أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلال (قصيدة شعرية)

Cover Image for أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلال (قصيدة شعرية)
نشر بتاريخ

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه

أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلال 

توطئة

قَصيدةٌ وافِرةٌ للأسقام والآلام في بَديعِ الانتِظار والانكِسار وأَضْغاثِ الأحلام تُؤَرِّخُ لِجَسَدٍ مُمَدَّدٍ على نَعْشِ الاستِقالة مِن كُلِّ جَهْدٍ وَوِرْدٍ، ولا يَأْسو الجِراحَ إِلاّ رَواحِل مِن أَنامٍ تعَهَّدَتِ العَليلَ بالمُواساة وطيبِ الكلام وحُسن الاهتمام، إليهم شُكري وعُذري، وإلى الله أَشْكو بَثِّي وحُزْني وقَهْري، وأسأله أن يَجْعَلَ هذا القَدَر ممّا يُرْفَعُ به قَدْري، ويُطَهِّرُني مِن سَقَمي ووِزْري أَواخِرَ عُمْري. والصّلاة والسّلام على مَن لَو صَلَّيْتُ وسَلَّمْتُ كُلَّ دَهْري ما وَفَّيْتُ نَزْرَ النَّزْرِ. والحمد لله أَوَّلَ أَمْري وآخِرَ أَمْري.

أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلالُ .. وأَذِّنْ للفَريضَةِ قُل تَعالوا

فَحَيَّ على الصَّلاةِ لَها رَنينٌ .. يُشَنِّفُ سَمْعَنا تَحْدو النِّعال

وحَيَّ على الفَلاحِ بِها أَنينٌ .. وَقَدْ سَمِعَ الجُفاةُ ولَمْ يُبالوا

فَهَل تَكبيرُنا المولى هُراءٌ .. وإِشْهادٌ يُكَذِّبُهُ الفِعال؟!

أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلالُ .. أَذانُكَ سيّدي عَذْبٌ زُلال

وسُقْيا مِن صَدى تَشْفي غَليلاً .. وهل يَشْفي غَليلَ المَرْءِ آل[1]؟!

بِتَكْبيرٍ وتَهْليلٍ أَعِنّا .. على نَفْسٍ يُراوِدُها ابْتِذالُ

فَتَسْهو عَن صَلاةٍ بالدَّواهي .. وَأَغْلَبُ شُغْلِها قيلٌ وقال

وَعاجِلُ ما تَناقَلَهُ البَرايا .. فُتونٌ مُهْلِكاتٌ واقْتِتال

وأُكْرَنْيا ورُسْيا في ضَروسٍ .. وهَل تأتي بِما يُسْلي سِجال؟!

تَخَطَّفُنا قَناةٌ مِن قَناةٍ .. وأَصْدَقُها جِدالٌ واحْتِمال

وبالتَّطْبيعِ بانَتْ واستَبانَتْ .. سَبيلُ المجرِمين ومَن أَحَالوا

شُعوبَهُم مَشاعاً للمَخازي .. وهل يُرْجى مِنَ الأَطْغى وِصال؟!

أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلالُ .. فَإِنَّ لَها مَعَ الصَّبْرِ اكْتِمال

صَلاَةُ المَرْءِ تُورِثُهُ ارْتِياحاً .. وفي الصَّبْرِ ارتِضاءٌ واتِّكال

وإِنَّ لَنا بِها أَمْراً ونَهْياً .. فَأَمْرُكَ بالصَّلاةِ لَهُ مِثال

مِنَ الرُّسْلِ الكِرامِ وجَلَّ أَمْرٌ .. بِخَيْرِ الخَلْقِ كانَ لَكَ امتِثال

وأَمّا النَّهْيُ عَن فَحْشاءَ جاءَت .. بِهِ الآياتُ أَصْدَقُ ما يُقال

أَرِحْنا فاسْتِخارَتُنا وِجاءٌ .. مِنَ الخَيْباتِ ما استَعْصى مَنال

إذا التَّفويضُ كانَ لَنا رِكاباً .. فَلا أَزْرى بِحاجَتِنا مُحال

أَرِحْنا في الدُّجى بِصَلاةِ وِتْرٍ .. لِسَجْدَتِهِ افْتِقارٌ وابْتِهال

دُعاءٌ رابِطٌ يَصِلُ التَّوالي .. بِمَن سَبَقوا  ويا نِعْمَ الرِّجال

بِذِكْرِهِم مِنَ الرَّحَماتِ يَهمي .. عَلَيْنا وابِلٌ يُشْفَى المِحال

أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلالُ .. فَإنَّ هُمومَنا كُثَلٌ ثِقال

يَخِفُّ القَلْبُ إِن سَمِعَ المُنادي .. ويَنْشَطُ لا يُكَبِّلُهُ عِقال

فَمَن عَنْها سَها اجْتَرَحَ الخَطايا .. ومَن فيها تَجَنَّبَهُ الكَمال

بِلالِيَةٌ صَلاةُ الطُّهْرِ فَوْراً .. عَنِ الحَدَثِ انْعِتاقٌ واغْتِسال

وأُخْرى تَوْبَةٌ مِن رِجْسِ ذَنْبٍ .. بِهاتَيْن ارتَقى سَبْقاً بِلال

أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلالُ .. لِبَيْتِ الله فَلْيَمْضِ الرِّحال

