أُمٌّ لأُمَّة

Cover Image for أُمٌّ لأُمَّة
نشر بتاريخ

جِراحُ الرُّوح ليس لها دَواءُ

ولا يَشْفي مَرارَتَها العَزاء
وتَسألُني أخي كفا لِدَمْعي

ودَمْعُ العَيْن في البَلْوى شِفاء
ولَمْ تَسْمَعْ لآلامي نُواحاً

وهل يُجدي إذا نَزَل القضاء؟!
صَبَرْنا بل رَضينا بل شَكَرْنا

وربُّ الخَلْق يفعل ما يشاء
أَرَدْنا دَفْنَ جُثْمانٍ فهاجَتْ

مِن الأعداء رغْواتٌ جُفاء
أَرادوا للفقيدة لَحْدَ بُعْد

وقُرْب عظيمِها يحلو الثَّواء
ضُرِبْنا وانتُهِرْنا ما رجَعْنا

ولا رجَعوا ولله البقاء
دخَلْنا فاتحين وذلَّ قوم

ثقافتهم عِصيٌّ واعتداء
خديجةُ مَن بَنَت، آوَت ورَبَّت

بَدَت بِئراً حوالَيْه الدِّلاءُ
لها بالدّوحة الفُضلى صِلاتٌ

مِن الشّرفاء يُنتَظَر السّخاء
ونرجو الخيرَ نلتَمِس المَعالي

ويأتي العَزمُ يُكتَسَب المَضاءُ
ومَن تكُ زوج خلٍّ مِثْل خِلّي

فصُحبَتُها استِواءٌ وارتقاء
هي الأولى التِحاقاً بعد فَقْدٍ

كما بالمُصطَفى التحَق الوَفاءُ
بَتُولٌ شِبْهُ والِدِها خِلالاً

وأنتِ خديجةٌ شَبَهٌ سواءُ
بِمَن أمسى أباً، خِلاًّ وزوجاً

على قَدْرِ الأُسى يأتي الرّجاءُ
بكينا أُمَّنا مثل اليتامى

وبعضُ الدمع تغبطه الدِّماء
براءةُ طفلة في وجه أُمٍّ

معينُ الصبرِّ موئِلُهُ الدُّعاء
وطيبةُ نَخْلَةٍ ثَبَتَت أصولا

وفرعُ الدوحةِ الفُضلى سماء
لها أُكلٌ شَهِيّ كلّ حين

وليس كمثل ثمرتها غِدَاء
فمِنْ رَحِمٍ لها سمْحُ السجايا

فتى كالبدر شيمتُه الصفاء
وآسِيَة تجودُ بكلّ غال

ولا شكرٌ يُرادُ ولا جزاء
ومريمُ مَن سَمَت علما وحلما

مَضاءٌ ليس يحجُبه الحياء
ربائبُها نَمَوا في دِفء حُضنٍ

فنالوا مِن رِضاها واستفاءوا
وليس كنديةٍ في الحزم أُنثى

بها تزهو وتفتخر النساء
وليس كخالد في العُسر يُسرًا

حكيم لا يُساوِرُه المِراءُ
وأما كاملٌ زينُ الأسامي

فعينُ الصدق ميزتُهُ الوفاءُ
وللأصهار ما ترجو وتشهى

من الأفضالِ يعلوها الفداءُ
وللفُضلى مِن الأخيار نسلٌ

كريم مِن أَحِبَّتِها كِفاء
جنازتها أتَتْ بهمُ سِراعا

فلبَّوا لم يُثبِّطهم عِداء
إلى أن أودعوها قبرَ قُربٍ

وبان الحق وانكشف الغِطاء
فقيدَتُنا إلى عِزٍّ ونصرٍ

و”شِرَّتُهم” أطاح بها الغباء
ولم يكُ دفنها إلا جهادا

ومكر السُّوء حاق بمن أساؤوا
صلاتي والسلامُ على نبي

شفاعته لأمتهِ رجاء
وللآلِ الكرام وخيرِ صحب

همُ السُّلوى إذا حَزَبَ البلاءُ