف المطالع، فإن وافق يوم عرفة التاسع من ذي الحجة عندنا يكون المتطوع بالصيام قد صام تسعا من ذي الحجة كما جاء في الحديث، إذا اتفقت المطالع في العالم الإسلامي واتفق على بداية شهر ذي الحجة فيكون اليوم التاسع هو يوم عرفة ولا إشكال في ذلك.
لكن ان اختلفت المطالع -يقول المسئول- وحصل أن نال يوم عرفة اليوم الثامن عندنا فماذا نفعل؟ “أقول نصوم اليوم التاسع من ذي الحجة، فإن صمنا ثمانية أيام، واليوم التاسع الذي يصادف يوم النحر عند من سبقنا بيوم، نكون قد صمنا ثمانية أيام ولم نصم تسعة أيام.” ومن يعترض بكون هذا اليوم هو يوم النحر، نقول لهم “هذا يوم النحر عندهم ويوم نحرنا في اليوم الذي يليه”.
وأشار المسئول إلى أنه لا حرج في صيام اليوم التاسع ولو وافق يوم النحر عندهم، بل إن في ذلك جمعا بين الأدلة، كما في حديث هنيدة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسعة ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر والإثنين والخميس. وهذا اليوم ليس يوم عيد كما يتعلل بذلك الناس.