أمُّنا الحبيبة

Cover Image for أمُّنا الحبيبة
نشر بتاريخ

خديجة وفّت وتم الوفاءُ

لربٍّ عظيمٍ وكان الصفاءُ
هي الزوج صانت رسالة حقٍّ

بصبرٍ جميلٍ تلاه الدعاءُ
وصاحبةٍ في جهادٍ طويلٍ

أقامت ودرب الجهاد ابتلاءُ
وحاضنةٍ للمجالس تهفو

إليها القلوب فيخبو الشقاءُ
ونادى المنادي بداعي الكتاب

فلبّى الرشاد وفيه ارتقاءُ
أجابت ونور المحبة يعلو

ويبدو بليل الأنام الضياءُ
أيا أمّنا كنتِ رمز الفداء

لدين السلام ففاز الفداءُ
وكنتِ مثالا لزوج ٍ عطوفٍ

وأمٍّ حنونٍ فشاع الإخاءُ
وكنت ظهيرا لزوج حبيبٍ

فألفى السكينة فيها الشفاءُ
وكنتِ لنا قدوة في العطاء

بخير احتسابٍ فجلّ الثناءُ
وكنتِ لنا أسوة في المضاء

بكل اصطبارٍ تجود الدماءُ
وكنتِ لنا منحةً وسيبقى

عطاؤك سبقا تراه النساءُ
وكنتِ لنا قبلةً ترتجيها

عيون الحيارى فيحلو الثواءُ
حملتِ الشدائد عنّا أذاها

بقلبٍ رؤوف سقاه الولاءُ
أشعتِ الفضائل بين البرايا

خصالا كراما وفيها الرجاءُ
فكم من نزيلٍ أتى البيت يسعى

فنال المكارم فيها العلاءُ
وكم من غريبٍ ببابك أضحى

قريبا له في الحياة بقاءُ
وكم من ضعيفٍ رمته البلايا

تولّى قويّا حماه العطاءُ
وكم من ذليلٍ سقته المخازي

تبدّى كريما أتاه السخاءُ
وصنتِ الرسالة فيها بلاغٌ

رعيتِ الأمانة فحقّ النماءُ
دعتك المعالي إليها تنادي

وفوق البسيطة يمشي الحياءُ
هو الحبّ في الله سرٌّ لطيفٌ

يغذي الأحبة فيه الغذاءُ
ومرت ليالي الفراق بصبر ٍ

وهل يصبر القلب فيه التجاءُ؟
فتاقت لزوجٍ حبيبٍ كريمٍ

فنادته سرّا فلبّى النداءُ
وسارت إليه على كفّ شوقٍ

بروح وفي الأفق يشدو الحداءُ
وشاءت مقادير ربّي لها في

البرايا ظهورا فذاك اصطفاءُ
وما الموت إلا عبورٌ قصيرٌ

إلى الخلد فيه الرضا والهناءُ
صلاتي تدوم على المصطفى

يفوح شذاها ويرقى الدعاءُ
على الآل والصحب خير سلامٍ

من الله يشرق منه البهاءُ