أَبْكِيكِ بِقَصْدٍ وَبِنِيَّهْ
يَا دُرَّةَ عُمْرٍ مَنْسِيَّهْ
كَمْ هَلَّ عَلَيْنَا كَهِلاَلٍ
لَمْعٌ بِسَمَاكِ الْعُلْوِيَّهْ
أَوْحَيْتِ إِلَيْنَا بِجَلاَءٍ
آيَاتِ الْقَدْرِ الْقُدُسِيَّهْ
وَمَدَدْتِ حِبَالاً كَيْ نَسْمُو
وَأَكُفّاً صُبْحاً وَعَشِيَّهْ
فَتَلَكَّأَ مِنَّا كُلُّ فَتىً
وَتَدَثَّرَ جُبْناً بِرَوِيَّهْ
فَكَتَبْتِ بِحَرْفٍ يَقْرَأُهُ
أَبْنَاءُ تُرَابِ الْبَرِّيَّهْ
أَمْسِكْ عَنْ كَبٍّ فِي رَعْيٍ
فَالرَّعْيُ بِكَبٍّ دُونِيَّهْ
أَشْهِرْ إِقْدَامَكَ فِي وَعْيٍ
قُلْ أَشْهَدُ أَنَّ الْحُرِّيَّهْ
طَلَّقْتُ سِوَاهَا فِي دِينِي
وَلَهَا أَسْرَارِي الْخُلْدِيَّهْ
وَإِذَا انْقَضُّوا جَمْعاً لُبَداً
فَاصْدَعْ بِسِلاَحِ الأَبَدِيَّهْ
قُلْ إِنِّي عَبْدٌ لإِلَهٍ
لاَ يَقْبَلُ شِرْكَ النِّدِّيَّهْ
وَبَرَانَا طُرّاً مِنْ حَمَأٍ
حَتَّى لاَ تَطْغَى الذُّرِّيَّهْ
أَيَكُونُ إِلَهٌ مِنْ طِينٍ
أَوَ يُعْبَدُ نَتْنُ السُّفْلِيَّهْ؟
اَلْخَلْقُ بَدَاءً أَحْرَارٌ
يَا مَنْ يُحْصِيهِمْ مِلْكِيَّهْ
لَوْ أَنَّ الدِّينَ بِذَا يَرْضَى
فِي الآيِ الزَّهْرَا الْمَكِّيَّهْ
لَتَلَقَّفَ مِنْهُ أَبُو جَهْلٍ
فِي مَكَّةَ أَشْهَى أُمْنِيَّهْ
وَلِهَذَا اسْتَكْبَرَ عَنْ عِلْمٍ
أَنْ يَشْهَدَ أَنَّ الْحُرِّيَّهْ