أَنِينُ الرُّوحِ

Cover Image for أَنِينُ الرُّوحِ
نشر بتاريخ

أَيَا مَنْ هَيَّجَ الذِّكْرَى رُوَيْدَا

تَرَفَّقْ لاَ تُعِرْ لِلْوَجْدِ زَنْدَا
فَجَعْتَ الْعُمْرَ حِينَ سَلَخْتَ حَوْلاً

مِنَ الدَّهْرِ الَّذِي لَمْ يَأْلُ هَدَّا
فَقُلْ لِي كَيْفَ قَدَّرْتَ اللَّيَالِي

وَكَيْفَ أَصَبْتَ أَنْتَ لَهُنَّ عَدَّا
وَهُنَّ الْجَاثِمَاتُ عَلَى فُؤَادِي

كَمَيْتٍ أُودِعَتْ جَنْبَاهُ لَحْدَا
عَلِقْنَ بِمُقْلَتِي يُسْهِرْنَ طَرْفِي

كَمَا اتَّخَذَ الْوَلِيدُ الْفَرْشَ مَهْدَا
وَتَأْبَيْنَ التَّصَرُّمَ فِي زَمَانٍ

كَأَنَّ بِخُلْقِهِ فِيهِنَّ زُهْدَا
إِذَا يُسْلِيكَ تَذْكَارٌ لِحِينٍ

فَعَنْ هَذَا السُّلُوِّ صَرَمْتُ وُدَّا
وَمَنْ أَلِفَ الْحَنِينَ كَلَمْحِ بَرْقٍ

فَقَدْ صَعَّرْتُ للِتَّحْنَانِ خَدَّا
إِلَى عَبْدِ السَّلاَمِ شَدَدْتُ رَحْلِي

وَعَنِّي نَحْوَهُ قَدْ زِدْتُ بُعْدَا
فَحِبِّي مُعْتِقِي يَفْتَكُّ أَسْرِي

وَلَسْتُ بِدُونِهِ أُعْتَدُّ فَرْدَا
وَمَا لِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَاهُ ظِلٌّ

وَلاَ بَعْدَ الْفِرَاقِ دَرَيْتُ بَعْدَا
أَنِينُ الرُّوحِ فِي النَّجْوَى مُكِبٌّ

يُجِدُّ السَّيْرَ نَحْوَ الْحِبِّ جِدَّا
وَعَنْ لُقْيَاهُ لاَ يَلْوِي بِحَالٍ

كَمَا نَفَذَ الشِّهابُ يُرِيدُ قَصْدَا
عَلَى حَزْمٍ إِلَى الأُخْرَى مُقِيمٌ

وَيُنْشِدُ فِي يَرَاعِ الْحُبِّ عَهْدَا
وَيَسْقِي النَّشْءَ رِيّاً مِنْ وَفَاءٍ

لِمُشْتَارٍ أَنَالَ الْقَرْنَ شَهْدَا
وَأَحْيَى للِشَّهَامَةِ دَوْحَ فَخْرٍ

وَلَمْ يُلْمَحْ لِغَيْرِ اللهِ عَبْدَا
وَعَلَّمَنَا انْتِزَاعَ الْحَقِّ غَصْباً

وَفَارَقَ وَهْدَنَا وَارْتَادَ نَجْدَا
وَأَسْكَنَ حُبَّ مَوْلاَنَا قُلُوباً

تَظَلُّ نَهَارَهَا للِدّينِ جُنْدَا
وَتَهْجَعُ لَيْلَهَا نَزْراً قَلِيلاً

وَفِي أَسْحَارِهَا تَزْدَانُ رُشْدَا
سَلاَمُ اللهِ حِيناً إِثْرَ حِينٍ

عَلَى يَاسِينَ فِي الأَزْمَانِ طَرْدَا
سَلاَمُ اللهِ مَا خَرَّتْ عُرُوشٌ

وَمَاسَتْ أَلْسُنٌ بِالذِّكْرِ وِرْدَا