أيها الواقف هناك.. اركب معنا

Cover Image for أيها الواقف هناك.. اركب معنا
نشر بتاريخ

سلاما للذين بذلوا وصدقوا واستقاموا وما استكانوا ..

سلاما للذين ثبتوا وما بدّلوا..

سلاما لمن خط منهاج “العدل والإحسان” على درب النبوة وما كلّ ولا مل وهو يصنع الرجال والنساء ويدافع الطغيان..

لمن مُزجت كلماته بروحه، فجمع شعب الإيمان في خصال عشر، هي مجموع المؤمن وحظه من الدنيا والدين..

أولها؛ صحبة وجماعة تحملك وتحمل عنك وتسلك بك نحو همم العارفين..

وثانيها؛ ذكر يرتقي بك في معراج السالكين. فعل أمر يتضمن شرطا “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ”. خوذة المؤمنين وسيف المتقين ذكر دائم وكثير..

وثالثها؛ صدق ينفي عنك كدر الدنيا، يجردك من أنانيتك، ويهديك قصد السبيل، وينفي عنك شبهة المنافقين..

ورابعها؛ بذل للغالي والنفيس.. جهد ووقت ومال.. بما يقتضي العطاء لله وفي الله، واسترخاص للمهج فيه سبحانه وتعالى..

وخامسها؛ علم ينير الطريق ويعلو بك عن مدارك الجهل وسفاسف الأمور، لتهتم بمعاليها ..علم بالله وبنبيه وعلم بالدنيا..

وسادسها؛ عمل تسعى به نحو رزقك.. وعمل بما تعلمت وعلمت.. وعمل في الدعوة إليه سبحانه وخدمة الأمة..

وسابعها؛ سمت يميزك ويضفي عليك وقار المؤمنين ونور المتقين ظاهرا وباطنا..

وثامنها؛ تؤدة تدفع عنك رعونة السلوك.. وسوء الخلق.. ونزق الطائشين..

وتاسعها؛ اقتصاد تسمو به بين الأنام.. فيتحقق العدل وتحفظ كرامة الإنسان..

وآخرها عاشرها؛ جهاد ثم جهاد وجهاد، ومجاهدة أبد الآبدين، ما بين النفس الأمارة بالسوء وغربة الإسلام وكيد الكائدين..

خصال عشر جمعها مرب حكيم وأهداها لتلامذته على طبق من ذهب وكثير من المحبة.. صحبة رجال ونساء ربوا وصنعوا وبذلوا وما لانوا ولا استكانوا، منهم من سبقنا إلى الدار الآخرة ومنهم من نحن مرحومون برحمة المولى لهم، وبتلابيبهم متشبثون، وبدعائهم منصورون مسددون..

وضع المربي العظيم شروطا لكل سالك مبتغ وجه الله والدار الآخرة، يلزمه تمثلها والتزامها داخل صف المؤمنين، ومع خلق الله أجمعين..

ملازمة جماعة المؤمنين والصبر معهم وعليهم في محبة وتناصح وتشاور وطاعة لما اجتمعوا عليه، من غير استبداد ولا تنطع..

جماعة مؤمنة تتوب إلى الله وتدعو إلى التوبة الدائمة لله..

أربعون سنة، أو أكثر، عمر دعوة.. وعمر نساء ورجال عاشوا في كنف الجماعة، تتغذى أرواحهم من خيرها وأنوارها.. من مجالسها ورباطاتها واعتكافاتها.. تتحرر من ربقة العبودية لغير الله..

تصنع فكرا.. تبني جيلا.. تمحو ظلمة..

أيها الواقف هناك على شاطئ اليم؛ ترقب دورة الزمن.. وتسمع همسا.. وتصدق إشاعة.. تتأثر بإعلام غير منصف..

تعال اركب معنا، وامخر عباب هذا البحر المتلاطم..

تعال اركب معنا.. فلله درها من قيادة حكيمة، صنعت على عين الله، وتولاها لطف الله الذي أنشأها على يد مرب حكيم..

لا تتردد وقل: “بسم الله مجراها ومرساها”.