هُناكَ قُلوبُنا عَلِقَتْ وتاقَت .. لأفْضَل مَوْضِعٍ مِنّا الظِّلال

وفي الجُمَعِ ارتِقاءٌ والتِقاء .. وفي الأَعيادِ وَصْلٌ وانتِقال

مِنَ العاداتِ هَدْراً وامْتِهاناً .. وللأَحْبابِ في كُلٍّ زُيال

سَكينَتُهُم تُعَبِّرُ عَن جَلالٍ .. وزينتُهُم يُجَلّيها الجَمال

نِداءٌ خالِصٌ مِن قَلْبِ عَبْدٍ .. يُكَبِّرُ والخَلائِقُ لَها اهْتِبال

صُفوفٌ رَصَّها حُبٌّ ورِفْقٌ .. وبَعْدَ إقامةٍ ذِكْرٌ صِقال

وقَدْ أَمَّ الصُّفوفَ جميلُ سَمْتٍ .. تِلاوتُهُ تُزَيِّنُها حِبال

وغَيْرُ الوَحْيِ لا يَقْفو مَقالاً .. وسُنَّةُ أَحْمَدٍ فِعْلٌ وحَال

فإن خَطِئَ المَقالَ نَهَوا بِرِفْقٍ .. وإنْ خَطِئَ الفِعالَ فلا يُغال

يُنَبِّهُهُ قَريبٌ مُسْتَنيرٌ .. فإِن عَظُمَت  مَصائِبُهُ أَقالوا

أَلا إنَّ الصّلاةَ لَها رُموزٌ .. تَبَدَّتْ للأُسى يَسْهو الحُثال

تُدَبِّرُ شَأْنَنا حُكْماً وعَدْلاً .. فلا يَبْقى لِطاغِيةٍ مَجال

وللإحسانِ مِن هِمَمٍ صَلاةٌ .. رُكَيْعاتٌ مُطَمْئِنَةٌ طِوال

بِناصِيةٍ يَتِمُّ القَرْعُ هَوْناً .. قَريبٌ للقَريبِ لَهُ سُؤال

أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلالُ .. وكم بِسُجودِنا حُسِمَ النِّزال؟!

بِذا الفاروقُ رَبّى الصَّحْبَ حَقّاً .. وخَيْرُ قُرونِنا صالوا وجالوا

إلى أَن جاء مُسْلِمَةٌ أَضاعوا .. صلاتَهُمُ فَعَمَّهُمُ الخَبال

فآخِرُ عُرْوَةٍ نُقِضَتْ صَلاةٌ .. غَدَتْ ثِقْلاً على الحَمْقى يُشال

وإلاّ فالكثيرُ بِلا حِسابٍ .. عَفا عنها ألا بِئْسَ الضَّلال

أَرِحْنا بالصَّلاةِ أَيا بِلالُ .. صَلاةَ مُوَدِّعٍ قَرُبَ الزَّوال

مِنَ المَشْفى البَديعِ صَنيعَ فاسٍ .. جِراحاتٌ وأَيّامٌ طِوال

وليسَ يُخَفِّفُ البَلوى عَزاءٌ .. سِوى هِمَمٌ رَواحِلُ لا جِمال

إِلَيْهِم أَبْعَثُ الشُّكْرَ امْتِناناً .. وأَرجو أن يُحالِفَني المآل

فَاَلقاهُمُ كما أَلقى حَبيبي .. فَيَهْنا القَلْبُ يَكْتَمِل النَّوال

إلى الهادي صلاتي واشتِياقي .. وقَد وافى مِنَ الغالي هِلال

فَهَلَّ مِنَ الفُؤادِ بشيرُ سَعْدٍ .. وسَرْبَلَهُ انْشِراحٌ واحْتِفال

صلاتي والسَّلامُ علَيْكَ طه .. وقَد أَوْهى صَبابَاتِي الهُزال

فما أَبقى ولَو أَبقى قليلاً .. فما تُبْقي الصَّوارِمُ والنِّبال

فِداكَ أَبي وأُمّي والأهالي .. فِداكَ ذَوو القَرابَةِ والعِيال

ولا بَقِيَتْ لهذا العَبْدِ دُنْيا .. ولا جاهٌ وسُلْطانٌ ومال

وكُلٌّ غَيْرَ مَن أَحياكَ فانٍ .. ولا يَبْقى سِوى مَن لا تَخال

ذ. منير ركراكي

مصحّة البديع

فاس 2 رمضان 1443ه

الموافق 4 أبريل   2022 م

قصيدة تأخّرَت عن موعد حملة  “راحتي في صلاتي” بسبب ظروف صحية قاهرة.



[1] – الآل: السّراب.