أدلت الأستاذة حبيبة حمداوي، أمينة الهيئة العامة للعمل النسائي لجماعة العدل والإحسان، بتصريح في تغطية وقفات اليوم الوطني الثاني التضامني مع فلسطين والاحتفالي بالنصر على العدوان مساء أمس الأحد 23 ماي 2021، هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه.
بداية نتوجه بالشكر والتقدير لقناة الشاهد على حرصها الدائم لدعم قضايا الأمة، كما نشكر الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع والتي دعت إلى فعاليات متعددة وأشكال نضالية متنوعة لدعم القضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني منددة بما يحدث في الأقصى وباب العامود وحي الشيخ جراح وكل شبر في فلسطين.
ونوجه تحية إكبار وإجلال للمقاومة الفلسطينية التي صنعت النصر وهزمت العدو وأدارت معركة “سيف القدس” بثبات وعزيمة لا تكسر.
نعم انتصرت المقاومة لما أربكت حسابات الصهاينة وأسقطت حماقاتهم، ووحدت المعركة بين جميع أبناء الشعب وبين الاحتلال، فتوحدت مدن فلسطين، كل فلسطين؛ من بحرها إلى نهرها، في حالة رد قوي واشتباك مع المحتل.
انتصرت لما قصفت مستوطنات المحتل، ودخل الأهالي في المسجد الأقصى وفلسطينيو الداخل وحي الشيخ جراح… على خط المظاهرات الشعبية غير المسبوقة منذ عقدين من الزمن، وينتفض أبناء الضفة ليشكل الجميع ملحمة شعبية موحدة.
انتصرت لما غطت معركة “سيف القدس” كل التراب الفلسطيني المحتل، ودافعت عن الأقصى، واعتبرت القدس خطا أحمر وانتهاك حرمات المقدسات والاعتداء على المصلين لن يمر على المحتل بسلام.
انتصرت لما سددت ضربات قوية موجعة لمجرمي الحرب، واضطرت المحتل الاختباء في الملاجئ، وكشفت عن عجز منظومة القبة الحديدية في التصدي للقوة الصاروخية للمقاومة.
نعم؛ لم يتمكن المحتل من تحقيق أي إنجاز في حرب شعواء، بل مجرم حرب استهدف الأبراج السكنية للمدنيين وقتل الأطفال والشيوخ والنساء وشباب أعزل.
وننوه بالشعب المغربي في هبته المباركة لنصرة فلسطين، وقد انتفض في مجموعة من المدن والقرى والمداشر، معبرا عن استنكاره لهمجية العدوان الصهيوني، مثمنا انتصار المقاومة في معركة “سيف القدس”،
هذه الهبة الشعبية المباركة تعطي رسائل قوية لأنظمة الخزي والعار؛ أن هذا هو الإجماع الذي تتوحد حوله الشعوب التواقة للكرامة والحرية والمدافعة عن قضايا الأمة.
خرج الشعب يعبر بصوت عال مدينا التطبيع، مطالبا بسحبه وإلغاء كل الاتفاقات الموقعة مع المحتل، وموجها رسائل قوية إلى من يهمهم الأمر، أن الصفقة لن تمر، والضم لن يتم، وطمس هوية القدس لن يتحقق ولو في الحلم.
والمرأة جزء من هذا المشهد، ودورها محوري في مجريات المقاومة، لم تترك ميدانا إلا واقتحمته، ونافست فيه بقوة وأثبتت صدق الانتماء والوفاء للقضية.
كيف لا؟ وهي أم المقاوم والشهيد وزوجة الأسير وأخت الجريح. بل لها حضور في الميادين، كل الميادين.
كما أثبت حضورها في الشارع العربي بقوة وقناعة وانتماء وانخراط قوي، مستشعرة عظم المسؤولية والأمانة؛ هي في الميدان منددة ومناهضة، وفي المحافل الفكرية والعلمية تدافع عن قضيتها الأولى قضية القدس وفلسطين، فهي السند والمدد.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.